الرئيسية » ناس في الأخبار

القاهرة - وكالات

«كم من ضرير مبصر متوهج.. يعطي ويعطي والمدى وهاب»، بيت من الشعر ينطبق على حالة الفنان المصري الكفيف أحمد ناجي (30 عاما)، الذي اخترق حواجز الظلام، ليكون أول فنان تشكيلي كفيف في مصر. يعمل ناجي مرشدا أثريا وعضوا بفريق عمل مدرسة الوعي الأثري للمكفوفين بـ«المتحف المصري» بالقاهرة، وتسير موهبته الفنية جنبا إلى جنب مع عمله، حيث لم تقف إعاقته مانعا لكي ينافس غيره من الفنانين التشكيليين المبصرين عبر بصيرته وإحساسه الفني، بل إنه تخصص في حصد الجوائز الفنية من المراكز الثقافية والفنية محليا وعربيا. يقول ناجي: «منذ المولد وأنا أعاني كف البصر ولدي فقط إبصار جزئي، ورغم ذلك واصلت دراستي بنجاح، فدرست التاريخ بجامعة عين شمس وحصلت على الليسانس عام 2005، وحاليا أنا في مرحلة الماجستير، أما عن الموهبة الفنية فقد كنت بداية أمارس النحت والتشكيل مثل أي كفيف، حيث تهتم مدارس المكفوفين بحصص الرسم والموسيقى، وكنت أقوم بالنحت باستخدام الطين الأسواني، وفي عام 2008 طلب مني ومن غيري تقديم منتجات نحت على الجبس للاشتراك بها في الدورة الأولى من صالون الفن الخاص لذوي الاحتياجات الخاصة الذي تنظمه وزارة الثقافة المصرية، وعرضت المنحوتات على الفنان طارق مأمون المشرف على الصالون، الذي لم يشعر بما أنتجته، فقد كنت بالفعل أقوم بالنحت ولكن ليس بحب وليس بشكل احترافي، لذا فقد وافقته في الرؤية». يتابع: «كانت المفاجأة أن اقترح علي الفنان طارق مأمون الاتجاه للرسم، حيث قال إنه يمكنني التعامل مع اللون من خلال الملمس بسبب معاناتي من الالتهاب الشبكي التلوني لا يسمح لي بتمييز الألوان، وقد ساعدني في هذه التجربة الجديدة وأحضر لي بعض المجسمات كي أتحسسها وألمسها بإتقان وتركيز، ثم أترجم ذلك على اللوحات من خلال الألوان الزيتية باستخدام الأصابع وليس الفرشاة أو الريشة، بعد أن وجدت صعوبة في الرسم بهما». أثمر هذا الإعداد الفني إلى نجاح الفنان الشاب في إنتاج لوحتين اشترك بهما في الدورة الثانية من صالون الفن الخاص لذوي الاحتياجات الخاصة، والتي حصل فيها على جائزة لجنة التحكيم، كونه الكفيف الوحيد في مصر الذي يقوم بالرسم. يكمل ناجي: «لم أتوقع تلك الجائزة، بل أكثر منها أنني فوجئت بعدد من النقاد يتصلون بي بعد أن أعجبتهم الأعمال ويبرزون السلبيات والإيجابيات في لوحاتي وما ينبغي علي أن أتحاشاه مستقبلا، وهو ما أسعدني للغاية لأنهم نظروا إلى كفنان يتم انتقاده، ولم يتعاملوا معي على أني مجرد شخص كفيف». كانت الخطوة التالية في حياة الفنان الكفيف هي تنمية موهبته عبر التدريب على برنامج الرسم بالموسيقى، فمن خلال إحدى مؤسسات اكتشاف المواهب بالقاهرة قامت مديرتها بتدريبه بهدف ضبط يده على اللوحة وتحديد أبعاد عليها حتى لا تسرح يده، وذلك من خلال اختيار مقطوعة موسيقية تكون في الخلفية ويبدأ المتدرب بالرسم، والهدف من ذلك كي يعمل خياله والمخزون الذي بداخله. يقول ناجي: «هذه الطريقة جعلتني أنمي موهبتي بالاعتماد على الخيال، وأثمرت أنني أنتجت عدة لوحات جديدة وحصلت على عدد من الجوائز عليها». من بين الجوائز التي حصل عليها الفنان أحمد ناجي درع الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية في 2010، والجائزة الثانية بصالون الفن الخاص في دورته الثالثة في نفس العام بمركز سعد زغلول الثقافي، حصل على درع الهيئة العامة لقصور الثقافة عن المشاركة في معرض (تحديات الواقع وآفاق المستقبل)، وقبل أيام قليلة حصل ناجي على جائزة تشجيعية من صالون الفن الخاص في دورته الرابعة 2013. وعلى مستوى العالم العربي حصل على درع مهرجان نجوم العطاء من سفير دولة الكويت بالقاهرة، وفي شهر أكتوبر الماضي وخلال الاحتفال بيوم الكفيف فاز بجائزة تقدير من قناة «إرادة» التي تعد أول قناة فضائية ناطقة بصوت ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم العربي، سلمها له رئيس مجلس إدارة القناة الشيخ محمد بن على المشعل. في مطلع العام الحالي، كانت خطوة فنية جديدة في حياة الفنان ناجي، حيث أقيم له معرضا فنيا خاصا بمفرده تضمن 12 لوحة تم تنظيمه في مركز سعد زغلول الثقافي، عنه يقول: «أهمية المعرض أنه أول معرض تشكيلي لفنان كفيف في مصر، وقد نال استقبالا كبيرا من جانب الجمهور الذين زاروا المعرض وأقبلوا عليه خلال فترة تنظيمه، كما جاءتني آراء كثيرة على أعمالي وهو ما استقبلته بتركيز شديد لأني أحب النقد البناء». من بين أعمال المعرض لوحة الوجه الضاحك الذي عبر فيه عن عضلات الوجه المنفردة، ولوحة الوجه الباكي حيث عضلات الوجه المرتخية، ولوحة طقوس رمضان حيث الفانوس والزينة وغيرها، إلى جانب أعمال من وحي الطبيعة. ويبين ناجي أنه شارك بمجموعة من أعماله في معرض أقيم في أرمينيا خلال العام الماضي، وهي المشاركة الوحيدة له خارجيا حتى الآن. أما عن طموحه الفني فيقول: «أتطلع دائما لأن أجود في عملي، وما أرغب به مستقبلا هو عمل لوحة بنظام القصة، أي الكتابة على اللوحات حتى يفهم مضمونها، لأن ذلك أكثر سلبية قابلتها فيما مضى، وسأحاول أن تكون الكتابة للمبصرين وبطريقة برايل للمكفوفين». وعن عمله كمرشد أثري بمدرسة الوعي الأثري للمكفوفين بـ«المتحف المصري» بالقاهرة، يقول: «أرافق المكفوفين إلى قاعات المتحف للتعرف على الآثار، ومساعدتهم من خلال شرح واف ومبسط للآثار عن طريق اللمس، فمن أهم أدوارنا التوعية الثقافية عن الآثار المصرية وأهميتها وما واجبنا نحوها».

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

النويري يبحث مع السفير الإيطالي لدى ليبيا مسارات إنهاء…
"مكافحة الأمراض" سبها يعلن تسجيل 23 إصابة بفيروس كورونا
"الحويج" يناقش آليات عمل المدارس والجاليات الأجنبية في ليبيا
تخرج دفعة جديدة من طلاب تقنيات علوم البحار في…
مدير مركز طرابلس الطبي يصف وضع المركز بالكارثي

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة