الرباط - المغرب اليوم
قال نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، إن "واقع المنظومة الصحية ببلادنا ليس أفضل حالا من واقع التعليم الذي وقفنا عليه سابقا، ومن واقع باقي الخدمات الاجتماعية الأساسية، التي عِوَضَ أن تتحسن وتتطور، بدأت تتدهور في السنوات الأخيرة من حيث العرض والجودة".
وأضاف بركة، خلال عرضه السياسي ضمن أشغال الدورة الخامسة للجنة المركزية لحزب الاستقلال، أن "توفير الخدمات الصحية للجميع وبالجودة المطلوبة طموح مجتمعي مشروع وممكن نتطلع إليه جميعا"، مشيرا إلى أن "الحكومة، اليوم، لا تُدبر منظومة الصحة العمومية بما يلزم من إرادة، وبما تحتاجه صحة المغاربة من جدية سياسية ومسؤولية دستورية".
وبعدما تساءل عن عمل الحكومة لتفعيل مقتضيات الدستور المتعلقة بالصحة، أوضح الأمين العام لحزب الاستقلال أن "الحكومة أعطت للصحة نفسَ ما أعطته للتعليم والشغل وباقي خدمات المرفق العمومي، بمعنى لا شيء يذكر"، مضيفا أن "الحكومة مَاضية في تطبيق السياسات نفسها، التي أبانت عن اختلالاتها وعن عجزها، وفي اتخاذ المقاربات والتدابير ذاتها، التي جعلت هذا القطاع ساحةً أخرى من ساحات تعميق تقاطبات المجتمع وشروخ الثقة".
وواصل بركة انتقاد عمل الحكومة، مشيرا إلى أنها "مُصرة على عدم الإنصات، وعدم التفاعل الفوري، وعدم الاستباق والمبادرة إلى الحلول المبتكرة لمواجهة الإشكاليات المعقدة، ومطالب المواطنات والمواطنين، التي ارتفع سقفُها أمام اتساع هوة الفوارق بين شرائح المجتمع".
وأضاف أن "الحكومة جَاهِدةٌ في استراتيجيات التسويق السياسي والتواصل التعبوي أكثر مما تستثمر في السياسات الاقتصادية والاجتماعية الحقيقية والناجعة، التي تخلق فرص الشغل، وتُشجع على المبادرة المقاولاتية، وتُعزز القدرات والمهارات، وتعيد توزيع ثمار الثروة بعدالة وإنصاف، وتقوي التماسك الاجتماعي، باعتباره صَمَّام استدامة الاستقرار".
ووصف بركة الحكومة بالجزر المفككة والمحميات الكبرى، التي تستقوي على بعضها البعض، أمام هشاشة مؤسسة رئيس الحكومة، مضيفا أن حزب الاستقلال أكد غداةَ خروجِ الحكومة المعدلة إلى النور على أنه كان ينبغي مراعاة "مبدأ التوازن والرقابة المتبادلة داخل مكونات الحكومة"، و"عدم الإفراط في تركيز القرار الاقتصادي وتجنب تنازع المصالح"، و"وضع آليات جديدة لتنسيق العمل الحكومي".
وجاء في كلمة الأمين العام لحزب الاستقلال "إذا ما استثنينا تدبير الأمور الجارية، ومواصلة تنفيذ البرامج المعتمدة، رغم الإجماع الحاصل على نواقصها وضعف مردوديتها وضرورة القطع معها، فإن الإصلاحات الحقيقية في التعليم والصحة والإدارة ومحاربة الفساد والجبايات والتقاعد والدعم الاجتماعي وإدماج الشباب وإطلاق الجيل الجديد من الاستراتيجيات القطاعية، التي طالب بها الملك محمد السادس، كل ذلك لم ينطلق بعد، وما زلنا ننتظر التدابير الفورية لاستعادة الثقة، وتبديد مظاهر الأزمة".
وتابع بركة قائلا: "لا يزال هناك انحسارٌ للاقتصاد الوطني، وتعطلٌ في الاستثمار، وتفاقمٌ في بطالة الشباب وفي نزيف هجرة الكفاءات، وتصاعُدٌ في مساحات الاحتقان، وكأن الحكومة لم تستخلص الدروس من أحداث الحسيمة وجرادة وزاكورة وحركة المقاطعة وغيرها من أشكال التعبير والاحتجاج الجديدة والمتنوعة التي تَعْتَمِلُ داخل المجتمع".
قد يهمك ايضا
نزار بركة ينتقد "بطء" وتيرة الإصلاحات أمام سرعة التحديات التكنولوجية في المغرب
نزار يوضح عجز الحكومة عن محارب التهرب الضريبي والريع