الدار البيضاء-جميلة عمر
توفيت، مساء الاثنين، امرأة في مدينة برشيد، وذلك بعد أن انتشلت، الأحد، من قبرها، بعدما تبين أنها لا تزال على قيد الحياة. حيث انتقل "المغرب اليوم" إلى عين المكان، واستمع لعائلة الهالكة التي لم تستوعب الحادث مستنكرين لما آل إليه قطاع الصحة، حين توظف أشخاص لا يتوفروا على الأهلية. مشيرين إلى أن الطبيب وقع على قرار وفاة امرأة في حين أنها كانت لا تزال على قيد الحياة.
وتعود وقائع الحادث إلى مساء السبت الماضي حين باشرت أسرة الهالكة "ن. ع" التي كانت تبلغ قيد حياتها 59 عامًا، وتم نقلها من داخل مقبرة في جماعة الحساسنة ملفوفة بثوب الدفن "الكفن" وهي على قيد الحياة، إلى قسم المستعجلات في مستشفى الرازي في برشيد، ليتم تحويلها بشكل مستعجل نحو قسم الإنعاش في المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني في سطات.
وعانت المتوفية من سرطان في الدماغ وكانت طريحة الفراش في منطقة سكناها في جماعة الحساسنة، وتابعت العلاج في مدينة الدار البيضاء، ويوم الحادث لوحظ ان الهالكة لا تحرك ساكنًا وأنها في حالة غيبوبة، ليتم الاتصال بالقسم الصحي المحلي حيث أكد ممثل عن القسم أن السيدة توفيت ليتم إعداد وثائق الدفن، وتم تغسيلها والصلاة عليها في المسجد ونقلها إلى المقبرة لدفنها.
وبدأت الجثة تتحرك وتتنفس بعد وضعها داخل القبر، ليتبين أنها مازالت حية ترزق، وذلك أثناء مباشرة العائلة عملية الدفن في إحدى المقابر في جماعة الحساسنة، حيث تحولت خيمة العزاء إلى فرح، خصوصًا عند أبنائها وذويها الذين لم يصدقوا أن والدتهم حية وكان الجميع يعتقد أنها في عالم الأموات.
وحلَت فرق أمنية من سطات في المستشفى فور علمها بالخبر، للوقوف على حيثيات الحادث قبل أن يتم إشعار وكيل الملك في سطات ليتم ربط الاتصال بالمصالح الأمنية لمدينة في برشيد في إطار تنسيق أمني، حيث تم فتح تحقيق في الموضوع باستدعاء ممثل عن المكتب الصحي المؤشر على شهادة "وفاة" الهالكة والاستماع إلى إفادات العائلة وكل المعنيين بالأمر حسب القوانين الجاري بها العمل. لكن الفرحة لم تتم، إذ توفيت الهالكة من جديد مساء الاثنين، حيث فارقت الحياة داخل غرفة الإنعاش في المركز الاستشفائي الحسن الثاني، الذي نقلت إليه بعد ان اكتشف بأنها دفنت حية.
وجرت عصر الاثنين، عملية إعداد وثائق الدفن في المحكمة الجنائية في سطات، حيث تستعد عائلة الهالكة لنقل جثمانها إلى مقبرة نواحي برشيد، في الوقت الذي لا تزال فيه عناصر الأمن تحت إشراف النيابة العامة تحقق في الموضوع.