لندن ـ كاتيا حداد
كشفت دراسة حديثة أنَّ "والد نيمو" قد تحوّل ليصبح والدته في الوقت الذي عاد فيه من رحلته، وعلى عكس فيلم ديزني الشهير "العثور على نيمو"، لم يكن والد نيمو الذي التقاه في نهاية الفيلم عندما عاد إلى شقائق النعمان، وذلك لأن ذكور أسماك المهرج تغير جنسها عندما يموت شريك حياتها، لتأخذ دورها في حماية الأراضي وزملائها من الأسماك.
وبيّنت الدراسة، أنّ مهام إناث سمكة المهرج تكون للدفاع عن منازلهم، وبحث خبراء من جامعتين في باريس التغيرات السلوكية والفسيولوجية والهرمونية في سمكة المهرج، على مدى عدة سنوات قبالة جزيرة موريا في بولينيزيا الفرنسية، وتعيش اسماك المهرج في المناخات الاستوائية بين شقائق النعمان حيث يبقون حياتهم بأكملها فيها.
وتميل الأسماك الذكور إلى الاعتناء بالبيض بينما تعمل الإناث كحراس أمن، وتصدر نداءات تحذيرية، بل وتطلق هجمات، وقد كان معروفا لبعض الوقت أن الأسماك البرتقالية المخططة بشكل مميز، في الرسوم المتحركة، تصبح أنثى إذا مات شريكها، لكن الدراسة الجديدة تكشف كيف يمكن أن تصبح لزجة، وفي الفيلم، تموت والدة نيمو عن طريق سمكة باراكودا ولكن والده، مارلين يبقى على قيد الحياة، ويفقد نيمو، وهو الطفل الوحيد الباقي على قيد الحياة، ويتعرض للملاحقة من قبل أسماك القرش وبعد ذلك يجد طريقه إلى والده في نهاية المطاف،
ولضمان بقاء مجموعة اسماك المهرج، يتحول مارلن، الذكر ليصبح مارلين، الأنثى كما يقول الباحثون، وفي لقطات جديدة غير عادية، يلتقطون اللحظة التي تسبح فيها سمكة مهرج أنثى بعيدا عن منزلها للهجوم على سمكة قرش تقترب.
وأفادت الدكتورة سوزان ميلز، وهي عالمة أحياء تطورية من مدرسة إكول براتيك ديس، بأنّ "الأنثى عدوانية في الحيوانات المفترسة وتحمي النعمان، إذا كانت هذه الأنثى قد ماتت هذه الأنثى، تغيير الذكور، والد نيمو، الجنس وتصبح إناث منجبة، حتى عندما يعود نيمو أخيرا مرة أخرى إلى شقائق النعمان في نهاية الفيلم، فانه في الواقع التقى والدته، يظهر الفيديو أنثى تسبح لشن هجوم على أسود القرش بين المرجانية التي تمر على حافة أراضيها".
وتوجد أسماك المهرج في المحيط الهندي، ويقوم الذكور برعاية الأبوية، إنهم يرعون بيضهم لإبقائها خالية من الفطريات والحطام، ولإعطائهم ماء غني بالأكسجين، وتعتبر إناث اسماك المهرج أكبر وأكثر عدوانية من الذكور. وتحمي النعمان وتهاجم الحيوانات المفترسة، حتى أسماك القرش.
ووجد الباحثون أنه إذا ماتت الأنثى يغيّر الذكور الجنس خلال بضعة أسابيع، وهناك حاجة إلى الكثير من التغييرات الهرمونية لتصبح أنثى تمامًا، ثم يتزاوجون مع الذكور الأصغر سنًا من المراهقين الذين يعيشون بالفعل على شقائق النعمان، ويقوم الفريق الآن بالتحقيق في كيفية تأثر هذه الخصائص الهرمونية والسلوكية والفسيولوجية بتغير المناخ والتغيرات الأخرى التي يسببها الإنسان مثل ضجيج محرك القوارب، وعرضت نتائج الدراسة الحالية في ندوة الذكرى الخمسين لجمعية مصائد الأسماك في الجزر البريطانية في جامعة اكستر التي عقدت في الفترة ما بين 3 إلى 7 يوليو.