الدار البيضاء - جميلة عمر
تحول رجل أمن خاص يعمل في أحد الفنادق الراقية في مدينة أرفود إلى وحش كاسر، بعدما تأبط بعشيقته الراقصة التي تعمل في نفس الفندق، ليحول جسدها النحيف إلى خريطة مشوهة، جروح غائرة ولكمات على الوجه غيرت ملامحه، وأمام كل هذا كانت الضحية تصرخ وتطلب النجدة لحماية جنينها الذي كانت تحمله بين أحشائها، لكن لم يتمكن أحد من تخليص الضحية من بين يدي الجاني، الذي نزع من قلبه الرحمة وهو يوجه للضحية طعناته الغائرة.
وبعدما أُخبرت عناصر الأمن بالموضوع، حضرت إلى مكان الجريمة، حيث اعتقلت الجاني الذي استسلم لعناصر الأمن بصعوبة لتقتاده إلى مركز الشرطة، في حين نقلت الضحية التي كانت في حالة حرجة إلى المستشفى الإقليمي بالراشدية ومن هناك إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني في فاس.
وحسب مصدر أمني، قال إن الراقصة كانت ضحية اعتداء عنيف من صديقها المتهم الذي يعمل ضمن الأمن الخاص في الفندق الذي تعمل فيه الضحية في مدينة أرفود، والذي جمعته بها علاقة جنسية غير شرعية لمدة شهور، قبل أن تقرر الراقصة إنهاء علاقتها به بسبب إقدامه على خطبة فتاة أخرى، الشيء الذي رد عليه عشيق الراقصة، بهجومه على الملهى الليلي الذي تعمل به، حيث وجه لها طعنات بواسطة سيف حرص على طلائه بقطع "الثوم" حتى لا تلتئم جراحها، بمناطق مختلفة من جسدها، ما تسبب لها في جروح كثيرة تطلبت نقلها من مدينة أرفود إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني في فاس، حيث خضعت لتدخل طبي لرتق الجروح الغائرة وتقطيبها بواسطة أكثر من 1200 غرزة.
من جهته، قدم الجاني روايته الخاصة إلى الشرطة في مدينة الراشدية، حيث اعترف بالمنسوب إليه، كاشفًا إلى الشرطة أنه حضر إلى الملهى الليلي لمنع صديقته من العمل به وإجبارها على البقاء بغرفة اشتراها لها في أحد الأحياء الشعبية في مدينة أرفود، خاصة بعدما أخبرته أنها حامل منه.
وفي اتصال هاتفي برئيس جمعية "مركز نور للنساء ضحايا العنف" في فاس خديجة حجوبي، والتي تبنت ملف "الراقصة"، أكدت أن الضحية تنحدر من مدينة مكناس، وغادرت المستشفى الأربعاء وهي تحمل عاهة مستديمة على مستوى اليدين، إذ إن أصابع الضحية لم تعد تتحرك نتيجة إقدام المعتدي على قطع شرايين يديها.
وأضافت الناشطة أن الضحية تواجه مشكلًا آخر، باعتبارها أمًا عازبة، حيث إنها حامل في شهرها الثالث، من صديقها الذي اعتدى عليها في أرفود، وأن الجمعية النسائية التي تبنت ملفها تبحث لها عن مكان تستقر به إلى حين وضعها مولودها، بعد أن رفضت عدة مراكز إيواء استقبالها.