الرئيسية » عالم الإعلام
مجلة الطفل العربي

بيروت ـ غيث حمّور

تتميّز مجلات الطفل المُتخصّصة، بأنها واحدة من أهم الطرق التي تُساعد على تعزيز قُدرات الطفل، وتوسيع مداركه وتكوين شخصيته، خصوصًا أن لها دورًا أساسيًّا في تكوين وتشكيل حروف المعرفة الأولى لديه، والوعاء الأول الذي يحمل الزاد الثقافيّ والتربويّ والمعرفيّ والنفسيّ وحتى الروحيّ للطفل في بداية نشأته، وفي سنوات تكوينه الأولى.وتُولي الكثير من دول العالم، أهمية كبيرة لمجلة الطفل ، وتحاول تقديم الأفضل له على صعيد الشكل والمضمون، فاختيار الطفل لمجلته المُفضّلة، والذي عادةً ما يكون بتوجيه من الأهل، يعتمد على الرسومات والألوان، فالطفل يبحث عن المجلة التي تكون بمثابة صديق عزيز له، يثق بما تقدمه ويعتبرها في معظم الأوقات الناصح الموثوق والمكان الأول لحصوله على المعلومة.
وتصدر في الوطن العربيّ، الكثير من المجلات المُتخصّصة بالطفل، وربما تعتبر مجلة "سمير" رائدة مجلات الطفل العربيّة، حيث صدر العدد الأول منها في العام 1956 عن "دار الهلال المصريّة"، بما تحويه من قصص مليئة بالجذب للطفل، وخصوصًا على صعيد الفكاهة، وتعتبر المجلة الأولى التي صدرت في العالم العربيّ وبأيد عربيّة، ومن المجلات الأخرى في العالم العربيّ مجلة "ماجد" الخليجيّة، والتي صدر العدد الأول منها في 1979، والتي تُعتبر من أفضل الخيارات الحالية ومن أنضج مجلات الطفل، بما تحويه من تنوع على صعيد المضمون، وتميّزٍ على صعيد الشكل والإخراج، حيث تعتمد على مواد ورسومات وقصص تناسب مختلف الأعمار، فتهتم بالمادة العلمية والفكرة الثقافية وتقدم التسلية والترفيه معًا بقالب جذاب، كما تعمل على تكريس القيم الاجتماعية العربية، وتعجّ السوق العربية بالكثير من مجلات الطفل الأخرى كمجلة "علاء الدين"، "توتة"، "فارس"، وغيرها، إضافة إلى مجلات "والت ديزني" التي صدر منها طبعات باللغة العربيّة منذ العام 1938، وأهمها "سوبر مان" و"ميكي".
وتُعدّ سوريّة من أقل الدول إصدارًا لمجلات الطفل، فمجلة "أسامة"، والتي بدأت بالصدور في العام 1969، تُعتبر المجلة الوحيدة في تاريخ سوريّة، وعانت هذه المجلة فترات طويلة من التوقّف وعدم الانتظام في الصدور، وفي السنوات الأخيرة ظهرت مجلة "سبيس ستون"، ومجلة "نيلوفر"، كإضافة لمجلة "أسامة".
وتتجه معظم اختيارات الطفل السوريّ إلى بعض المجلات العربيّة مثل "ماجد"، "علاء الدين"، "فارس"، "سمير"، "توتة"، "تان تان"، وغيرها، وذلك نتيجة الضعف الكبير الذي تعاني منه المجلة السوريّة الوحيدة من ناحية الشكل والمضمون، فمجلة أسامة (الحكومية الوحيدة) تفتقر إلى الرسومات الجذّابة والإخراج المميّز، واللذين يُشكّلان عاملين أساسيين في جذب الطفل، فالرسومات في معظمها تفتقر إلى الحياة فتظهر باردة وباهتة، وأما الإخراج فيفتقر إلى عامل التنوّع والتوزيع الجاذب، وعلى صعيد المضمون رغم محاولة المجلة تقديم مضمون متنوّع ومتجدّد وجذّاب، ولكنها تقع في فخ التنظير، وكثرة النصوص التي لا تُناسب الطفل، فنتابع مثلاً في أحد أعداد المجلة ضمن صفحة "المسابقة الثقافية" سؤالاً على النحو التالي: (مادة يفرزها لب الكظر، لتحول الدم إلى الأعضاء المهمة كالقلب والرئتين والمخ والعضلات الهيكلية عند تعرض الجسم لخطر ما، فما اسم هذه المادة؟، (الأنسولين، الأدرينالين، الكورتيزون)، ورغم أهمية هذا الطرح، ولكنه موجّه إلى طفل في الـ 14 من عمره على أقل تقدير، وهو ما يتنافى مع محتويات المجلة الموجهة إلى الأطفال ربما تحت العاشرة، وهناك أمثلة كثيرة لا تتناسب فيها محتويات المجلة مع الطفل المستهدف، كما لم تستطع "أسامة" بعد ما يقارب الأربعين عامًا من الصدور، تحديد هويتها وطبيعة الطفل المستهدف، كما أنه لم تستقرّ حتى الآن على شخصياتها الثابتة، ربما باستثناء شخصية "أسامة"، ويمكن أن نُحدّد نقطتين أساسيتين بخصوص خط المجلة، الأولى: أنها لم تُجدّد من شكلها رغم التطورات التكنولوجيّة الهائلة التي حدث في السنوات العشر الأخيرة على أقل تقدير، وبقيت تُقدم كحالة وظيفيّة، والثانية: أنها بقيت خارج المنافسة بالمقارنة مع مجلات عربية أخرى، والمجلات السورية الوليدة الخاصة مثل مجلة "نيلوفر"، التي قدّمت مجموعة من الرسوم المميّزة المرفقة بالإخراج المقبول، ولكنها اعتمدت على القصص المصوّرة بشكل كبير على حساب الجانب المعرفيّ والعلميّ، وقلّت فيها الألعاب الهادفة والمسابقات المفيدة، فيما مجلة "سيبس تون" رغم محاولتها تقديم الجيد والمميز للطفل، تبقى بوابة للشركة التي تحمل الاسم ذاته، والتي تختص بألعاب الطفل، ومهمتها الأولى الترويج لمنتجاتها.
وتُعاني معظم المجلات العربيّة الموجهة إلى الطفل، من غياب الدقّة في تحديد الفئات العمريّة التي تتوجّه لها، ربما مع وجود بعض الاستثناءات كمجلة "ماجد"، التي تُخاطب الأطفال فوق الحادية عشر، ومجلة "توتة" التي تُخاطب الطفل بين الخامسة والسابعة من العمر، ومجلة "أحمد" التي تُخاطب الطفل بين الثامنة والعاشرة، فيما تعتمد باقي المجلات على تنوع الجمهور المستهدف، وهذا ما يكون أحد عوامل انخفاض مستوى المجلة العام، نتيجة غياب هذا التخصيص، فالتوجّه إلى عمر مُحدّد يُساعد المجلة في تكثيف المادة المُقدمّة وتنظيمها ودراستها وتحليلها لتُناسب هذا العمر ومتطلباته وحاجاته، وهو ما يحتاج إلى دراسة أكبر ودقة مُعتمدة على فهم سيكولوجيا الخطاب الإنسانيّ.

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

تفاصيل جديدة في في أزمة وفاة "اليوتيوبر" المصرية ماما…
الشرطة الصينية تعتقل صحافية نقلت ما يحدث في ووهان…
إعلامي سعودي يتجاوز البروتوكولات ويتصرف بعفوية في موقف مضحك
"ذا نورث فيس" أول علامة تجارية تسحب إعلاناتها من…
تطورات متسارعة لإسقاط الجنسية عن مذيع مشهور في مصر…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة