لندن ـ المغرب اليوم
وجدت دراسة جديدة أن تحور الحمض النووي السبب وراء معاناة الناس من الألم بعد التعرض لصدمة مثل الاعتداء الجنسي أو حادث سيارة، وتؤدي هذه الطفرة إلى مستويات عالية من الكورتيزول، المعروف باسم "هرمون الإجهاد" الذي يتم إنتاجه والذي يتسبب في تحسس الأعصاب في العضلات ويجعلها أكثر عرضة للإصابة.
وأظهرت دراسات سابقة أن الأشخاص الذين يعانون من أنواع مختلفة من هذا الجين المحدد أكثر عرضة للإصابة باضطراب الإجهاد اللاحق للصدمة (PTSD) أو الاكتئاب أو السلوك العدواني في أعقاب حدث صادم، لكن علماء من كلية الطب في جامعة نورث كارولينا يقولون إن دراستهم أول دراسة تظهر أن وجود نسخة مختلفة من هذا الجين يسبب ألما جسديا أكثر للجسم.
ووفقا إلى مركز تعلم الحمض النووي فإن الجين FKBP5 جزء من محور الجسم الغدة النخامية - الكظرية (HPA)، ويتداخل نظام HPA بين الجهاز العصبي المركزي لدينا وبين نظام الغدد الصماء لدينا ويسيطر على استجابة الجسم للتوتر.
واقترحت الدراسات أن وجود متغيرات خفية من FKBP5 يمكن أن يغير طريقة عمل هذا الجين، ويمكن أن يؤدي إلى أن يصبح محور HPA مفرط النشاط، مما ينتج عنه إنتاج الكثير من الكورتيزول، ويصبح الناس أكثر عرضة للمعاناة من ظروف مثل القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.
نظر الفريق بالنسبة إلى الدراسة في أكثر من 1500 شخص تعرّضوا لإصابة مؤلمة بعد حادث سيارة، ثم قاموا بدراسة المشاركين الذين لديهم تغيير متزايد لجين FKBP5، مما يساعد على تنظيم الإجهاد والتعبير الجيني هو تحويل الحمض النووي من الجينات إلى rna، والتي تنتج البروتينات، وهذا يعني أن هذا الجين كان أكثر فعالية.
وقالت الدكتورة سارة لينستيدت، وهي أستاذة مساعدة في التخدير في كلية الطب التابعة إلى جامعة الأمم المتحدة، إن هذا يرجع إلى أن الجين لا يمكن تنظيمه بواسطة rna الميكرو، وMircroRNA عبارة عن جزيئات صغيرة من الرنا تساعد على تنظيم نشاط الجينات عن طريق الارتباط بالجينات بحيث لا يتم الإفراط في التعبير عنها أو التعبير عنها بشكل أقل.
وأظهرت الدراسات أن الكورتيزول ثبت حساسيته تجاه الأعصاب الطرفية، وتقع في أماكن بما في ذلك عضلات الكتف والمعصم والساعد وعضلات اليد والبطن السفلي، لذلك، فإن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من الكورتيزول لديهم متغيّر من الجين ويعانون أكثر من الألم العضلي الهيكلي المزمن.