بغداد ـ جفر النصراوي
أكدت وزارة الدفاع العراقية اعتقال المصور الصحافي محمد فؤاد ومساعده أفضل جمعه، اللذان يعملان في وكالة"anb" العراقية، بتهمة سرقة مفكرة الوزير سعدون الدليمي، فيما أكدت عائلة أحد الصحافيين أن المفكرة سلمت طوعا بعد العثور عليها في قاعة الاجتماع لمدير الوكالة التي يعملان لصالحها ولكنه تأخر بتسليمها إلى الوزارة. وقال المتحدث باسم الوزارة محمد العسكري في تصريح صحافي إن "كاميرات المراقبة في قاعة مؤتمر اللقاء الرمزي الذي عقد في منزل زعيم المجلس الأعلى عمار الحكيم أخيراً كشفت قيام الصحافيين بمحاولة سرقة المفكرة بعد أن قام أحدهما بتخبئتها تحت قميصه". وأشار العسكري إلى أن "الوزارة خاطبت مدير الوكالة التي يعمل لصالحها الصحافيين عبد القادر السعدي لتسليم المفكرة، مضيفا أن السعدي سلمها للوزارة بعد ذلك، واصفا "الحديث عن تسليم المفكرة من قبل الوكالة بشكل طوعي بغير الصحيح". وأضاف أن "التحقيقات مع المتهمين بالسرقة أثبتت إدانتهم بفعل الجريمة، وان ملفهم الآن محال للقضاء بتهمة الاستيلاء على مقتنيات مسؤول رفيع المستوى في الدولة". ونفت مصادر عائلية مقربة من عائلة مصور وكالة ANB العراقية محمد فؤاد ما جاء على لسان المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع العراقية، مؤكدة أن القوات الأمنية اعتقلت ابنها ومساعده أفضل جمعة، بعد استدراجهما إلى مقر الوزارة منذ الرابع من حزيران/يونيو الجاري، مشيرين إلى أن دعوة الصحافيين كان تحت ذريعة تكرميهما بمكافأة وزير الدفاع وتعيينهما على ملاك وزارته، ولكنهما تعرضا للاعتقال ولم يطلق سراحهما حتى الآن . وأوضحت المصادر أن محمد فؤاد الذي يعمل مصورا صحافياً لوكالة ANB وزميله أفضل جمعة الذي يعمل بصفة مساعد مصور، كانا قد عثرا على مفكرة ورقية موجودة بإحدى الكراسي المخصصة للشخصيات التي تمت دعوتها لحضور مؤتمر اللقاء الرمزي الذي دعا إليه زعيم المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم، وقاما بالاتصال بمسؤول وكالتهم عبد القادر السعدي الذي يشغل منصب مسؤول إعلامي في وزارة الثقافة التي يتولاها سعدون الدليمي بالأصالة، وتسليمه المفكرة، إلا أن السعدي لم يسلم الأمانة المذكور لمكتب الوزير إلا بعد مرور 3 أيام من العثور عليها. وقالت المصادر لـ"المغرب اليوم"إن "الصحافيين تم استدراجهما في الرابع من حزيران/يونيو الجاري إلى مقر وزارة الدفاع بعنوان موافقة مكتب الوزير على تعيينهم في الوزارة، تقديرا لهما على تسليم المفكرة للوزير، إلا أنهما دخلا المنطقة الخضراء ولم يخرجا منها حتى إعداد التقرير". وأكد نائب نقيب النقابة الوطنية للصحافيين العراقيين قيس العجرش، وهي منظمة مستقلة، بأن تصريحات العسكري تشبه "المنطق الذي اعتقلت به القوات الأمنية الصحافي الفرنسي نادر دندون، بتهمة القيام بعمليات إرهابية". وأوضح العجرش لـ"المغرب اليوم" أن "أكثر من سياسي عراقي اتهم سابقا الصحافي الفرنسي نادر دندون بالتخطيط لعمليات إرهابية في بغداد، إلا أن القضاء العراقي اثبت عدم صحة أي اتهام للصحافي وأطلق سراحه من الحكومة التي اعتقلته دون مذكرة قبض، من دون اعتذار". واعتبر العجرش أن ما "يجري مع الصحافيين محمد فؤاد وأفضل جمعة هو عملية اعتقال تعسفي من قبل وزير لم يستند لمذكرة قضائية أثناء قيام جنوده باعتقالهم". ووصف عجرش الاعتقال بـ"غير المبرر" وأن "أسلوب الاعتقال لا يمت بصلة إلى السلوك القانوني الذي يجب على وزارة الدفاع إتباعه في تصرفاتها تجاه المواطنين". وأشار عجرش إلى أن "الصحافيين أكدا التزامهما بتقاليد المهنة وأخلاقياتها بتسليم المفكرة المفقودة بسبب إهمال الوزير، كما أكدت لنا عائلتي الزميلين، وهذا ما ينفي أي شبهة جريمة بخصوص ما قام به الزميلان اللذان كان يتعين على وزارة الدفاع شكرهما وتقديرهما لأمانتهما ومهنيتهما وتوجيه اللوم إلى الوزير أو مساعديه بسبب الإهمال". واستنكر عجرش باسم النقابة اعتقال الزميلين محمد فؤاد توفيق وأفضل جمعة، مطالبا بالإفراج الفوري عنهما والكشف عن مصيرهما وإيضاح المادة القانونية التي استندت إليها وزارة الدفاع في احتجازهما". وطالب "القوات الأمنية بأن تكف عن الاعتقال الكيفي غير القانوني للصحافيين وسواهم من المواطنين، وان تتصرف بشفافية فيما يخص أداءها". وحمل عجرش السلطة القضائية مسؤولية ترك الأجهزة التنفيذية تتعسف في ممارسة بعض سلطاتها خارج الإطار الدستوري من دون الاستناد إلى أوامر قبض قضائية"، داعية "القضاء لأن يتخذ موقفاً حازماً من هذه التصرفات التي تمس جوهر الحريات العامة والخاصة المكفولة والمصانة بنص الدستور".