لندن ـ كاتيا حداد
تحظى عملية التدقيق وحصر أعداد قطيع الأغنام البرية في مقاطعة "سومرست" البريطانية بأهمية بالغة، فهناك أسطورة محيطة بالأغنام البرية في أخدود تشيدار في مقاطعة سومرست، جنوب غرب إنجلترا، تقول إنَّه خلال لعبة البوكر في القرية في عام 1992 نفد المال من أحد المقامرين، وراهن على حصته في الأغنام وكانت 7 أغنام، وخسر، لذلك أخذ الفائز الحيوانات المنزل ووضعها في حديقته، وفي صباح اليوم التالي، ظهرت زوجة الرجل الفائز من النافذة لإلقاء نظرة على الوافدين الجدد الذين يأكلون في الحديقة، فكانت الخراف قد ذهبت.
ووضع الرجل الأغنام في أخدود تشيدار، حيث أودع كبشين و5 نعاج في التلال الصخرية الموجودة هناك قبل ربع قرن، وبدأت هذه الحيوانات بالتكاثر بشكلٍ غريب فقد أصبحت الـ "7" أغنام ، 50، ثم في غضون 5 سنوات أصبحت 100 وحتى الآن لا تزال تزداد أعاداها بشكلٍ مطرد، وبالتالي فإن تعداد الأغنام السنوي التي نظمته المؤسسة الوطنية، يُعدُّ محاولة جيدة لتحديد أعداد أحد من قطعان إنجلترا الوحيدة من الأغنام البرية، ولا تزال الأغنام البرية، التي ترعى
وتتجول مجانا في الأخدود، ذات الأجسام الأصغر من تلك الأغنام العادية، والتي عادة ما يكون لونها مثل الشوكولاتة، تتميز بذيولها الفريدة عن غيرها. ولكن لمعرفة كل ذلك، تحتاج أولا لتكون قادر على العثور عليها.
ويقول مدير هيئة العد ورئيس الحفاظ على الطبيعة، الدكتور ديفيد بولوك، إنّه "نحاول الوصول إلى القطعان معًا للقيام بعملية الحصر، ويقوم بذلك خليط من الموظفين والمتطوعين والطلاب في إدارة الأراضي والزراعة من وكلية تونتون".
ويشرح بولوك، الذي يُدير عملية العد كل عام منذ عام 1992 الهدف من الحدث الذي يتجاوز مجرد تقديم يوم جميل في بعض من أكثر المناظر الطبيعية دراماتيكية في إنجلترا، مشيرًا إلى أنَّ أخدود تشيدار، موطن لمجموعة من المراعي الغنية بالزهور فضلًا عن مجموعة هامة من أشجار "وايتبيم" المهددة بالانقراض. إذا بدأت أعداد الماعز البري في الزيادة قد يكون ذلك مشكلة لبقاء أشجار وايتبيم "Whitebeam" النادرة، ويتم تسليم أوراق تعريف الأغنام والماعز، وتنتشر المجموعة بشكل جماعي على الطريق الذي يمتد إلى القرية، وتتم عملية العد حيث تنتشر المجموعات في جميع أنحاء الأخدود فضلًا عن تسلّق البعض لجانبي الأخدود.