القاهرة – أكرم علي
القاهرة – أكرم علي
ناشد سفير مصر في الجزائر عز الدين فهمي الإعلاميين المصريين بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، مؤكدا أنه يجب أن تعامل الدول بالمثل ولا تتدخل في شؤون أي منها، مثلما تطالب مصر بعدم تدخُّل أحد في شؤونها، وجاء ذلك بعد انتقاد الإعلاميّ يوسف الحسيني للرئيس بوتفليقة بشأن ترشحه لفترة رابعة.
وأكّد فهمي في بيان صحافي، الخميس، أنه تابع
ردود الافعال الغاضبة للشعب الجزائري على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الحلقة الاخيرة للاعلامي المصري يوسف الحسيني والتي تحدث فيها عن ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لفترة رئاسة رابعة.
وأوضح السفير المصري أن الجزائر من أوائل الدول التي دعمت مصر، ودعمت ثورتي "25 يناير" و"30 يونيو"، وأدركت الأوضاع التي مرت بها وتفهمتها جيدًا، كما دعمت خارطة الطريق وغيرها من الأمور الأخرى، وخير دليل على ذلك الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المصري نبيل فهمي إلى الجزائر في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، والتي لاقى خلالها كل ترحيب ودعم من الجانب الجزائري.
وأشار السفير عز الدين فهمي إلى أن الدولة الجزائرية تنأى بنفسها دومًا عن التدخل فى الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولذا "وجب علينا أن نعاملها بالمثل، ونترك للشعب الجزائري حرية اختيار رئيسه، مشيرًا إلى أن الرئيس الجزائري له ثقله في الداخل والخارج، وهو رمز كبير لا ينبغي التعرض له، كما أنه قد تعافى تمامًا، وأصبح قادرًا على إدارة شؤون بلاده، وقرار ترشحه جاء إدراكًا منه بالرغبة الجامحة للكثير من الجزائريين في ترشحه"، حسب قوله.
وأكّد السفير المصري لدى الجزائر أن الرئيس بوتفليقة استطاع أن يخرج ببلاده من النفق المظلم الذي عاشته في حقبة التسعينات، كما أنه حقق طفرة ملموسة في الاقتصاد الجزائري، ويحافظ أيضًا على موازنة الدولة، ويضاف إلى ما سبق أنه يتحامل على نفسه الكثير لإدراكه التحديات التي تتعرض لها الجزائر، مما يدفعه إلى تلبية مطالب الشعب في تولي رئاسة هذه الدولة المهمة والمحورية في منطقة تعصف بها التحديات من كل جانب.
وأعاد السفير عز الدين فهمي إلى الأذهان الظروف الصعبة التي مرت بها الدولتان فى العام 2009، وقال "إن جانبًا منها كان سببه التدخل الاعلامي في هذا الشأن، وقد بدأنا للتو في إزالة آثار هذه الازمة، معربًا عن الامل في ألا تتكرر مرة أخرى".
وشدّد السفير على أن مصر لديها الكثير من الأمور والمشكلات الخاصة بالشأن الداخلي و "كما نطالب الاخرين بعدم التدخل في شؤوننا يجب علينا أن نبدأ بأنفسنا، فللرئيس حرية الترشح وللشعب الجزائري حرية الاختيار، مشيدًا بالدعم الذي حصل عليه منذ توليه مهام منصبه في الجزائر قبل ثلاث سنوات من قِبل الرئيس بوتفليقة والمسؤولين الجزائريين".
وأوضح السفير أن هذا التصريح هو مبادرة شخصية منه، ويأتي انطلاقًا من إدراكه بحجم المسؤولية، وإلمامه بحقيقة الوضع الراهن على الأرض، مع تشديده على تقديره التام والمطلق واحترامه لحرية الإعلام وحق التعبير، ولكن من دون المساس بالرموز.
وكان الإعلامي يوسف الحسيني قد تطرق قبل يومين في برنامجه إلى موضوع ترشح بوتفليقة لفترة رئاسة رابعة, وأعلن أنه "لم يتعلم الدرس من الرؤساء العرب السابقين، وأن حالته الصحية لا تسمح له حتى بقراءة الجرائد، لأن أي خبر سيئ تحمله قد يؤدي إلى تدهور صحته، ونقله إلى مستشفيات فرنسا أو ألمانيا"، حسب قوله.