الجزائر - سميرة عوام
تلجأ العروس الجزائرية خلال موسم الأفراح، إلى الحلاقة التقليدية التي دخلت التاريخ منذ قرون, تسمى "الماشطة"، وهي امرأة تشرف على تزيين العروس وتجهيزها وحنة أهل العريس. وتسعى "الماشطة" التقليدية إلى تقديم أفخم الألبسة التقليدية ذات الألوان الجميلة والفاتحة التي تعطي إشراقة للمرأة وتزيد من جمالها خلال ليلة عرسها.
إن ما تقدمه "الماشطة" لعروس عام 2014، هو إضافة الملحفة العنابية الملونة بالأزرق واللون العنابي الذي يرمز بدلالته إلى أصالة المنطقة، إلى جانب تقديم تسريحة شعر خاصة لها، مع ارتداء الحلي المرصعة بالمجوهرات وبعض الإكسسورات الفضية وحتى تلك المصنوعة من البرونز الأصفر, وهذا يقف على ذوق كل عروس عنابية.
وفي هذا السياق، أكدت "الماشطة" حفيظة التي لها باع طويل في هذه الحرفة، أنها تضفي قوة لمساتها وعشقها لتقاليد الجزائر الخالدة على حرفتها، خاصة أن أغلب الإكسسورات التي تستعملها تعود إلى جدتها التي كانت تنشط في مجال تزيين العرائس بطرق تقليدية، وبعد وفاتها أخذت حفيظة هذا الإرث عن والدتها التي احتفظت هي الأخرى بهذه الحرفة التقليدية.
وأفادت حفيظة أنها أدخلت على الحرفة بعض التجديدات واللمسات العصرية التي تتزامن مع الوقت الحالي، موضحة أن هذه المهنة تم عصرنتها من طرف بعض النساء الجزائريات، لكن تم الحفاظ على اللباس والإكسسوارات والتسريحات التي تشبه أميرات القصر القديم.
وما تقترحه الماشطة حفيظة على العرائس هذه السنة؛ إضافة اللون الأصفر على "القندورة" و"الملحفة" والوشاح الذهبي وكذا الفضي، إلى جانب ذلك، تحضر الماشطة العنابية ألبسة أخرى تقليدية تعود إلى ولايات جزائرية مختلفة, مثل اهتمام العروس بارتداء "قندورة الفتلة" وفوقها "الجبادير" و"التلمساني" و"اللفة الشاوية" ذات الألوان الزاهية، إلى جانب وضع بعض الإكسسوارات الأخرى المصنوعة من الفضة والبرونز، ووضع "السوالف" وهي عبارة عن جدائل شعر ومعها "الحرقوس"، مع ارتداء الجبين والسخاب.
كل هذه الملحقات تعتبر ضرورية بالنسبة لتجهيز العروس من طرف الماشطة التقليدية التي تصاحب العروس خلال ليلة زفافها التي فيها يجلب أهل العريس الحنة والمقياس ويطلق عليها "العطية" في اللهجة المحلية في الجزائر.
وترتدي العروس الجزائرية ،خلال هذه الليلة 7 فساتين ألوانها تتنوع بين الأبيض والفضي والأزرق والوردي والبنفسجي وغيرها، وهي ما يطلق عليها "شورة" العروس الجزائرية .