لندن ـ المغرب اليوم
وجدت دراسة صادرة عن جامعة "ادنبرة" في بريطانيا، أن الأشخاص الاذكياء لديهم طفرات وراثية أقل، تؤثر سلبا على صحتهم، بدلا من وجود المزيد من الطفرات التي تجعلهم أكثر ذكاء. وهذا يشير إلى أن الطفل الذي يولد بعدد قليل من الطفرات السيئة يمكن أن يكون أكثر استعدادًا ليكون ذكيا، على عكس وجود الكثير من الطفرات التي لها تأثير إيجابي على الذكاء.
وقال العلماء إن النتائج يمكن أن تستخدم لتوجيه التصحيح الجيني، حيث أن "تثبيت" هذه الطفرات يمكن أن تجعل الناس أكثر صحة وأكثر ذكاء في نفس الوقت. وأشاد هؤلاء بهذا الاكتشاف بأنه "واحدا من أكثر الدراسات إثارة حول علم الوراثة والذكاء" في الآونة الأخيرة.
ما الذي يجعل بعض الأشخاص أكثر ذكاء من غيرهم؟
يعتمد الذكاء على كل من علم الوراثة والظروف التي نكبر فيها، على سبيل المثال، الأطفال الذين يتربون مع وفرة في الطعام واللعب، يميلون إلى تسجيل أفضل النتائج في اختبارات الذكاء من الأطفال المحرومين من هذه الميزات. ولكن من المعروف أن الجينات تلعب دورا كبيرا، حيث تشير دراسات التوائم المتماثلة، التي تشترك في نفس الحمض النووي، إلى أن 50 إلى 80 في المائة من التباين في نسب الذكاء من المرجح أن ترجع إلى علم الوراثة ولكن النسبة الكبيرة من الاختلاف بين ذكاء الاشخاص بعضهم البعض لم يتم تفسيرها بعد.
وقام الباحثون من جامعه "ادنبره"، بتحليل بيانات وراثيه لـ20,000 شخص قاموا بالمشاركه فى دراسه "جيلينغ سكوتلاند" حسبما ذكرت تقارير مجلة العلوم الاسبوعية "نيو ساينتيست"، واستخدموا تقنيات إحصائية للتعرف على تأثير الطفرات الجينية النادرة على الذكاء.ولأن هذه المتغيرات الوراثية نادرة جدا، فقد فقدت الدراسات السابقة آثارها المحتملة. ووجد الباحثون أن هذه الطفرات الوراثية النادرة يمكن أن تكون الحلقة المفقودة التي يمكن أن تساعدنا على تفسير سبب ان بعض الناس أكثر ذكاء من غيرهم.
وقال ستيف ستيوارت وليامز، من جامعة نوتنغهام، ماليزيا، لـ"نيو ساينتيست": ان "هذه الدراسة واحدة من اكثر الدراسات اثارة في علم الوراثة والذكاء التي رأيتها". ويعتقد أن الطفرات الجينية النادرة التي درسها الباحثون لها تأثير سلبي على الذكاء والصحة.
وأشار الباحثون إلى أن كل طفرة نادرة يعتقد أنها لا تؤثر إلا على الصحة، ولأن آثارها صغيرة، فمن الصعب أن تكون هذه الطفرات السلبية "مقيدة" بالتطور، لأن تأثيراتها صغيرة لان الشخص المحتمل اصابته بالمرض بنسبه مرتفعه ويستمر بقاءه من المحتمل ان ينجب اطفالا وذلك يسمح انتقال الجينات السلبيه الى الجيل القادم ، على الرغم من أن تأثير كل طفرة صغيرة، بشكل جماعي يمكن أن تضر بصحتنا ونسب الذكاء.
واقترح العلماء أن اكتشافهم لهذه الطفرات السلبيه يمكن ان يصلوا الى اصلاح الجينات البشريه ومن الممكن ان يقوم العلماء بحذف هذه الطفرات من الحمض النووى ، وذلك باستخدام التقنيات الجينية المتقدمة نظريًا. ويمكن ان نجعل انفسنا اكثر ذكاء واكثر صحه فى نفس الوقت من خلال القيام بذلك. وقال عالم الأخلاق كريستوفر جينجيل من جامعة أكسفورد، " أعتقد أن هذه الدراسة تقوي الحالة الأخلاقية لمتابعة تكنولوجيات التحرير الجيني."