الرئيسية » آخر أخبار المرأة
رئيس المجلس العسكري الانتقالي عوض بن عوف

الخرطوم - المغرب اليوم

سلطت موجة المظاهرات الحالية في السودان، التي أطاحت بالرئيس عمر البشير ومن بعده رئيس المجلس العسكري الانتقالي، عوض بن عوف، وقيادات عسكرية بارزة أخرى الضوء على عدة جوانب قد تكون غير معروفة للكثيرين من بينها الدور المحوري الذي تلعبه المرأة في ذلك المجتمع المحافظ.

الناشطة السودانية سماح بشرى خريجة قسم العلوم السياسية من جامعة الخرطوم، وقسم التنمية الدولية بكلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن (سواس)، تقيم في العاصمة البريطانية وهي أيضا أمينة شؤون الأسرة بالجالية السودانية في لندن، كتبت لبي بي سي موضحة مكانة ودور المرأة السودانية، استغربت لاستغراب كثير من المتابعين (من خارج السودان) لأحداث الثورة الحالية، واندهشت لاندهاشهم من أن تكون المرأة السودانية أيقونة من أيقونات الثورة.

هل يعلم الأخوة "المندهشون" أن لدينا اسم آخر للسودان هو عازة، الذي يعني جالبة العزة وهو اسم شائع في بلادي، وأننا حين نتغنى بحب الوطن نقول: "عازة في هواك نحن الجبال.. وللبيخوض صفاك عازة نحن النبال" وهي من الأغنيات الوطنية الخالدة التي يحفظها كل السودانيين عن ظهر قلب.

واسم (عازة) السوداني شائع في السودان ودرج كثير من السودانيين على تسمية البنت الكبرى (عازة)، وهل يعلمون أنه في قريتي الصغيرة ريفي الخرطوم بحري، يُعرف الشخص بأمه فنقول "فلان ولد فلانة" و "فلانة بنت فلانة"، فعلى مر تاريخ أرض السودان لم تبرح المرأة السودانية مكانها الفاعل الريادي في الحياة الخاصة والعامة، الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية وبالطبع السياسية. فمنذ التاريخ القديم عرف السودان (الكنداكات) و(الميارم) وهي الألقاب التي يسمعها العالم اليوم إبان الثورة السودانية.

كلمة "كنداكة" في الثقافة السودانية تعني "الملكة العظيمة". أعاد بعض المؤرخين أصل الكلمة إلى "كانديس" في الرومانية، بينما البعض الآخر أرجعها إلى كلمة "كدي كي" في لغة مملكة مروي السودانية والتي تعاقبت على حكمها إحدى عشرة كنداكة في السودان الشمالي القديم.

أما كلمة "ميرم" فهي تعني "الأميرة" وكان لقباً يُطلق على ابنة السلطان، زوجته، وأخته، ولـ "الميارم" سجل لا يُغفل في المشاركة السياسية إبان ممالك دارفور بما في ذلك إدارة الحكم وتنفيذ الاعتصامات، ووفي الحقبة الحديثة خلد التاريخ "مندي بت عجبنا" بطلة السودان من جبال النوبة التي ربطت صغيرها على ظهرها وحملت بندقيتها تقود تعزيزات عسكرية لمواجهة الاستعمار عام 1917.

"أكاد لا أصدق"
الآن، وفي ساحة اعتصام القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، تقف الميارم والكنداكات على خط المواجهة الأمامي يداً بيد مع إخوانهن الأبطال في وجه الظلم والفساد. يخاطبن الجماهير، يصددن هجوم المليشيات، يعددن الطعام، يطببن الجرحى والمرضى، يجمعن التبرعات، ويخططن لاستمرار المقاومة حتى النصر. هذه المقاومة التي اشتدت على مراحل عدة في مظاهرات يناير/كانون الثاني 2011، وبعدها سبتمبر/أيلول 2013، حتى تُوجت بانتفاضة ديسمبر/كانون الأول 2018.

أطالع هذه الملحمة وحالي كما تغنت الست أم كلثوم "في قلبي لوعةُ" ولا أشك أنها لوعة شجن وغبطة، ذلك أني أرى عهداً جديداً آتٍ ينتصر فيه نضال المرأة السودانية من أجل استعادة مكانها التاريخي ومن أجل حقها الذي هو حق أي إنسان في الحرية والكرامة والمساواة. ولا أخص هنا المجال السياسي وحده، فالحال السياسي لا ينفصل - في رأيي - عن الحال الاجتماعي أو الاقتصادي أو الثقافي.

في ساحة الاعتصام هذه تتوج المرأة السودانية وقفتها الطويلة أمام محاولات الاستضعاف والاقصاء التي تقاومها منذ فترة طويلة سواء في عهد حكومة عمر البشير أم كمفاهيم مجتمعية في الريف والحضر، ومشت (عازة) درباً طويلاً صامدةً من أجل التغيير الاجتماعي والسياسي في السودان الحديث؛ فدخلت الجمعية التأسيسية وترأست الدوائر البرلمانية والوزارات. أسست السودانيات الجمعيات الطوعية وقادت القوافل التوعوية من قلب السودان إلى أقاصيه، تهاتفني أختي الصغرى من ساحة الاعتصام تخبرني أنها أتت للمبيت هناك. تفتخر والدتي أن أختي وأخي في ميدان المقاومة وتخبرني بفرح أنهما محاصران مع رفاقهما في الشارع من قبل عناصر النظام. ترسل لي مقاطع فيديو لنساء يتحدثن عن حتمية الثورة.

أكاد لا أصدق وأنا أرى وأستمع فهذا ما كان الحال قبل سنوات. انخرطت في العمل السياسي في السودان حينما كنت تلميذة في المرحلة الثانوية وأحببت العودة إلى فناء المدرسة ليلاّ لوضع الملصقات الداعية إلى الحرية. في حرم جامعة الخرطوم، كان لي شرف خوض معارك كبيرة سياسية وأخلاقية إلى جانب الرفاق زملاء وزميلات الدراسة. لكنني كُنت أحرم من دخول البيت إذا تم اعتقالي وأفرج عني ليلاً بحجة أن الفتاة المحترمة لا ترجع بيتها في "أنصاص الليالي".

وتمت الاستعانة بعناصر رجالية في الأسرة من أجل الترغيب والترهيب على حد سواء لإقناعي أن السياسة عيب على النساء. لم تكن والدتي هي الوحيدة فقد سمعت الكثير من الكلام المسيء والمحبط وأنا أسير مع رفيقاتي في التظاهرات، وإبان الكر والفر أثناء المواجهة مع قوات النظام القمعية. كان هذا حال السواد الأعظم من الفتيات السودانيات في فترة من تاريخ السودان هي الأشد ظلاماً، واليوم تسطر المرأة السودانية تاريخاً جديداً، يفيق الجميع رجالاً ونساءً. كلي أمل في التغيير القادم وأنا أرى الثوار والثائرات في السودان يرفعون لافتات كتب عليها "صوتُ المرأة.. ثورة".

قد يهمك ايضا :

قوّات الدّعم السريع في السودان تُصدِر بيانًا تُطالب خلاله بالتغيير الفوري

الصُحف السودانية تُؤرِّخ حدث "سقوط نظام عمر البشير"

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

امرأة تمنع ابنتها من مغادرة المنزل 26 عامُا لحمايتها…
جيجى حديد تكشف سر عدم ظهور علامات الحمل عليها…
5 مواقف متشابهة تجمع دوقة كامبريدج مع الأميرة ديانا
عجوز صينية تحتفل بعيد ميلادها الـ134 وتهوى الغناء والعزف
مُراهقان هنديان يحرقان فتاة حتى الموت بعدما فشلا في…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة