الرئيسية » آخر أخبار المرأة
الدكتورة سلوى حسين تبيّن أن أسلوب التربية هو الذي يمثل العلاقة بين الأب والأبن

القاهرة ـ محمد عمار

تغير مفهوم الأسرة مع مرور الزمن والضغوط اليومية، فبعد أن كانت قديمًا مترابطة، فلا يأتي يومًا إلا وكان الأب والأم يجلسا مع أبنائهم ليسمعا منهم، مشاكلهم وهمومهم ويجدا لها حلًا، وكانت الأسرة تحرص على أن يجتمع أفرادها على وجبة الغذاء، حتى ولو كانوا مشغولين بأعمالهم فكان هذا التقليد الاجتماعي سمة من سمات الأسر العربية، في كل الوطن العربي، ولكن الأن أصبحت رؤية أفراد الأسرة الواحدة أمرًا نادرًا، فضاع الترابط الأسري، وضاعت معها الكثير من القيم الاجتماعية، فالأبن بحث عن حنان والديه، عن طريق النت والعلاقات غير السوية، فما هي الأسباب التي أدت إلى انعدام التفاهم بين الأباء والأبناء. 
طموحات الأباء هي السبب:

في البداية، قال الدكتور محمد المهدي استشاري الطب النفسي، إن طموحات الأباء في أن يحققوا ثروة لأولادهم في ظل هذه الظروف القاسية، وفي حالة الغلاء المستمرة يؤدي بالتالي إلى اتساع المسافة بين الأب ونجله، خاصة إذا كان هذا الأب كثير السفر، ولا يجد الأبن فرصة الجلوس معه.

وبالتالي يشعر الأبن خاصة بعد مروره بفترات المراهقة، أن الأب لم يشارك في تربيته وينظرله على أنه مصدر لجلب الأموال، التي يحتاجها لا أكثر ولا أقل حتى في زواج الآبن قد نجده يتزوج بمفرده والأب لايعلم عنه شيئا.

الأمور المعيشية والحياتية أدت إلى غربة الأسرة:
أما الشيخ عبدالله عبد السلام خطيب مسجد، يرى أن الأمور المعيشية والحياتية، هي من أسباب اتساع الفجوة بين الأباء والأبناء وغربتهم عن بعضهم البعض، خاصة بسبب كثرة الأعمال فنجد أن الأب قد يعمل ساعات كثيرة إلى جانب عمل الأم أيضا، وانشغال الأولاد بدروسهم وجامعاتهم فنجدهم تغربوا عن بعضهم. وأشار إلى أن المحافظة على الترابط الأسري يأتي من الثقافة التي تعتبر وعاء للإنسان والثقافة المقصودة هي الثقافة بالمعنى الأشمل، وليست الثقافة الدينية فقط فكل مايكتسبه الإنسان من مشاعر ومعلومات وتصرفات سواء من الإعلام والمدرسة هي ثقافة.

وأضاف الشيخ عبد الله أن نتيجة عدم الترابط الآسرى، أختفت القيم فمثلا الطفل يقضي الآن أغلب فترات حياته في المدرسة، وقبل عمر المدرسة يلتحق بالروضة، وقد يتربى الطفل في مدرسة مشتركة بين البنات والأولاد، وعندما نسأل الأب ونقول له إن ابنك سيتربى مع البنات في المدرسة نجد الأب لا يمانع، وهذا مخالفا لقيمنا السابقة فالجيل القديم تربى على طريق كان فيه مسلك تربوي، أما الأن بسبب الجهل والغزو الثقافي غير الإسلامي، اختفت القيم فالمدرسين والأباء والأمهات هم يربون الأن أبنائنا، وهم اكتسبوا ثقافاتهم من الثقافة الغربية، نتيجة لما يسمى بالعولمة فهم في الحقيقة فاقدين للقيم وفاقد الشيء لا يعطيه.

مسؤولية الإعلام:
وأكد الشيخ عبد الله عبد السلام، أن على الإعلام مسؤولية تربية الأجيال المقبلة، على القيم الدينية والاجتماعية، وعلى احترام الابن للأب واحترام الأب للابن، فمثلا أجد أن هناك إعلامًا هادفًا، وإعلام ليس هادفا فمثلا أجد قنوات، كل ما تفعله أن تعرض مسلسلات عنف أو مسلسلات بها عشق بل والأغرب من ذلك أن الابن، لا يستحي من والده، عندما يشاهد مثل هذه المسلسلات أمامه بل يضحك على إبنه بل ويشاركه المشاهدة. وشدد الشيخ عبد الله على ضرورة أن يوجه الإعلام رسالته إلى إعادة القيم والأخلاق للمجتمع، بعرض مسلسلات وبرامج دينية واجتماعية تحث على روح التعاون وتحث على تقوى الله.

القيم متوارثة:
وبشأن ذات الموضوع تحدثت الاستشارية النفسية السلوكية الدكتورة سلوى حسين، وقالت "لابد في البداية أن نسأل أنفسنا عن القيم الاجتماعية المتوارثة، والتي يجب المحافظة عليها، ولأنها في الحقيقة تعتبر الأساس التي تبني عليه كل القيم الاجتماعية، والتي لايمكن أن نبني أي أمة بدونها ومنها احترام الكبير، والمشاركة الوجدانية في الأفراح والأحزان، وإفشاء السلام في الطريق، صلة الرحم، احترام المدرس والمدرسة والقيم العلمية، الاهتمام بالتحصيل الدراسي، وإذا نظرنا إلى هذه القيم المجتمعية النبيلة نجدها أنها نفسها هي من نادى بها سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما بعثه الله تعالى على العالمين برسالة الإسلام.

القدوة:
وأكدت الدكتورة سلوى حسين أن من أهم الطرق في المحافظة على القيم الاجتماعية، ضرورة إيجاد قدوة يقتدى بها في الحياة، إلى جانب الابتعاد عن العنف، وعلى خلق روح الجماعة. وفمثلا إذا نظرنا لأفلام الكارتون التي تعرض للأطفال نجدها دائما بها عنف ودماء حتى الألعاب الإلكترونية التي تأتي إلى أطفالنا مصدرة من الغرب جميعها تحتوي على العنف، بعكس ما كانت عليه أفلام الكارتون القديمة، مثل الكابتن ماجد مثلا التي، أوجدت في الأطفال حينما عرضت روح التعاون بين أعضاء الفريق الواحد. وأضافت الدكتورة سلوى أن القدوة قد تكون في الأب والأم أو المدرس ودائما الطفل ما يتعلم من والديه، وبالتالي فعلى كل أسرة أن تراعي في معاملتها اليومية، أن الأطفال يكتسبون سلوكهم، وبالتالي فلا يجوز للأباء أو الأمهات أن يستهينوا بمن يعمل في عمل أو مهنة بسيطة أمام أطفالهم.
أسلوب التربية هو الأساس:

بينما أكدت الدكتورة سلوى الاستشارية النفسية السلوكية، أن أسلوب التربية للطفل منذ الصغر هو الذي يقرب أو يبعد العلاقة بينه وبين والده، فمثلا إذا قام الأب بضرب إبنه أو بتعنيفه، وهو داخل المسجد حتى يستمع إلى الخطيب، نجد أن الأبن يرتبط بذهنه أن ذهابه إلى المسجد يرتبط بالتعنيف فيمتنع عن الذهاب.

وأضافت أن التطور التكنولوجي وخاصه مواقع التواصل الاجتماعي الموجودة على النت، سبب من الأسباب فمثلا قد نجد شاب يتعرف بفتاة بسرعة ثم يتقابلا في خلال ساعة من التعارف، بعيدا عن توجيه الأسرة ونصائحها مما يجلب المشاكل للشاب والفتاه وأسرتيهما معا.

 

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

امرأة تمنع ابنتها من مغادرة المنزل 26 عامُا لحمايتها…
جيجى حديد تكشف سر عدم ظهور علامات الحمل عليها…
5 مواقف متشابهة تجمع دوقة كامبريدج مع الأميرة ديانا
عجوز صينية تحتفل بعيد ميلادها الـ134 وتهوى الغناء والعزف
مُراهقان هنديان يحرقان فتاة حتى الموت بعدما فشلا في…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة