القاهرة ـ المغرب اليوم
أكّد الإعلامي المصري عمرو الليثي أن الصحافي "هو الأداة التي يمكن أن تنفّذ المُراد، بينما هناك تقصير حاليا؛ إذ لا يعبر الإعلامي عن مشاكل الفقراء والمهمشين بالشكل الكافي، لأن هناك إشكالية ضمير إعلامي"، وجاء ذلك خلال ورشة عمل بعنوان "مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية مدخلا لتعزيز أخلاقيات الصحافة"، نُظّمت أمس الإثنين على هامش فعاليات التجمع الإعلامي "إعلاميون من أجل الأخوة الإنسانية" بأبوظبي، أدارتها الإعلامية يولاند سيمون خورى.وأضاف الليثي أن وثيقة الأخوة الإنسانية "تحتاج إلى تفعيل حقيقي، فهناك برامج للمرأة والطبخ والسياسة، ولكن الإنسانية ليس لها تواجد بشكل فعلي"، مؤكدا أنه يسعى في برنامجه إلى التركيز على مشاكل المهمشين في العشوائيات، والمرأة المعيلة في الصعيد وغير ذلك، "لكن الأبرز على الفضائيات والموجود بشكل أكبر برامج الترفيه، في حين إن المنتج الإعلامي يفرض مكانه ومكانته".
الإعلامية الأردنية كارولين فرج، من جهتها، أوضحت أن النجاح في تنفيذ الأخوة الإنسانية "يحتاج أن نضع مرآة أثناء عملنا نعكس بها مجتمعنا، ونتعامل بحيادية وفق مبادئنا"، وزادت: "نمتلك القدرة والأداة التي تعزز الأخوة الإنسانية بالتحدث عن السلام والمواطنة وحقوق الطفل والمسلمين والمرأة. وحقيقة، الإمارات جسدت التعايش والتأقلم والإنسانية والمساواة، ومسؤوليتنا اليوم كإعلاميين أن نأخذ خطوة أخرى للترويج لهذه الوثيقة وأن يكون هناك تناغم في التطبيق".وتساءل الإعلامي المصري محمد علي خير: "لماذا نحصر تطبيق وثيقة الأخوة الإنسانية في المجتمع العربي رغم أنها جاءت من رموز دينية عالمية؟ هذا يحتاج تغلغل ما تنص عليه الوثيقة في كل ربوع العالم"، موضحا أن الوثيقة "تحتاج إلى النشر على مستوى السنوات الأولى لتعليم الطفل، لأن الإعلام التقليدي مصيره الانتهاء، لذا لا بد من الاهتمام بهذا الطفل، الذي بعد سنوات ستكون لديه صفحته على السوشيال ميديا، ويعرض عليها مادة يتأثر بها غيره".
كما أوضح المتحدث أن الوثيقة "جاءت لتذكرنا بالأخوة الإنسانية وليست لإنشاء أمر جديد، فنحن بحاجة إلى تقبل الرأي والرأي الآخر، وعلينا التدرب على الديمقراطية".من جهته، كشف الإعلامي اللبناني طوني خليفة أن الإعلام المرئي والمكتوب إلى زوال، "وما سيتبقى إعلام السوشيال ميديا؛ فالدولة هي التي فرضت نظاما للتعايش، وكل فرد فيها يعيش حسب سياستها"، مضيفا أن الإعلامي كإنسان "يتصرف بإنسانية، ولكن كإعلامي يتصرف وفق سياسة الجهة التي يعمل لصالحها"، وزاد: "لا نمتلك حرية القرار".وقال الإعلامي العماني يوسف الهوتي: "نحن السبب في الكثير من المشاكل التي حدثت في العالم بسبب طريقة التناول الإعلامي، ونحن الآن أمام رؤى جديدة تحتاج توافقا من القادة السياسيين؛ فعلينا أن نقرر جميعا وتجمعنا رؤى واضحة وآراء واحدة".وأضاف المتحدث ذاته: "أصبحنا نتأثر بقتل حيوان، ولا نتأثر بموت إنسان، فنجد القنوات الفضائية لا تهتم بقتلى فلسطين والعراق وغيرها. وهذه الوثيقة هامة جدا ولا بد أن تنتشر في كل ربوع العالم، مع العمل على تطبيقها، ويجب أن تكون جزءا من المناهج في المدارس في الدول العربية والإسلامية".
بدوره، شدد الإعلامي الإماراتي محمد الحمادي على أن تطبيق مبادئ الأخوة الإنسانية مسؤولية الفرد الصحافي وليس المؤسسة الصحافية، مثل التحدث عن المرأة باحترام والطفل وجميع فئات المجتمع وأصحاب الديانات الأخرى.وأشار الحمادي إلى تجربة دولة الإمارات الناجحة في التعايش وتغيير بعض المفاهيم وإحداث نقلة نوعية في تعزيز المبادئ الإنسانية، مثل تغيير مسمى "المعاقين" بـ"أصحاب الهمم"، و"المسنين" بـ"كبار المواطنين"، "ما أعطى لهم دفعة نفسية قوية غيرت نظرة المجتمع إليهم وجعلتهم يفخرون بما هم عليه ويتحركون بحرية في شتى المجالات".
وقد يهمك أيضا" :