الرباط - علي عبداللطيف
فاجأت القناتان "الأولى" و"الثانية" المغربيتين الرأي العام لما أعلنت لأول مرة منذ عزل محمد مرسي من منصب رئاسة مصر أنَّ ما وقع في مصدر غداة عزل مرسي يعتبر "انقلابا عسكريا".
ويعتبر هذا الموقف سابقة في المغرب على هاتين القناتين على اعتبار أنَّ القناتين عموميتان وخاضعتان لسياسة الدولة الرسمية وتدخل في إطار "المجال المحفوظ للدولة"، لاسيما المؤسسة الملكية، بحيث لا يمكن للقناتين أن تعبران عن موقف معين يخص السياسية الدولية دون أن يتلقون الضوء الأخضر من أعلى مؤسسة في البلاد وهي المؤسسة الملكية.
وأعلنت القناتان هذا الموقف مما حدث في مصر خلال "ربورتاج" يصف الوضع، موضحًا أنَّ الجيش المصري نفذ انقلاب عسكري ضد مرسي وقاد هذا الانقلاب عبدالفتاح السيسي، وعطل العمل بالدستور، وأصدر أوامر باعتقال المئات من المعارضين لحكم العسكر.
وزادت القناتان أنَّ العسكر بقيادة السيسي لما انقلب على الرئيس مرسي عمد إلى إجهاض مسلسل الانتقال الديمقراطي الذي بدأت تؤسس له مصر، فكان الانقلاب المنعطف الذي أغلق قوس الديمقراطية وأجهض أحلام الشعب المصري بخصوص الديمقراطية.
كما اعتبرت القناتان أن هذا الانقلاب يعتبر "ردة على خيارات الشعب المصري".
ويأتي إعلان القناتان المغربيان الخاضعتان لخط تحريري مضبوط بخصوص القضايا التي لها علاقة بالسياسة الخارجية، بحيث موقف القناتان إزاء هذه القضايا تخضع لتوجيه مباشر من القصر الملكي.
وجاء هذا الموقف غير المسبوق في الوقت الذي يقوم العاهل المغربي محمد السادس بزيارة خاصة إلى تركيا والتي يرتقب أن تنتهي، الجمعة، بعدما التقى رئيس تركيا رجب طيب أردوغان.
وكان المغرب قد أخذ مسافة بين ما حدث في مصر منذ عزل مرسي، بحيث تجنب الموقف الرسمي المغربي وصف ما وقع بأنَّه انقلابًا بل سارع إلى تهنئة عبدالفتاح السيسي مباشرة بعد انتخابه رئيسًا لمصر في الوقت الذي لا يزال فيه مرسي موقوفًا ويحاكم بعدة تهم.