الرئيسية » عالم الإعلام
الإعلام السوريّ الرسميّ بشقَّيْه ينتهج سياسة إهمال مشاكل المواطن العاديِّ وهمومه

دمشق – جورج الشامي

دمشق – جورج الشامي انتهج الإعلام السوري الرسمي، بشقيه الحكومي والخاص، سياسة الابتعاد عن مشاكل المواطن العادي وهمومه، ولم يحمل العام 2013 جديدًا على مستوى الخطاب الذي جاء كالعادة "مكرورًا ومفرغًا من محتواه"، ولم يقترب بتغطياته من أي قضايا حياتية أو فكرية أو اجتماعية أو وجودية، وظل يدور في فلك المؤامرة الكونية والإرهاب الممنهج والتكفيريين والدول الداعمة لهم، والممانعة والمقاومة" ، وغيرها من القضايا التي أصبحت أساس كل التغطيات والمتابعات والبرامج.وضمن هذه الظروف تلوح في الأفق ملامح تغيير، قد تحمل الجديد في تعاطي الإعلام الرسمي السوري مع الأحداث الجارية ومع مشاكل المجتمع وتطلعاته وحاجاته، وذلك وفقًا للمعطيات الموجودة، وإن كان الحكم على ذلك مبكرًا.وقد يكون لقناة "العروبة" الفضائية التابعة للهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون التي بدأ بثها أخيرًا دور في ذلك، أو على الأقل هذا ما يأمل به المشاهد السوري، فالقناة الوليدة التي أعلن عنها بداية العام، لم تنطلق إلا قبل أيام في بثها التجريبي، وسيكون مطلع 2014 بداية انطلاقتها الفعلية في الفضاء العربي، ووفق العاملين فيها، فإن القناة تسعى لتقديم "صورة جديدة للإعلام السوري، حيث تحل مكان الفضائية السورية، وتكون صوت المواطن السوري ونصيره".
وعلى الرغم من أن هذا التوصيف هو المطلوب يبقى الأداء على أرض الواقع هو الأساس، لذلك يصعب الحكم من الآن على هذه القناة.ولكن في الشكل العام فإن الإعلام الرسمي السوري بما فيه من قنوات (الفضائية والإخبارية وسما) في حاجة إلى إعادة نظر حقيقية، ووقفة مطوَّلة، للأداء المتواضع، ليس فقط خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ولكن لأكثر من عقد من الزمن، وما زال المواطن السوري حتى الآن يتندر بمقولة "كيف نصدق هذا الإعلام الذي يكذب حتى في النشرة الجوية".
وفي المقابل، فإن حال إعلام المعارضة ليس بأفضل من نظيره الحكومي، وإن كان هذا الإعلام وليد السنوات الثلاث الماضية، فإنه إلى الآن لم يجد هوية خاصة به، ويتخبّط بين الأيديولوجيات والأفكار والاتجاهات، وضاعت هويته التي لم تصل الى طور النشوء بعد.
وفي العام 2013 لم تكن المحاولات الفردية لهذا الإعلام "المعارض" بالكافية، وإذا كان تليفزيون "أورينت" الأفضل على مستوى التغطية وعدم الانحياز، فإن القنوات الأخرى مثل "سورية الغد" و "السوري الحر" و "دير الزور"، وغيرها من القنوات المعارضة التي تكاثرت في شكل كبير أخيراً، تاهت بين تقديم أفكارها وطروحاتها، وبين غياب التمويل ونقص القدرات الفنية والتقنية، وبالمحصلة مازالت الهوية الخاصة بهذا الإعلام مفقودة. وهنا جوهر القضية، ذلك ان امتلاك هوية خاصة للقناة التلفزيونية كما يحدث مع القنوات العربية والعالمية الكبيرة، يساهم في ترسيخ جمهور نوعي ومتابع دائم، ويعطي الفضائية دورًا إيجابيًا في نشر ثقافة ما أو فكر ما، وهو ما بدأ بعض هذه الفضائيات في الانتباه إليه، كما حدث أخيرًا مع قناة "سورية الغد" التي بدأت تبحث عن هويتها، والأمر ينطبق على قناة "سورية 18 آذار"، وقد يحمل عام 2014 الجديد على هذا المستوى، فالمشاهد السوري الذي يتابع الإعلام المعارض لم يستطع الانتماء إلى أي من هذه القنوات، بل تحول في غالبيته إلى قنوات "الجزيرة" أو "العربية" أو "بي بي سي" أو غيرها من القنوات العربية والعالمية، لمتابعة أحداث سورية السياسية والاجتماعية والثقافية وحتى الفنية، في حين ترك هذا المشاهد قنوات المعارضة تسبح وحدها من دون هوية أو فكر يقودها.
ولم تحمل القنوات الفضائية الرسمية والمعارضة «السورية" في عام مضى الجديد، ولكن قـد يحمل العــام المقبـل تحولاً إيجابيًا على المستوى الإعلامي والفــــــكري، فهل ستتحقــق التوقعات، أم أنّ الحال ستبقى، وسيبقى كل من الإعلامَيْن يسبح في فلكه الخاص، من دون أن يقترب من المشاهد ويحاكي تطلعاته وطموحاته وحاجاته؟
 

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

تفاصيل جديدة في في أزمة وفاة "اليوتيوبر" المصرية ماما…
الشرطة الصينية تعتقل صحافية نقلت ما يحدث في ووهان…
إعلامي سعودي يتجاوز البروتوكولات ويتصرف بعفوية في موقف مضحك
"ذا نورث فيس" أول علامة تجارية تسحب إعلاناتها من…
تطورات متسارعة لإسقاط الجنسية عن مذيع مشهور في مصر…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة