الرباط -المغرب اليوم
موجة واسعة من السخرية والانتقاد واجهت النسخة المغربية من أغنية "المغتصب هو أنت" التي أطلقتها بعض فعاليات الحركة النسائية شمال المغرب، والناشطات ضمن حملة "دينامية جسدي حريتي" التي تأسست عقب قضية اعتقال الصحافية "هاجر الريسوني"، وساهمت في إطلاق عريضة تضامنية مطالبة بالإفراج عنها.وقالت زهرة الدغوغي، وهي من مؤسسي جمعية "السيدة الحرة"، ومنسقة هيئة "المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع"، إن "الحملة الشرسة التي تشن على الناشطات المشاركات في العمل التجريبي لمشروع أغنية "المغتصب هو أنت"، والتي بلغت حد التجريح والسب، هي نوع من المقاومة التي تجابه أنشطة الحركة النسائية بشكل عام"، مردفة: "هذا الوضع يزيدنا تشبثا بقضيتنا، ومعركتنا الطويلة. ونتعبر هذه النوع من المقاومة أمرا عاديا ومتوقعا".
وأوضحت الناشطة في مجال مناهضة العنف ضد النساء أن "مقطع الفيديو المنشور ما هو إلا إعداد تدريبي شاركت فيه بعض الناشطات في دينامية "جسدي حريتي"، وتم بثه لتشجيع باقي الفعاليات النسائية المنخرطة في الدينامية على الالتحاق بالفكرة والمساهمة في المشروع"، مشيرة إلى أن "فكرة الأغنية انطلقت من التشيلي، وتناقلتها الحركة النسائية بعدد من دول العالم"، وزادت: "قررنا بدورنا الانخراط في هذه المبادرة الأممية للتعبير عن رفضنا للعنف ضد النساء. وستكون الصيغة النهائية للأغنية جاهزة في 8 مارس المقبل".
وزادت المتحدثة ذاتها أن "رسائل النشيد تعبر عن رفع الوصاية والتحكم المباشر في نمط حياة النساء وأجسادهن، وكل أشكال العنف المسلط عليهن"، محملة الدولة المسؤولية الأولى "في الحفاظ على كل أنواع الوصاية، من خلال قوانينها التمييزية، والعنف الرمزي من خلال السلطة الذكورية"، وفق تعبيرها، ومشيرة إلى أن المجتمع المدني يمارس أدواره المحدودة وفي نطاق إمكانياته عبر التحسيس والترافع والمذكرات.
واعتبرت عدة فعاليات حقوقية من الجنسين أن "فكرة الفيديو جريئة، غير أنها تفتقد للمسة الإبداع والتناسق"، فيما انتقد البعض مضمون الكلمات، معتبرا أنها "ذات حمولة عنصرية بسبب عمومية اللفظ"؛ بينما أغلب رواد مواقع التواصل الاجتماعي جعلوا محتوى الفيديو مادة للتهكم والسخرية، دون الاهتمام بمضمون الرسالة التي ابتغت الناشطات المشاركات بثها للمجتمع.
تجدر الإشارة إلى أن النسخة الأصلية من الأغنية التي لاقت تجاوبا عالميا انطلقت من "سانتياغو"، عاصمة التشيلي، بعنوان "مغتصب في طريقك"، أو "المغتصب هو أنت"، كما اشتهرت أمميا، وقد أطلقتها حركة نسائية تدعى "Lastesis"، في 25 نوفمبر من السنة الماضية، بالتزامن مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة؛ وذلك في سياق الاحتجاجات التي اجتاحت التشيلي بسبب انعدام المساواة الاجتماعية، والتمييز على أساس الجنس، والجرائم التي تتعرض لها النساء، من اغتصاب وتحرش وعنف أسري.
قد يهمك ايضا :
عارضة أزياء بلا ذراعين تعلن مشاركتها في مسابقة ملكة الجمال في ولاية "فيراكروز"
خمسينية روسية تحصد لقب "أجمل جدة في أوروبا" وتتفوق على 30 امرأة