الرئيسية » عالم الإعلام
موقع تويتر

واشنطن ـ عادل سلامة

أدخل الإنترنت، في مطلع الألفية الثالثة، عنصرًا جديدًا على الإعلام والمعرفة. صار الإعلام أكثر جماهيرية وبات الجمهور طرفًا في صناعة خبر أو نشر معلومة، وغداة هجمات الحادي عشر من سبتمبر والتوسع في الحملة على التطرّف، سُلط الضوء على ما سمي آنئذ بــ"غرف الدردشة" عبر الإنترنت ودورها في تأمين التواصل بين تنظيم "القاعدة" وعناصره، ودخلت تعابير جديدة في قاموس التطرّف، أشهرها "الخلايا النائمة"، في إشارة إلى المجموعات المتخفية التي تنتظر أوامر التحرك من قياداتها.

تسلل المتطرفون إلى وسائل التواصل الاجتماعي واستخدموها للتواصل المتطرّف، وفي زمن "القاعدة"، شكل الإنترنت شبكة الترابط والتراسل بين قيادة التنظيم وفروعه العالمية. لكن بعد تفكك المركز في أفغانستان، عادت القيادة إلى الأساليب القديمة في كتابة الرسائل بخط اليد وتسليمها باليد كذلك إلى الجهة المعنية، وفي زمن أبي مصعب الزرقاوي، استعاد الإنترنت دوره في بث أشرطة الإعدامات الوحشية. ومع صعود داعش، أحكم هذا التنظيم سيطرته على الفضاء الإلكتروني أكثر مما فرضها على الأرض. وفيما استخدم الفيسبوك لتجنيد الشبان والشابات، أوجد نظامًا من التواصل الآمن وجعل تطبيق "التلغرام" وسيلته الموثوقة في الاتصال بعناصره وتوجيه التعليمات. وتشير الإحصاءات إلى أن ثمانين في المئة ممن انتسبوا إلى داعش جندوا عبر الإنترنت.

وتعتمد الخلايا الإلكترونية على إنشاء حسابات وهمية تنشط في السعودية، المجتمع الذي يستخدم الفرد فيه جهازه الذكي لأكثر من 260 دقيقة يوميًا، ويبلغ عدد مستخدمي شبكات التواصل فيه أكثر من 18 مليون مستخدم، بينما يشاهد سبعة ملايين مستخدم يوميًا نحو 106 آلاف ساعة على اليوتيوب، فضلًا عن تناوب 11 مليون مستخدم على الفيسبوك، واستعمال 9 ملايين آخرين لتويتر، ومثلما استهدفت الخلايا الإلكترونية تجنيد الشبان الأوروبيين، نشطت هذه الخلايا في استمالة الشبان السعوديين وحضهم على العنف وقتل أقاربهم العاملين في الأجهزة الأمنية والذهاب للقتال في سورية والعراق.

وتنبأت السعودية الدولة الأبرز في مكافحة التطرف، منذ أعوام عدة بخطر الخلايا الإلكترونية بعدما لاحظت إقدام عدد من الدول المعادية لها على تنظيم حملات إلكترونية وبحسابات وهمية سخرت لنشر خطاب الكراهية وتعبئة المجتمع ضد السلطة، ومن الأمثلة الصارخة على الحملات المناوئة للسعودية دعم قطر للإرهاب الإلكتروني بطرق متعددة، أنفقت عليها مليارات الدولارات وسعت، مدى أعوام، إلى إشاعة الفوضى داخل المجتمع السعودي، واعتقدت قطر أنها نجحت في مسعاها وسرعان ما واجهت قسوة الحقيقة في فشل حملاتها حتى أنها باتت محل تندر من قبل مستخدمي الإنترنت.

ويكشف دور المستخدمين في فضح الهجمات القطرية أهمية وقوف المجتمع إلى جانب الجهات الأمنية في ملاحقة التطرّف الإلكتروني والقضاء عليه، ذلك أن مطاردة الحسابات الوهمية يستغرق وقتًا طويلًا نظرًا إلى كثرتها وقلة كلفتها. حيث يستطيع أي كان إنشاء عشرة آلاف حساب وهمي في تويتر بمبلغ لا يتجاوز المئة دولار، ولم يعد كافيًا تعقب التطرّف الإلكتروني باستنفار الطاقات البشرية فحسب. قيام شخص واحد بتأسيس آلاف الحسابات الوهمية يدفع إلى الاعتماد أكثر على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويوميًا، تغرد مواقع التواصل بكم ضخم من التعليقات ويتفاعل مريدوها مع مئات الآلاف من الحسابات الوهمية. وكان أصحاب هذه الحسابات حرصوا عند انطلاقهم على كسب ثقة المنتشرين في العالم الافتراضي، بيد أن تزايد أعداد متابعيهم وترسيخ الثقة في صدقيتهم الزائفة فتحا طريقهم إلى الجانب المظلم في عملهم: إثارة الفتن تأجيج الكراهية والتحريض على العنف.

وتواجه السعودية التطرّف على جبهات عدة. وبعد نجاحها في إحباطه على الأرض، تولي اليوم اهتمامًا خاصًا بمكافحته على المنصات الإلكترونية، مما يعزز دورها حيال الأمن الدولي، ويعد مركز "اعتدال" من أحدث المراصد السعودية المتخصصة في مراقبة المحتوى المتطرف وتحديد مصادره، وما دامت الثورة الرقمية وتكنولوجيا الاتصال في تطور مستمر، تقتضي مكافحة التطرّف الإلكتروني أن تتطور في دورها، ودخول العالم في عصر الحروب الهجينة ذات الأشكال والأساليب والموارد البشرية المتعددة، جعل الجيوش الإلكترونية ركنًا أساسيًا وهي كيانات غير مرئية وغير عضوية وكذلك خلاياها القاتلة التي لا يمكن مواجهتها في معزل عن التوعية وتحديث قوانين مكافحة التطرّف.

 

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

تفاصيل جديدة في في أزمة وفاة "اليوتيوبر" المصرية ماما…
الشرطة الصينية تعتقل صحافية نقلت ما يحدث في ووهان…
إعلامي سعودي يتجاوز البروتوكولات ويتصرف بعفوية في موقف مضحك
"ذا نورث فيس" أول علامة تجارية تسحب إعلاناتها من…
تطورات متسارعة لإسقاط الجنسية عن مذيع مشهور في مصر…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة