الرئيسية » ناس في الأخبار
عبد المجيد تبون

الجزائر - المغرب اليوم

بدا واضحاً أن وصول عبد المجيد تبون إلى رئاسة الجزائر في ظل رفض شعبي واسع له لا يحظى بالإجماع الدولي؛ وذلك من خلال قراءة دلالات تعليقات بعض الدول الكبرى على نتائج الرئاسيات، خصوصا فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.

وإلى حدود الساعة، لم يُهنئ المغرب الرئيس الجزائري ولم يصدر أي بلاغ رسمي رغم مرور أزيد من 48 ساعة، في وقت سارع الرئيس التونسي والرئيس المصري فور إعلان النتائج إلى إرسال التهاني إلى رئيس الدولة الجديد.

المغرب وتبون

حتى وإن صدر تعليق رسمي في وقت لاحق من قبل الرباط، إلا أن التأخر في تهنئة البلد الجار يعكس توجساً واضحاً من شخصية عبد المجيد التبون، وهو الرجل الذي جعل من المغرب هدفاً لحملته الانتخابية، إلى حد مطالبته المملكة بتقديم اعتذار رسمي مقابل قبول الجزائر فتح الحدود.

عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، يرى أن هناك تفسيرات متعددة لعدم تهنئة الرئيس الجزائري إلى حد الآن، من ضمنها القواعد الدبلوماسية التي تقتضي أن تتم تهنئة المرشح الفائز بعد أن يُصبح رئيسا رسميا للبلاد، أي بعد أداء اليمين الدستورية وفق ما ينص عليه الدستور الجزائري ليتسلم مهامه.

ويُلاحظ السليمي أن مجموعة من الدول قد تكون تسرعت في تهنئة تبون قبل أن يُباشر مهامه؛ "لأنه لا أحد يعرف ما يمكن أن يحدث في الجزائر"، وزاد موضحا: "الدول في الممارسات الدبلوماسية لا تتعامل مع تصريحات الهيئات المستقلة للانتخابات لما تُعلن النتائج، وإنما تنتظر إلى حين استكمال كافة الإجراءات الدستورية، وأن يصبح المرشح الفائز رئيسا. وعبد المجيد تبون إلى حد الآن مازال مرشحا فائزا في انتظار استكمال الإجراءات الدستورية التي تجعله رئيسا".

التفسير الثاني في تأخر تهنئة المغرب لتبون، وفق اسليمي، أن السياق الذي جرت فيه الانتخابات الجزائرية لا يسمح للدول بأن تتسرع في تقديم التهاني، مردفا: "لاحظنا كيف علقت الدول الكبرى مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية؛ فتصريحاتها تشير إلى أنها علمت بإجراء انتخابات وإعلان النتائج؛ وذلك يعني أنها تنتظر".

صمت المغرب إلى حدود اللحظة يأتي حسب رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني في إطار اختيار الرباط منذ بداية الأزمة الجزائرية ألا تدلي بأي تصريحات من شأنها التأثير داخل الجزائر.

لكن اسليمي يعتقد أيضا أن استهداف تبون للمغرب خلال حملته الانتخابية قد يكون وراء التأخر في تهنئة الرجل، مورداً: "لا أعتقد أن الدولة التي يُهاجمها مرشح فائز في انتخابات رئاسية ويطلب منها الاعتذار ستكون أول المهنئين، بل ستنتظر موقفه بعد أن يتسلم مهامه ويوجه خطابا من المتوقع أن يكشف فيه شكل علاقاته مع دول الجوار، ومنها المغرب".

ويشير المتحدث ذاته، في تصريحه إلى أن الجزائر تدخل اليوم مرحلة مجهولة المصير، وأخطر من مرحلة ما بعد 22 فبراير، شارحا: "الأمر لا يتعلق بمقاطعة انتخابات عادية، وإنما برفض عملية انتخابية برمتها ومطالبة بالانتقال من دولة عسكرية إلى دولة مدنية؛ فالسقف في الشارع بات مرتفعا جدا عن تبون والقايد صالح".

ويورد اسليمي أن "الانتخابات الجزائرية لم تنصب عبد المجيد تبون وإنما نصبت القايد صالح، قائد الجيش، منفردا بالحكم بعد أن كان يحكم إلى جانب السعيد بوتفليقة، لذلك تظهر أمامنا اليوم جزائر مجهولة المصير".

الجزائر والصحراء

يزيد هذا الوضع من تعقيد ملف الصحراء المغربية، على اعتبار أن الجزائر تعتبر طرفا في النزاع وتحتضن وتمول وتسلح جبهة البوليساريو الانفصالية. وقال اسليمي: "يمكن أن نتوقع من الجزائر أي شيء بخصوص قضية الصحراء؛ لأن القايد صالح وتبون قد يلعبان هذه الورقة داخليا، وذلك بأن يدفعا البوليساريو إلى إعلان حرب بالوكالة على المغرب".

وخلص الباحث في العلاقات الدولية إلى أن "الجزائر أمام انفراد قائد الجيش بالسلطة، وأمام رئيس جزائري يواجه متاعب شرعية انتخابية ضعيفة ومطالب حراك وصلت سقفا عاليا؛ وبذلك قد يلعب القايد صالح وعبد المجيد تبون ورقة ملف الصحراء بشكل يوتر العلاقات مع المغرب".

ويستحضر اسليمي كيف ظل القايد صالح في خطاباته التي تفوق أربعة وستين خطابا منذ 22 فبراير يوظف ورقة الخارج، "وهو المنحى نفسه الذي سار عليه عبد المجيد تبون لما هاجم فرنسا وطلب من المغرب الاعتذار، علما أن لديه صعوبة في ضبط الأحداث المرتبطة بالعلاقات المغربية الجزائرية".

ويؤكد الخبير نفسه أن ورقة العداء للمغرب "لم تعد مجدية وإن حاول القايد صالح وتبون لعبها، إذ بات الشارع الجزائري يدرك أنها لعبة غير مبررة وإنما وظفت من طرف الجيش، وخاصة من طرف عبد العزيز بوتفليقة، للاستمرار في إلهاء الجزائريين".

 

قد يهمك ايضا
اختيار عبد المجيد تبون رئيسًا للجزائر والآلاف يتظاهرون تنديدًا بـ "حدوث تزوير"
"الدستور" و"الحوار" مع الحراك أول وعود رئيس الجزائر الجديد وسط العديد من الملفات الساخنة

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

النويري يبحث مع السفير الإيطالي لدى ليبيا مسارات إنهاء…
"مكافحة الأمراض" سبها يعلن تسجيل 23 إصابة بفيروس كورونا
"الحويج" يناقش آليات عمل المدارس والجاليات الأجنبية في ليبيا
تخرج دفعة جديدة من طلاب تقنيات علوم البحار في…
مدير مركز طرابلس الطبي يصف وضع المركز بالكارثي

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة