واشنطن - رياض أحمد
لقي شخص بريطاني حتفه حتى الآن، وانقطع التيار الكهربائي عن أكثر من مائة ألف شخص، إثر هبوب عواصف ورياح شديدة على بريطانيا لتضيف مزيدا من المعاناة إلى مناطق ضربتها بالفعل الفيضانات وتسببت في فوضى واسعة النطاق في حركة السفر أمس الخميس، بينما لقي 13 شخصا مصرعهم في عاصفة ثلجية
ضربت جنوب شرقي الولايات المتحدة وشلت حركة السفر والطيران وانقطعت الكهرباء عن 363 ألف شخص.
ففي العاصمة البريطانية لندن أعلنت هيئة الأرصاد الجوية أن عواصف بلغت شدتها أكثر من 160 كيلومترا في الساعة ضربت غرب إنجلترا وويلز أثناء ليلة الأربعاء، في حين استمرت تحذيرات من الفيضانات الشديدة في أغلب مناطق جنوب وغرب إنجلترا. وقالت الشرطة إن رجلا في السبعينات من العمر لقي حتفه صعقا بالكهرباء على ما يبدو بعدما أسقطت شجرة خطوطا للكهرباء في ويلتشير. وذكرت رابطة شبكات الطاقة التي تمثل شركات الكهرباء أن التيار الكهربائي انقطع عن 130 ألف عميل في وقت متأخر مساء الأربعاء. وغمرت مياه الفيضانات أجزاء في جنوب غربي إنجلترا لأسابيع بعد أن شهد شهر يناير (كانون الثاني) أعلى معدل لهطول الأمطار في نحو 250 عاما. كما ضربت مياه الفيضانات مناطق تمتد من نهر التيمس وحتى غرب لندن. وقالت خدمات الطوارئ إنها أنقذت أكثر من 850 شخصا في منازلهم على طول نهر التيمس في مقاطعة ساري منذ يوم الأحد بعد ارتفاع منسوب مياه النهر إلى أعلى مستوى في أكثر من 60 عاما.
وفي الولايات المتحدة، ضربت عاصفة شتوية عاتية جنوب شرقي الولايات المتحدة يوم الأربعاء لتشل حركة السفر والطيران وتقطع الكهرباء عن 363 ألف شخص. وتسببت الطقس السيئ في وفاة 13 شخصا على الأقل في المنطقة بينهم ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم عندما انحرفت سيارة إسعاف كانت تنقل مريضا على طريق تساقطت عليه الثلوج في كارلسباد بولاية تكساس. وقالت هيئة الأرصاد الوطنية الأميركية إن التحذيرات من العواصف الشتوية لا تزال سارية. ومن المتوقع أن تهب عاصفة على شمال شرقي البلاد خلال اليومين المقبلين مصحوبة بثلوج يصل ارتفاعها إلى 38 سنتيمترا. وقال كارل بارنز، الخبير بهيئة الأرصاد في ولاية فرجينيا "ننصح أي شخص بالابتعاد عن الطرق والبقاء في المنزل قدر المستطاع".
وتوقفت حركة السفر على الطرق السريعة بين الولايات تقريبا، وهناك تقارير عن حوادث مرورية قاتلة في ولايتي مسيسبي وساوث كارولاينا. وفي جورجيا، لقي شخص حتفه بسبب الطقس البارد قرب منزله في مقاطعة باتس جنوب أتلانتا، وأبلغ بات مكروري حاكم ولاية نورث كارولاينا شبكة تلفزيون "سي إن إن" بأن شخصين لقيا حتفهما في حادثين مرتبطين بالطقس.
وأعلن حكام الولايات الممتدة من لويزيانا إلى نيوجيرسي حالات الطوارئ، حيث جرى إغلاق مئات المدارس والكليات والمكاتب الحكومية. وقال الانباء الواردة من هناك إنه تم إلغاء أو تأجيل نحو 6700 رحلة جوية يوم الأربعاء، كما تم إلغاء 3700 رحلة الخميس. وقالت وزارة الطاقة الأميركية إن الكهرباء انقطعت عن 363 ألف عميل منذ عصر أمس. وقالت امي فينك، المتحدثة باسم شركة الكهرباء "جورجيا باور"، إن أكثر من ثلث هؤلاء الأشخاص يعيشون في ولاية جورجيا حيث ربما سيضطر بعض السكان للانتظار لمدة أسبوع قبل عودة التيار الكهربائي.
وفتحت السلطات مراكز للإيواء في ألاباما وجورجيا ونورث كارولاينا لمساعدة الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل جراء العواصف.
ومن ناحية أخرى، ضربت عاصفة ثلجية جديدة وصفت بأنها واحدة من أقوى العواصف هذا الشتاء العاصمة الأميركية واشنطن، بعدما عبرت جنوب شرقي البلاد.
وقد توقع خبراء الأرصاد الجوية أن تصل كثافة الثلوج التي تساقطت على العاصمة أمس إلى 30 سنتيمترا. وقد تم إغلاق مدارس العاصمة أمس الخميس وكذلك مدارس ولاية ميريلاند المجاورة، بينما ألغي عدد كبير من جلسات الاستماع التي كانت مقررة أمس الخميس في مجلس الشيوخ. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أعلن يوم الأربعاء حالة الطوارئ في 45 مقاطعة بولاية جورجيا (جنوب شرق) وفي ساوث كارولاينا في جنوب شرقي الولايات المتحدة، مما يتيح للوكالة الفيدرالية لإدارة الحالات الطارئة التدخل في هذه المقاطعات. وفي هذه الولايات التي تسبب فيها تساقط كميات كبيرة من الثلوج في صعوبات كبيرة على الطرق، انقطع التيار الكهربائي عن 370 ألف عائلة مساء الأربعاء، كما أفاد إحصاء أجرته وكالة الصحافة الفرنسية لدى ثلاث شركات محلية.