الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
الأصول المشتركة بين القردة والإنسان

نيويورك - مادلين سعادة

كشف الباحثون، عن أنّ السلف المشترك بين الرجل والقرد؛ يميل إلى كونه قرد أكثر من كونه إنسانًا بشريًا، حيث كشفت دراسة جديدة يقودها باحثون من جامعة "كاليفورنيا" في سان فرانسيسكو، عن أنّ مفتاح الاكتشاف يكمن فى الأكتاف، وأخذ البشر الأوائل، خطوة تطورية، بعيدًا عن القرود، عندما غادروا الغابات والأدوات؛ ولكن بقي شكل السلف المشترك الأخير مع القرود غير واضح، حتى الآن.

وأكد ناثان يونغ من مدرسة الطب فى جامعة "كاليفورنيا" في سان فرانسيسكو والمؤلف الرئيس للدراسة، أنّ "البشر كائنات فريدة بأشكال عدة، ونحن لدينا مميزات تربطنا على نحو واضح مع القردة الأفريقية، ولدينا أيضًا مميزات تبدو أكثر بدائية، ما يؤدي إلى عدم اليقين في شأن الشكل الذي يبدو عليه السلف المشترك لدينا، وتشير دراستنا إلى تفسير بسيط يتمثل فى أنّ السلف بدى يشبه الشمبانزي أو الغوريلا على الأقل في الأكتاف".

وأوضح يونغ، أنّ شكل الكتف ارتبط مع تغير السلوك الإنساني المبكر مثل قلة التسلق وزيادة استخدام الأدوات، ويتشابه البشر مع القردة الأفريقية بما في ذلك الشمبانزي والبابون، قبل ستة أو سبعة ملايين عام، كما تشبه الصفات البشرية القرود أو إنسان الغاب.

ويثير هذا المزيج من الخصائص؛ سؤالًا خاصًا، فيما إذا كان السلف المشترك الأخير للإنسان والقردة الأفريقية يشبه الغوريلا أو الشمبانزي، فى العصر الحديث أم يشبه القرد القديم؟، وتشير الدراسة العلمية التي تحمل عنوان "Fossil Hominin Shoulders " التي نشرت في دورية "journal PNAS " في السابع من أيلول/ سبتمبر؛ إلى أنّ السلف المشترك يشبه القرد الأفريقي.

وتتكون أكتاف القردة الأفريقية، من شفرة على شكل مجرفة ومقبض مثل العمود الفقري الذي يوجه مفصل الذراع نحو الجمجمة، ما يعطى ميزة للأذرع عند التسلق أو التأرجح من خلال الفروع، وفي المقابل يتجه العمود الفقري الكتفي في القرود إلى الأسفل، وتعد هذه الصفة أكثر وضوحا في البشر، ما يدل على سلوكيات مثل صنع الأدوات الحجرية والرمي بسرعة عالية.

وكان السؤال السائد؛ هل تطور البشر بهذا التكوين من قرود أكثر بدائية أم من قرود أفريقية حديثة؟ واختبر الباحثون هذه النظريات المتنافسة؛ من خلال مقارنة القياسات ثلاثية الأبعاد لحفريات الأكتاف للبشر الأوائل والإنسان الحديث والقردة الأفارقة والجيبونز والقرود التي تعيش في الأشجار.

وكشفوا، عن أنّ شكل كتف الإنسان الحديث فريد من نوعه حيث يتشابه مع التوجه الجانبي لإنسان الغاب وشكل شفرة الكتف مع القرود الأفريقية، مبينين أنّ كتف الإنسان مختلفة عن جميع القرود،  فهو بدائي بعض الشيء ويختلف عن الجميع في الوقت ذاته؛ ولكن كيف تطورت السلالة البشرية وهل كان لدى السلف المشترك للإنسان الحديث كتف مثلنا؟".

وحللوا بعضا من أوائل الأنواع البشرية وتدعى "Australopithecus"؛ لتحديد مدى تشابه شكل الأكتاف بينها، وقال الدكتور ريراي أليمسيغيد من أكاديمية "كاليفورنيا للعلوم"، أن العثور على الحفريات للسلف المشترك يعتبر شيئا مثاليا وفي حالة غياب الحفريات يعتبر توظيف التقنيات المتعددة الحل الأفضل.

حيث أظهرت نتائج فحص الفصائل البشرية الأولى، أنّ فصيلة "australopiths" تقع في منطقة متوسطة بين القرود الأفريقية والبشر، أما فصيلة "A. afarensisshoulder" فكانت أقرب للقردة الأفريقية عن البشر، أما فصيلة "A. sediba" فكانت أقرب للبشر عن القردة، وتتسق هذه النتائج مع زيادة استخدام الأدوات في فصيلة "Australopithecus".

وأضاف ألييمسيغيد، أنّ المزيج الملحوظ من القرد والإنسان في كتف فصيلة ""A. afarensis يدعم فكرة مشاركة الفصائل التي تحمل قدمين في تسلق الأشجار، واستخدام الأدوات الحجرية، ويعد هذا خطوة رئيسة واضحة في طريقها حتى تصبح بشرا.

وأفاد نيل تي روش زميل علم الأحياء التطوري البشري في جامعة "هارفارد"، أنّ تطور الكتف ساعد في تطوير سلوك آخر بالغ الأهمية يتمثل في قدرة الإنسان على رمي الأشياء بسرعة ودقة، وربما كان تطور الكتف مدفوعًا في البداية باستخدام الأدوات، ومن المرجح أن قردة الرمي الفريدة؛ ساعدت أجدادنا في الصيد وحماية أنفسهم، ما حوّل جنسنا البشري إلى كائنات مسيطرة على الأرض".

وعلى الرغم من تميز القدرة الرائعة في الرمي؛ إلا أنها تجعل البشر أكثر عرضة لإصابات الكتف، ولذلك يحصد الأميركيون ما يقرب من مليون إصابة من الكفة المستديرة سنويًا؛ ولكن ليس الجميع في خطر متساو، نظرًا لاختلاف شكل الكتف على نطاق واسع بين البشر المعاصرين، ويساعد فهم هذه الخلافات؛ بالتنبؤ فيمن أكثر عرضة للإصابة عن غيرهم.

وشرح يونغ، أنّه من المحتمل استخدام المعلومات حول شكل كتف القرد فى التنبؤ باحتمالية التعرض للإصابة على نحو أكبر ومن ثم التوصية بتمارين شخصية للممارسة لتجنب الإصابات، ويعتمد الحصول على كرة البيسبول على شكل كتفك، ولذلك ربما ترغب في إجراء بعض التمارين للتقوية لتجنب خطر الإصابة.

وتكمن الخطوة التالية للباحثين في تحليل التباين في كتف الإنسان المعاصر والتسلسل الجيني الذي تسبب في هذه الاختلافات لفهم مدى تأثير هذه العوامل على احتمالات إصابة الكتف، ووجه الأستاذ المساعد في علم الأحياء التطوري البشري تيرينس كابليني في جامعة "هارفارد" إلى أنه "عندما نفهم كيف يؤثر شكل الكتف على المصابين تصبح الخطوة التالية اكتشاف الجينات التي تجعل هذه الأشكال أكثر عرضة للإصابة، ومن خلال هذه المعلومات نأمل في أن يتمكن الأطباء من تشخيص وتفادي إصابات الكتف قبل أعوام من وقوعها، وذلك من خلال فرك قطعة من القطن ببساطة على خد المريض لأخذ عينة من الحامض النووي".

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

دب ينقض على مركبة في منتصف الليل على طريقة…
ناشطة بيئية هندية تبتكر ورقًا صديقًا للبيئة وأكثر استدامة
ملعقة صغيرة من تربة الأمازون تحتوي على 400 نوع…
دراسة حديثة تحلّ لغز اختفاء الديناصورات قبل نحو 66…
موقع مِن الفضاء يكشف التغييرات التي طرأت على الأرض…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة