الرباط - وكالات
صدر حديثًا للباحث عبد الرحيم العطري كتاب بعنوان مدرسة القلق الفكري يرسم فيه بورتريهات لأهم الأسماء التي ساهمت في تحقيق تراكم بحثي ومعرفي في سجل السوسيولوجيا المغربية. إنها بورتريهات يتجاور فيها البعد الحميمي والاعتباري المتمثل في تأسيس ثقافة الاعتراف بعطاءات أسماء من أجيال مختلفة٬ مع الجانب المعرفي الذي يقتضي تقديم خلاصات معرفية وعناوين كلية وسمت مسار كل باحث من قائمة ضمت 29 سوسيولوجيا بارزا. وكما ورد في تقديم الباحث أحمد شراك للكتاب الصادر ضمن منشورات اتحاد كتاب المغرب في 150 صفحة٬ فإن الأمر يتعلق ببورتريهات تتجاوز التصوير بالكلمات٬ إلى الحفر في الخطابات انطلاقا من ثقافتين متداخلتين: ثقافة التتبع والمعرفة٬ وثقافة الاعتراف٬ لترسم في النهاية الحدود الجغرافية الوارفة للتدخل السوسيولوجي. ويؤطر المؤلف عبد الرحيم العطري إصداره الجديد الذي تصدرت غلافه لوحة للفنان التشكيلي فؤاد شردودي في سياق التعريف بالسوسيولوجيا المغربية٬ بأعلامها و مؤسسيها٬ باتجاهاتها و اختياراتها(...) ضدا على ثقافة المحو التي كثيرا ما عانت منها السوسيولوجيا. ويعد العطري بمشاريع قادمة تنتصر لأصوات أخرى من أجيال علم الاجتماع بالمغرب٬ فهذه المساهمة٬ كما كل الأسئلة السوسيولوجية٬ لا تحمل أمارة الوصية الأخيرة٬ و لا تدعي لنفسها الكمال أو الاكتمال٬ إنها مجرد نافذة مشرعة على تجارب و حيوات و مشاريع من قارة علم الاجتماع٬ بكثير من دهشة البداية و نسبية الممارسة. محمد جسوس: فيه يجتمع العالم والسياسي٬ عبد الله حمودي٬ مفكك خطاطة الشيخ والمريد٬ عبد الكبير الخطيبي: مؤسس النقد المزدوج٬ فاطمة المرنيسي: المدافعة عن تاء التأنيث٬ مصطفى محسن: المربي المتعدد الأبعاد٬ نور الدين الزاهي: عاشق الصناعة المعرفية الثقيلة ورحال بوبريك: الباحث في بركة الصحراء...تلك عينة من المجزوءات التي تضمنها كتاب يهديه عبد الرحيم العطري لأستاذه الباحث المختار الهراس الذي يفرد له فصلا بعنوان العالم٬ المربي والانسان. يذكر أن عبد الرحيم العطري أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الانسانية ٬سايس٬ بفاس٬ أصدر عدة كتب من بينها í¸دفاعا عن السوسيولوجيا و سوسيولوجيا الأعيان: آليات إنتاج الوجاهة السياسية في المغرب وصناعة النخبة بالمغرب و الحركات الاحتجاجية بالمغرب وتحولات المغرب القروي: أسئلة التنمية المؤجلة.