الرئيسية » عالم الإعلام
الإعلام أو الراغبين في العمل

الرياض - المغرب اليوم

يتبادر إلى ذهن الكثير من طلاب الإعلام أو الراغبين في العمل في مهنة الصحافة أو حتى من يعمل في الصحافة عدة أسئلة بشأن كيف أن يكون صحافيًا جيدًا، وأن يبرز في هذه المهنة التي تمتلئ بعقبات عديدة تختلف أشكالها من مجال ومكان لآخر.

هذا السؤال محور للنقاشات الصحافية ومنتديات التواصل بين أهل المهنة، ويظل أيضًا تساؤلًا يلقي بحضوره بين المتابعين للصحافة ممن يقيسون الفوارق الزمنية، ومن عملوا في هذه المهنة لعقود ومن هم في البدايات.

وكما هو معلوم بأن العنصر الرئيسي في مهنة الإعلام هو العنصر البشري رغم غزو أنظمة الذكاء الصناعي لوظائفه، فإن المهنة ما زالت في حاجة له بجانب هذه الأنظمة.

الصحافي اللبناني الراحل غسان تويني يؤكد في كتابه "سر المهنة وأصولها"، (أن سر نجاح الصحافة هو في الارتباط الوثيق بينها وبين الحياة... وأن الصحافي لا يمكنه أن يكتب وينتظر أن ينصفه التاريخ بعد مائة عام أو ألف عام حين يكتشف باحث أو منقب)، ويضيف في كتابه بأن الصحافي يختلف عن سائر متعاطين حرفة القلم مثل الكاتب أو الشاعر أو الفيلسوف، حيث يصفهم في كتابه بأنهم يكتبون إلى جمهور معين وهذا الجمهور يقصد أعمالهم سواء كانت شعرًا أو فلسفة أو غيرها، كما أنهم غير مرتبطين بمهلة زمنية في التحقيق والإخراج والصدور، في حين أن الصحافي يعيش تبعًا لقواعد لم يضعها هو.

وكان عثمان العمير، الصحافي السعودي المعروف ورئيس تحرير صحيفة إيلاف الإلكترونية، قال في حديث سابق ضمن تقرير حول مستقبل الصحافة، إنه حتى تتوفر صحافة جيدة لا بد من توفر كثير من الشروط وكثير من الأمور المحيطة بها، حيث لا يمكن أن تكون صحافيًا ناجحًا في مجتمع غير قابل للصحافة، ولا يمكن خلق صحافي من دون معرفة صحافية بمجرد ارتدائه خوذة الصحافة، حيث يتطلب أن يكون متعلمًا ومثقفًا ومتدربًا وممارسًا ومعايشًا للمجريات الحاصلة، بالإضافة إلى توفر الثقافة الإعلامية، مشيرًا إلى أهمية وجود جو عام من القدرة على الحيوية والتحرك والتعاطي مع الأمور بحيث يقبلها المتلقي بالإضافة إلى توفر العامل المادي، ثم تأتي المهنية والكفاءة والتراتبية في العمل الصحافي، حيث لا يمكن إلغاؤها.

وسبق لمنتدى الإعلام السعودي عقد جلسة "صناعة الإعلامي... الواقع" الذي يبحث في واقع الإعلام اليوم وكيف يمكن أن يحافظ على دوره المهني في ظل تغيرات الصناعة مرحليًا، والأدوات التي يجب أن يمتلكها الإعلامي في العصر الرقمي ونجاح الإعلاميين في تطويع الأدوات الرقمية لخدمة رسالتهم وكيف نجح المؤثرون في خطف التأثير الجماهيري من الصحافيين.

محمد التونسي الذي يشغل منصب مدير عام مجموعة "إم بي سي" في السعودية، يقول في هذه الجلسة إن هناك اختلاطًا في فهم معنى الإعلامي، موضحًا أن البعض يعتبرها صفة أو وظيفة وهي عكس ذلك، حيث يبين أن الإعلامي هو الشخص الذي يتعامل مع المحتوى في وسائل الإعلام، وعادة الذي يتعامل مع المحتوى هو الصحافي.

واستشهد التونسي بمخرجات ورشة عمل أقيمت في إحدى الجامعات في الولايات المتحدة في أوائل ستينيات القرن الماضي، بين أكاديميين وممن يعملون في المهنة، حول "هل الصحافي يولد أو يصنع؟"، قائلًا إن الورشة خرجت بنتيجة أن الصحافي يولد ويصنع معًا، وبين معنى "يولد" أي أن لديه الاستعداد والموهبة والإصرار على دخول معترك المهنة.

وحول الصحافة المتخصصة والاقتصادية، يؤكد مطلق البقمي رئيس تحرير صحيفة "مال"، أنه في ظل ثورة المعلومات والسوشيال ميديا، أصبح هناك حاجة لصناعة الإعلام المتخصص، لمعرفة الشريحة المستهدفة واحتياجاتها، مشيرًا من خلال تجربته في العمل في الصحافة الاقتصادية إلى الحاجة إلى مزيج من خريج الإعلام والاقتصاد، أو اقتصادي ويتم تدريبه على مهارات الإعلام حتى يعي ما يصنعه من محتوى، أو العكس بإعلامي يتم تدريبه على الاقتصاد.

وما يميز الصحافي هو إلحاحه في الحصول على المعلومة، ومن باب الاستشهاد في ذلك، قصة حدثت بين أسامة نقلي السفير السعودي لدى مصر مع أحد الإعلاميين، الذي سأله عن معلومات لقضية، ورفض طلبه لأن الوقت لم يحن للإجابة عليها، التي قال عنها السفير إن "هذا الإعلامي ألح للحصول على المعلومة ولو لم يلح لما كان إعلاميًا، كما طلب المعلومة دون أن ينشرها". وتابع نقلي بأنه لو أفشى عن معلومة ليس من المفروض أن يفشي بها لما كان دبلوماسيًا محترفًا، ولو كان لدى الإعلامي معلومة ولم ينشرها لما كان إعلاميًا محترفًا.

إلى ذلك، يؤكد خبراء ممن عملوا في مهنة الصحافة وأكاديميين بأن الصحافة مهنة تتطلب الكثير من الجهد في البحث والتقصي عن المعلومات عبر عدة مصادر، إضافة إلى اختيار القضايا التي تناسب الشريحة المستهدفة، مشيرين إلى أهمية الالتزام بأخلاقيات هذه المهنة ونقل القصص الصحافية بموضوعية.

وأضافوا أن الصحافة هي صناعة محتوى، وأن المحتوى يتطلب أسلوبًا إبداعيًا في كتابته، مؤكدين ذلك بعبارة "المحتوى هو الملك"، أن لهذا المحتوى تشعب في صناعته تختلف من مؤسسة إعلامية لأخرى، حيث يتطلب ممن يعمل في مهنة الصحافة الغوص في أغوارها لاكتشاف أسرارها.

وتعد وسائل الإعلام أحد أهم الركائز في تطوير المجتمعات ومقياسًا للتقدم والحضارة فيها، مما تدعو إلى أهمية تطوير المؤسسات الإعلامية لصحافييها، حيث يؤثر الإعلام على التوجهات الفكرية للمجتمعات والقرارات السياسية ويحفز على تغييرها، ويعتمد ذلك على الصحافيين الذين يعملون في المؤسسة الإعلامية، ممن يصنعون هذه القصص والتقارير الصحافية.

 وقد يهمك أيضا :  

الإعلامية نشوة الرويني تطالب الجمهور بالدعاء لابنها بالشفاء العاجل

بيت الصحافة يُقيم ندوة وطنية حول "الإعلام والقضاء" تُناقش موضوعًا حيويًّا

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

تفاصيل جديدة في في أزمة وفاة "اليوتيوبر" المصرية ماما…
الشرطة الصينية تعتقل صحافية نقلت ما يحدث في ووهان…
إعلامي سعودي يتجاوز البروتوكولات ويتصرف بعفوية في موقف مضحك
"ذا نورث فيس" أول علامة تجارية تسحب إعلاناتها من…
تطورات متسارعة لإسقاط الجنسية عن مذيع مشهور في مصر…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة