الرئيسية » عالم الإعلام
الرئيس الأميركي دونالد ترامب

نيويورك ـ مادلين سعادة

افتتح مطلع عام 2017 صفحة جديدة في سياسات الولايات المتحدة، إذ حمل تنصيب رئيسها الخامس والأربعين، دونالد ترمب، في العشرين من يناير (كانون الثاني) حزمة من التغييرات والخطوات التي شغلت الإعلام، وأثارت جدلاً تلو الآخر.

من جهة، استمر التلاسن حول الحملة الانتخابية والاتهامات بشأن الدور الروسي في فوزه، ومن جهة أخرى أطاحت التطورات برجاله واحداً تلو الآخر. كما شكلت مواجهة ترمب الخاصة مع الإعلام الأميركي فصلاً جديداً لعلاقة البيت الأبيض بوسائل الإعلام. قاطعها الرئيس متوجهاً إلى

“تويتر” كمنبر بديل، فحاربته “نيويورك تايمز” وأخواتها، وتتبعت خطواته عن كثب.
وتحت تأثير شعار “أميركا أولاً” قرر ترمب الانسحاب من اتفاقات دولية، بعد أيام من تنصيبه وقع أمراً تنفيذياً لانسحاب واشنطن رسمياً من اتفاق تجارة الشراكة عبر المحيط الهادئ. وفي يونيو (حزيران) سحب بلاده من “اتفاقية باريس للمناخ”، وغرد مؤسس “تويتر” جاك دورسي مندداً بالقرار. وصاحب ديسمبر (كانون الأول) قراران مثيران للجدل سيحمل العالم المقبل تداعياتهما، وهما انسحاب الولايات المتحدة من ميثاق الأمم المتحدة لتحسين التعامل مع أزمات المهاجرين واللاجئين، وانسحابها من منظمة اليونسكو.

واعترف ترمب مساء السادس من ديسمبر (كانون الأول) بالقدس عاصمة لإسرائيل معلناً نقل السفارة الأميركية إلى هناك. خطاب صاحبته ردود فعل عالمية واسعة. وصوتت أغلبية الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد قرار ترمب. تابع الإعلام المظاهرات المناهضة للقرار و”غليان” الشعب الفلسطيني. وتحولت الشابة الفلسطينية عهد التميمي التي اعتقلها الجيش الإسرائيلي لرمز الحراك الفلسطيني ضد قرار ترمب. بعدما حصد هاشتاغ “#عهد_التميمي” أكثر من 60 ألف تغريدة هذا الأسبوع، وظهر اسمها في أكثر من 34 ألف تغريدة إنجليزية. وانتشرت أكثر من رسمة كاريكاتير للفتاة ذات الشعر الأشقر.

وحذر الرئيس السابق قاطن البيت الأبيض الجديد من تهديد كوريا الشمالية على الأمن القومي، عندما التقى أوباما بترمب في المكتب البيضاوي، وبعد عام على رئاسة ترمب وتصعيد كوريا بتجاربها الباليستية، تأكد تحذير أوباما” كلمات استخلصت بها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت التحدي النووي الكوري في مقال بـ”نيويورك تايمز” مطلع ديسمبر (كانون الأول)، وعلى مدى عام 2017 لم تتوقف بيونغ يانغ عن التصعيد الصاروخي، وتضاعفت المخاوف من نشوب حرب نووية في شبه الجزيرة الكورية، إذ أعلنت في فبراير (شباط) عن نجاح صاروخ باليستي وآخر في يوليو (تموز) وثم سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني). أخبار التجارب المرعبة على قنبلة هيدروجينية يمكن تحميلها على صاروخ عابر للقارات كشفتها للعالم المذيعة الجدة ري تشون لي. وبزيها الوردي وإلقائها المتمكن باتت قوة كوريا الناعمة ووجهاً لدعاية البلاد التي استفزت العالم، وأولهم ترمب، مما دفع مجلس الأمن لفرض عقوبات إضافية على بيونغ يانغ “المشاغبة”. لكن صحافية “بي بي سي” صوفي لونغ قالت في تحليل إخباري إن العقوبات ستؤدي إلى تسريع وتيرة البرنامج النووي عوضاً عن إخماده.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تحرير الموصل بالكامل من “داعش”، قبل أن يعلن مطلع ديسمبر (كانون الأول) نهاية الحرب ضده التنظيم المتطرف. خسر التنظيم معقله في العراق، وسرعان ما تلاها إعلان تحرير الرقة، معقل التنظيم في سورية. جهود التحالف طردت “داعش” من العراق وخنقته في سورية حتى بات يلفظ أنفاسه الأخيرة. المعارك تابعها الإعلام عن كثب، ولأول مرة منذ انقطاع طويل، استطاعت وسائل الإعلام العودة للتغطية الميدانية في المدن المحررة. قدمت قناة “إيه بي سي” الأميركية تقريراً من وسط الدمار في الموصل، كما نقلت عدسة “بي بي سي” آخر التطورات من قلب الرقة. وخصصت مجلة “فورين بوليسي” عدداً كاملاً تحت عنوان “ما بعد تنظيم داعش”.

وتخبط “داعش” وأمثاله بعد خسارات متتالية على الأرض، وفي محاولة يائسة ناشد قياديوه المتعاطفون معه حول العالم بتنفيذ هجمات أينما كانوا. ومنها انتشرت ظاهرة “الذئاب المنفردة” بمختلف القارات، وطالت عدة دول. ووثق موقع “ستوري مابس” جميع الهجمات الإرهابية لهذا العام التي وصلت إلى يومنا هذا إلى ألفي هجوم أودى بحياة حوالي 7500 شخص، كان “داعش” مسؤولاً عن نحو ثلاثة آلاف منهم. الظاهرة صاحبتها ثلاثة تغييرات في المناخ الإعلامي، الأول مواظبة الصحافة على تفسير تلك الهجمات منها مقال لجيمز غيلفن في “بيزنس إنسايدر” تحت عنوان “كيفية انجذاب الذئاب المنفردة لداعش”. التحول الثاني كان ملحوظاً في “ماكينة داعش” الإعلامية التي باتت هي الأخرى تتضاءل بموازاة إضعافه على الأرض، بعدما حاولت ترهيب العالم بإصدارات سينمائية محترفة. أما الثالث هو تزايد التوتر بين الحكومات وشركات وسائل التواصل ومطالبة الأولى الأخيرة بالتعاون في كبح المحتوى المتطرف الذي يسير التجنيد والتحضير للهجمات وتنفيذها.

وبدأ العد التنازلي للوصول إلى اتفاق لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعدما فعَّلت رئيسة الوزراء تيريزا ماي المادة 50 نهاية مارس (آذار) الماضي. ضبابية المفاوضات وحالة الارتباك تحت قبة البرلمان احتلت حيزاً يومياً في صفحات جرائد بريطانيا، بل وكرست صحف مثل “الغارديان” و”ديلي تلغراف” صفحات أولى كاملة لـ”بريكست”. وانهالت مقالات الرأي على القراء بعد توصل بريطانيا إلى اتفاق “طلاق” مع الأوروبي مطلع ديسمبر. أما كابوس ماي الأكبر اليوم قد يكون زميلها السابق في البرلمان جورج أوزبورن. فبعد فصله من منصب وزير الخزانة، قرر قيادة السلطة الرابعة من مكتب صحيفة “إيفنينغ ستاندرد”. استلم رئاسة تحريرها في مايو (أيار)، وأصبح الناقد الأكبر لجميع تحركات الحكومة.

وصوت إقليم كردستان لصالح الانفصال عن العراق في 25 سبتمبر وتبعه إقليم كاتالونيا بأسبانيا في الأول من أكتوبر (تشرين الأول). قراران لم يريا النور بعد رفض قاطع من بغداد ومدريد. لكن تداعيات الاستفتاءين لا تزال تسيطر على التغطية الإعلامية، حيث تشهد كردستان إلى اليوم أعمال شغب، وصوت الكاتالونيون إلى صالح الأحزاب الانفصالية في انتخاباتهم آخر أسابيع عام 2017. سارعت “نيويورك تايمز” بتحديد الاختلافات بين الاستفتاءين، مؤكدة على ضعف المؤسسات الحكومية في العراق، البلاد التي مزقتها الحرب. لكن في مقال رأي لرئيس تحرير “الشرق الأوسط”، حذر غسان شربل من العامل المشترك بين الإقليمين بقوله: “الإقرار بفشل التعايش خطوة قاتلة على حدود الدول وداخلها”، وأضاف: “لم يفت الأوان بعد لا في مدريد وبرشلونة ولا في بغداد وأربيل”.

وفي أبريل (نيسان) 2016، قالت ليانا برينديد في “بيزنس آنسايدر” إن الأمير محمد بن سلمان يقود بلاده على خطى “رؤية 2030” بخطوات كبيرة ومتينة. وبالفعل بعد اختياره ولياً للعهد في 21 يونيو، باشر الأمير محمد بخطوات اجتماعية جريئة قربت المملكة من تحقيق رؤيتها. وقال توماس فريدمان بمقال نشرته “نيويورك تايمز” إن أهم حركة تغيير إصلاحية تشهدها منطقة الشرق الأوسط اليوم هي في السعودية، وأضاف: “ثورات الربيع العربي التي انطلقت من الشارع فشلت في سائر الدول، لكن الربيع السعودي ولد من الأعلى بقيادة ولي عهد شاب يعتزم التغيير الإيجابي لبلاده”. وشملت الخطوات الأخيرة السماح للمرأة بالقيادة، وتأسيس هيئة للترفيه. ونال الإعلان عن مشروع مدينة “نيوم” حصة الأسد من التغطية الإعلامية، ونشرت “بلومبيرغ” تقريراً مفصلاً عن المدينة تحت عنوان “الشمس والبحر والروبوتات: مدينة سعودية رقمية في الصحراء”. وقالت: “يأتي مشروع الأمير محمد بن سلمان الضخم تأكيداً أن السعودية باتت جاهزة للتخلي عن اعتمادها على النفط والتفوق في القطاعات الأخرى”.

وأدى تحقيق أجرته صحيفة “نيويورك تايمز” في أبريل (نيسان) إلى إنهاء مسيرة مذيع “فوكس” بيل أوريلي المهنية. فضيحة تحرش أوريلي أعلنت بداية حملة لمحاسبة مشاهير عالميين ارتكبوا الذنب ذاته، وعادت النقاط السوداء في ماضيهم لمحاصرتهم. الحملة طالت أهل الصحافة والسياسة ومشاهير هوليوود. سرعان ما تحولت شجاعة النساء اللواتي طالبن بمحاسبة المعتدين عليهن من هاشتاغ جمعهن على وسائل التواصل إلى حركة اجتماعية. واختارت مجلة “تايم” أولئك النساء أو “كاسرات الصمت” كشخصية العالم، جسدت الحركة مجموعة من نساء هوليوود ومن المعترك السياسي، وناشطات خرجن عن صمتهن وتحدثن بشجاعة عن القصص الأليمة، وآخرها كانت سلسلة التحرشات التي قام بها هارفي واينستين.

وأعلن سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية استقالته من منصبه بشكل مفاجئ، من السعودية، في 4 نوفمبر (تشرين الثاني)، ليعلقها في 5 ديسمبر (كانون الأول)، مشدداً على أن مصلحة لبنان هي في حماية العلاقات التاريخية مع السعودية والخليج. الاستقالة أشعلت الإعلام، وبات الجميع ينتظر تغريدات الحريري لمعرفة تحركاته. 

ونالت مقابلته مع بولا يعقوبيان على قناة “المستقبل” ملايين المشاهدات، كما نقلتها فضائيات أخرى. وفي ظل العودة عن الاستقالة، تساءل كتاب الرأي عن مصير البلاد إذ كتب إياد أبو شقرا “انقسامات اللبنانيين السياسية كانت، ولا تزال، أعمق من أن تولّد وعياً مسؤولاً بمصلحة جامعة لا بد منها لبناء وطن”.

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

تفاصيل جديدة في في أزمة وفاة "اليوتيوبر" المصرية ماما…
الشرطة الصينية تعتقل صحافية نقلت ما يحدث في ووهان…
إعلامي سعودي يتجاوز البروتوكولات ويتصرف بعفوية في موقف مضحك
"ذا نورث فيس" أول علامة تجارية تسحب إعلاناتها من…
تطورات متسارعة لإسقاط الجنسية عن مذيع مشهور في مصر…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة