الرباط - وكالات
لم تمنعني فترة النقاهة التي أقضيها بأحد منتجعات فرنسا ، عن تتبع أخبار حي فاس الجديد الذي أعزه وأقدر أهله ، وخاصة بمناسبة احتفالهم بليلة القدر ، التي تعد طقسا متجدرا وبخصوصية متميزة ، وتشبث خطير بالتقاليد الضاربة الجذور في التاريخ المغربي ، هذه الليلة التي يجتهد الفاسيون كافة ، والفاس الجديدين على اختلاف أعمارهم ، وتنوع شرائحهم وتباين مستوياتهم الاجتماعية ، في احياء هذه الليلة بأداء صلوات التراويح وذكر الله عز وجل بكل مساجد وزوايا الحي والمدينة التي تعمها نفحات روحانية الليلة وقدسيتها ، والتي لا تبقى حبيسة المساجد فقط ، بل تتعداها الى كل البيوت وجل الشوارع . وكعادتها الناشطة الجمعوية "السيدة فطومة الحيلالي" مع كل المناسبات الدينية والاجتماعية والسياسية ، فقد تفانت في توفير الأجواء الملائمة ، والظروف المساعدة ، وبإمكانياتها الخاصة ، لاحياء هاته الليلة ، بشكل خارج عن المألوف ، إحتفاءا بأيتام حينا الشعبي فاس الجديد المشور ، وتمتيع أمهاتهم من لحظات انشراح مع اجواء المديح والسماع ، المرفقة بموسيقى الملحون ، التي زادت الاحتفال أصالة ، والحضورة بهجة وحبورا واندماجا في الإحتفاء بيتيمات الحي اللواتي كن في هذا اليوم أشبه بالعروسات ، بما حظين به من دلال ممزوج بتكريم ماما فطومة كما يحلو بعضهن ان ينادينها شكرا وامتنانا لها على تكريمها واحتفائها بهن ، واستقدامها نقاشة لتزيين أكفهن النحيفات بالحناء ، واحضارها نكافة لمساعدتهن على ارتداء الألبسة والإكسسوارات التقليدية التي زادت طلتهن اشراقا وبهاءا من فوق العمارية وسط زغاريد أمهات وصديقات المحتفى بهن ، المبتهجات بما قدمت لهن السيدة فطومة من هدايا ، بمناسبة هذه الليلة التي قال عنها السبحانه وتعالى في سورة القدر: "إنا أنزلناهُ في ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر *سلامٌ هي حتى مطلع الفجر" .