الرباط - المغرب اليوم
معطيات مثيرة أزالت عنها اللثام دراسة جديدة حول واقع الأشخاص المسنين بالمغرب، أنجزتها وزارة الأسرة والتضامن والتنمية الاجتماعية، بشراكة مع المرصد الوطني للتنمية البشرية، حيث إن 7.3 في المائة من أصل 3.2 مليون مسن، قالوا إنهم يعانون من الإقصاء الاجتماعي، وترتفع هذه النسبة في الوسط الحضري إلى 8.8 في المائة، ولا يحضون بالعناية الاجتماعية.
ولوحظ أن المسنين المتزوجين هم أقل عرضة للاكتئاب والإحساس بالوحدة، إذ وفقا للدراسة، فإن النساء أكثر تحملا للعيش وحدهن دون زوج. والحقاوي التي كانت تتحدث صباح الأربعاء بمناسبة تقديم الدراسة بالرباط، قالت إن المغرب يعاني من نقص حاد في الأطباء المختصين في أمراض الشيخوخة، إذ أنه يوجد فقط 10 أطباء في جميع ربوع المملكة، أي طبيب لكل 300 ألف مسن، وتابعت الحقاوي لتجاوز هذه الوضعية المتأزمة يجب أن نوفر 400 طبيب متخصص على الأقل.
بالنسبة التوزيع الجغرافي للمسنين، فقد كشفت الدراسة أن المسنين يتمركزون بشكل رئيسي في المناطق الحضرية بنسبة 59.4 في المائة، إذ تبلغ نسبة المسنين في منطقة الدار البيضاء-سطات وحدها 20.7 في المائة و13.6 في المائة يتواجدون في جهة مراكش-أسفي، بينما يستقر 13.2 في المائة من المسنين في جهة الرباط سلا القنيطرة و12.9 في المائة في جهة فاس مكناس، والملاحظ حسب المصدر ذاته أن المناطق الجنوبية يتواجد فيها أقل نسبة من المسنين بنسبة 0.1 في المائة.
وبين التقرير أن الرعاية الاجتماعية في الأسر تقع على النساء سواء كان زوجها أكبر سنا أو هي، وحتى مع أقاربها دائما هي التي تتكفل برعايتهم، وأكدت النساء المستجوبات أن التمييز بينهن وبين الرجل يزيد من إحساسهن بالإقصاء، كما أن تراجع الخصوبة البيولوجية للمرأة قبل الرجل يدخلها في مرحلة الشيخوخة المبكرة.
ووفقا لمعطيات الدراسة، فإن معدل المرض بالنسبة للأشخاص الذين يتجاوزون ستين سنة وصل إلى 32.06 في المائة، وهذه النسبة تكون مرتفعة في المناطق الحضرية أكثر من المناطق القروية بنسب على التوالي 36.3 في المائة و27.4 في المائة، كما أن نسبة النساء اللواتي يصبن بالأمراض تفوق نسبة الرجال بـ 10 في المائة.
وكشفت الدراسة أن الأشخاص بين 60 و64 سنة تتعرض نسبة 25.2 منهم للأمراض، والأشخاص الذين يتجاوزون 75 سنة نسبة 41 في المائة منهم يمرضون. وتشير الدراسة إلى أن أكثر من نصف المسنين يعانون من مرض مزمن واحد على الأقل، إذ تبلغ هذه النسبة 57.5 في المائة، 49.3 في المائة من الرجال مقابل 65.3 في المائة من النساء، وفسر معدو الدراسة الفجوة بخصوص الأمراض المزمنة، بأن المرأة بصفة عامة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض بسبب الولادة والأعمال المنزلية الروتينية.
وبخصوص التغطية الصحية، فبينت الدراسة أن التأمين الصحي يغطي 50.6 في المائة من كبار السن، 26.3 في المائة منهم لديهم تأمين إلزامي، و24.3 يشملهم التأمين الصحي، ومقارنة مع 2006، فقد شهت نسبة التغطية الطبية بالنسبة للمسنين زيادة واضحة بلغت 13.3 في المائة. ووفقا لآخر المعطيات، فإن من 3-4 من بين كل عشرة مسنين يحتاجون إلى الرعاية الصحية دون الحصول عليها، وأن 64 في المائة منهم يتجهون للمراكز الصحية مرة في كل أسبوع على الأقل، إذ هناك تباين في نسبتهم في المناطق الحضرية بـ 67.2 في المائة وفي المناطق القروية بنسبة 57.4 في المائة، ويرجع ذلك أساسا إلى صعوبة الوصول إلى المرافق الصحية في المناطق القروية.
وأفاد نصف المسنين المصابين بالأمراض، أنهم لم يستخدموا خدمة الرعاية الصحية، إذ قال 49.9 منهم إنهم يعانون نقصا في الموارد المالية، و45.5 في المائة لا يستطيعون دفع ثمن الاستشارة، و4.4 في المائة منهم لم ينتقلوا بسبب كلفة النقل الباهظة، بينما اعتبر 22.3 في المائة من المستجوبين أن المرض لا يتطلب الاستشارة الطبية، فيما قال 8.6 في المائة منهم إن الخدمات في المراكز الصحية سيئة.