الرئيسية » آخر أخبار المرأة
أنجيلا ميركل

برلين ـ المغرب اليوم

تزداد حرارة الأسئلة، مع اقتراب موعد الانتخابات الألمانية، عن المرشحين الأقوى حظًا في التنافس على نيل لقب "المستشار"، بينهم بالطبع "الأم" أنجيلا ميركل، وفق ما سماها الصحافيون خلال موجة الهجرة الأخيرة وموقفها الإنساني منها، حيث سبّب لها هذا الموضوع الكثير من الانتقادات كما أنّها تعرّضت إلى هجمات من معارضيها، ويأتي الوثائقي الألماني "اللامتوقع" مقترحًا البحث عن أجوبة عن أسئلة تتعلّق بطبيعة الشخصية وسبب مجازفتها بمستقبلها السياسي من أجل منح الأمان لمحتاجيه من البشر،

وتظهر الأجوبة عبر وثائقي عنها، عرضه التلفزيون السويدي،، وهو بمثابة سيرة تلفزيونية موجزة تغطي أهم مراحل حياتها، وتحاول معرفة أبرز خصالها الشخصية التي أوصلتها إلى أرفع المناصب السياسية في بلادها ووضعتها أيضًا بين الشخصيات الأكثر تأثيرًا في المشهد السياسي العالمي، وكانت أولى خصال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وفق تحليل المشاركين في الوثائقي، قدرتها على التحليل والتوقيت، ويعود هذا الأمر إلى منهج تفكيرها ودراستها علمَ الفيزياء، فبدت كل خطوة خطتها منذ ريعان شبابها وخلال نشاطها السياسي المبكر مدروسة بعناية، لكن ما يميزها عن أمثالها من المتمتعين بالصفة ذاتها هو اختيارها التوقيت المناسب، ولعلّ واحدة من هذه الدلالات تريثها في الانتقال إلى بون للعمل في صفوف الحزب الديموقراطي المسيحي عند توحيد الألمانيتين، فقد أصرت على البقاء في البداية في الجانب الشرقي، وحين اشتدّ عودها وكوّنت انطباعًا جيدًا عند قادتها قبلت بالانتقال وبسرعة أخذت مكانًا، غير متوقع لشابة جاءت من الجانب "اللاديموقراطي" من البلاد، كما أنّها مُنحت  وزارة الشباب والنساء المستحدثة وفيها اتخذت قرارات مهمة أبرزتها كسياسية تقبل بالتحديات وتقدر على لعب دور سياسي أكبر بكثير من "سنها".

وعملت الوزيرة الشابة على غير المتوقع دورًا في نشر الوعي بأخطار الاحتباس الحراري على كوكب الأرض وقدمت مقترحات لتقليل سرعة السيارات على الطرقات الخارجية وتحجيم مبيعاتها، ما عرّضها إلى هجمات شركات إنتاج السيارات العملاقة، وانتقاد من زعيم الحزب هلموت كول الذي رعاها وقدمها وكان بمثابة عرّابها، وسيبرز برنامج "اللامتوقع" دخولها من شباك النشاط البيئي إلى المشهد السياسي ثانية وتقديم نفسها كداعية لحماية البشرية من الكوارث البيئية، في موقف لاحق وغير متوقع وفي توقيت مذهل، تتجاوز "عرابها" وتستغل فضيحته المالية بإعلانها مشروع الإصلاح الحزبي وتقوم بنشره على غير ما هو معتاد باسمها في إحدى الصحف الألمانية، ومهّد ذلك المقال وصولها إلى قيادة الحزب وإزاحة رئيسه لتكون أول امرأة تقوده ومن ثم ترشح نفسها لمنصب "المستشار" وتحصل عليه عام 2005، وبانت خلال تلك الفترة ملامح تأثير الميكافيللية عليها، كما أنّ تقدّمت السيدة المتماسكة، بهدوء وبوضع المصالح، نحو قيادة بلاد تعدّ من بين أغنى دول أوروبا وأكثرها تأثيرًا في الاقتصاد العالمي.

ووضعت، عام 2008، أيّ عام الأزمة المالية، الزعيمة ميركل مصلحة ألمانيا وبنوكها في المقدمة ولم تعِر جيرانها الجنوبيين اهتمامًا، وأظهرت هذه الأزمة جانبًا براغماتيًا قويًا عندها ومرونة في التعامل مع البنوك وأصحابها لضمان زيادة ثقة الشعب الألماني فيها، "ربانة السفينة الألمانية الناجية من الأعاصير المالية"، هكذا بدت "الشرقية" في عيون الألمان، لكنها بدت "أنانية" لا تراعي مصالح غيرها من البشر، في نظر منتقديها من يساريين ودول متضررة من بنوك دولتها العملاقة.

وجاءت الهجرة لتصبح فرصة غير متوقعة لتعديل تلك الصورة الخارجية عنها، وأتى إعلانها عن استقبال قرابة مليون مهاجر، في توقيت مناسب لكنه لا يخلو من شجاعة ومن تأثيرات عاطفية يعود إليها الوثائقي عبر شهادات شخصيات رافقت مسيرتها وحياتها، ومنها تجربتها الشخصية والعائلية، حيث عانت ميركل، كابنة راهب في دولة اشتراكية، من رقابة ومضايقات، وساهم الجدار العازل في تشتيت أفراد عائلتها فتحولت محطات القطارات مكانًا عاطفيًا لها، بحيث كانت تتم فيها لقاءات سريعة مؤثرة للأهل والأصدقاء، ومشهد تدفق المهاجرين إلى محطات "بودابست" المغلقة في وجوههم أثر فيها وساهم في سرعة اتّخاذ قرار، أعلنت أنها درسته بعناية وأمنت تداعياته المستقبلية.

ولا تمر وعودها هذه المرة بسهولة لأن موضوع الهجرة يمكّن المعارضة اليمينية بسهولة النفاذ منه إلى عامة الناس والتأثير سلبًا فيهم، وهذا ما توقّف عنده الوثائقي وعرض الموانع المحتملة لفوزها مجددًا وإبعادها من مركز أطالت المكوث فيه، هل سيشكل الزمن عنصرًا ضدها وسيزيد التشبث بالسلطة من أخطائها ويؤدي إلى ملل الناس من صورتها المتغيرة اليوم من "ملاك" إلى براغماتية متجاوبة مع مصالح رأس المال في بلادها والمتعجلة بسبب نشأتها الشرقية وعقدة الجدار في فتح أبواب بلدها للغرباء و"المتطرّفين"، ربما الزمن والهجرة سيخذلانها، لكن السؤال الرئيسي يكمن في احتمالات غير متوقعة، فالمستشارة، وطيلة حياتها الشخصية والسياسية، اعتادت إعلان "اللامتوقع".

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

امرأة تمنع ابنتها من مغادرة المنزل 26 عامُا لحمايتها…
جيجى حديد تكشف سر عدم ظهور علامات الحمل عليها…
5 مواقف متشابهة تجمع دوقة كامبريدج مع الأميرة ديانا
عجوز صينية تحتفل بعيد ميلادها الـ134 وتهوى الغناء والعزف
مُراهقان هنديان يحرقان فتاة حتى الموت بعدما فشلا في…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة