الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
حفل العام المنصرم 2013 بالعديد من الأحداث في دولة السودان طغت عليها الأحداث السياسيّة والأمنيّة، وبدأ في مطلع كانون الثاني/يناير2013 بالسجال بين الحكومة والمعارضة، ووقعت بعض أحزاب المعارضة السودانية مع الجبهة الثورية على وثيقة الفجر في العاصمة الأوغندية كمبالا، وتتبني إسقاط النظام عبر وسائل عدة من بينها العمل المسلح، وتسببت الخطوة
في تأزم العلاقة بين الحكومة والأحزاب التي وقعت على الوثيقة، وألقت السلطات السودانية القبض على خمسة من قيادات المعارضة التي شاركت في التوقيع على الوثيقة، أبرزهم رئيس حزب "الوسط" الإسلامي يوسف الكودة ليتم الإفراج عنهم لاحقًا، وشهد نيسان/أبريل أبرز الأحداث، ففي الرابع منه وصل الرئيس المصري المعزول محمد مرسي إلى الخرطوم على رأس وفد رفيع، تم خلال الزيارة الاتفاق على ترفيع اللجنة العليا إلى مستوى الرئيسين، وتعهد مرسي بلعب دور ينهي الأزمة في دارفور، وفي الشهر ذاته زار الرئيس السوداني عمر البشير جنوب السودان، ومن الأحداث البارزة فيه مهاجمة "الجبهة الثوريّة للمرة الأولى شمال كردفان والاعتداء على مدينة أم روابة واحتلالها لمنطقة أبو كرشولا جنوب كردفان.
وشهدت دارفور خلال 2013، أحداثًا توزعت خلال العام، ففي السادس من نيسان/أبريل، تم التوقيع على اتفاق سلام بين الحكومة السودانيّة وحركة "العدل والمساواة" بقيادة محمد بشر، إلا أنّ رئيس الحركة تعرض لكمين نصبته الحركة الأم داخل الأراضي التشادية، وراح ضحيته محمد بشر ونائبه وقيادات أخرى بجانبهم، وفي جنوب دارفور أصيب علي كوشيب وهو أول مطلوب للعدالة الدولية في هجوم مسلح أدى إلى مقتل سائقة وحرسه الشخصي خلال الثالث من تموز/يوليو، وفي 14 من الشهر ذاته، وقع هجوم قُتل فيه 7 من عناصر قوات حفظ السلام في دارفور في أسوأ خسائر بشرية تُسجل منذ بدء هذه العملية، واتهمت ميليشيات تابعة لقبيلة المسيرية السودانية باستهداف سيارات الزعيم القبلي الكبير وكاد الحادث أن يتسبب في نزاع جديد بين الخرطوم وجوبا إلا أن وساطات داخلية وإقليمية أفلحت في نزع فتيل التوتر. وفي الثامن من حزيران/يونيو أمر البشير بوقف مرور النفط من جنوب السودان عبر الأراضي السودانية على خلفية اتهام الخرطوم لجوبا بدعم الحركات المتمردة التي ترفع السلاح في وجه حكومة الخرطوم. وفي العاشر من تموز/يوليو أفرجت السلطات عن مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق الفريق أول صلاح قوش بعد اتهامه بالتخطيط لمحاولة انقلاب ضد حكم البشير. ومن الأحداث البارزة والتي لن تنساها ذاكرة السودانيين خروج آلاف المتظاهرين في أيلول/سبتمبر، في الخرطوم وولايات أخرى احتجاجًا على قرارات الحكومة رفع الدعم عن المحروقات، ورفع المتظاهرون للمرة الأولى شعارات تطالب بإسقاط النظام الحاكم، وأدت الاحتجاجات إلى مقتل العشرات واعتقال المئات، وأعلن تحالف معارض من 20 حزبًا رفضه لقرارات الحكومة، وأكدّ عزمه على مقاومتها بالوسائل كلها. في الثالث من أيلول/سبتمبر وصل إلى الخرطوم رئيس جمهورية جنوب السودان الفريق أول سلفا كير ميارديت، في زيارة رسميّة إلى السودان على رأس وفد رفيع المستوى. وأجرى الجانبان محادثات بشأن القضايا العالقة، وكانت نتيجتها تحسن واضح في علاقات البلدين، ومن الأحداث التي أعتبرها البعض زلزالاً سياسيًا، توصيّة الحزب الحاكم في السودان "المؤتمر الوطني" في تشرين الأول/أكتوبر بفصل القيادي في الحزب دكتور غازي صلاح الدين، وحسن رزق وفضل الله أحمد ليرد غازي على ذلك باتهام الحزب وقيادته بأنها تمارس ما وصفه بأقبح الأدوار. وفي الأسبوع الأول من كانون الأول/ ديسمبر فجّر البشير مفاجأة بإعلان تنحي نائبه الأول علي عثمان طه عن سدة الحكم ومغادرته موقعه في القصر الجمهوري لإتاحة الفرصة لجيل جديد لقيادة البلاد، بعد أن أستمر في مواقعه التنفيذية قرابة الـ 24عامًا.وأوضح طه أنّ قرار التخلي جاء تنفيذًا لرغبة الحزب الحاكم في السودان، وأعقب تلك الخطوة تعديلات طالت الجهاز التنفيذي والتشريعي أطاحت بوزراء ظلوا في مواقعهم لأكثر من 15 عامًا، وأتت بوجوه جديدة من الصف الثالث في الحركة الإسلاميّة، إلا أنّ المفاجأة في هذه التعديلات كانت تسمية الفريق أول بكري حسن صالح نائبًا أول للبشير.
رياضيًا، شكل هبوط فريق "الموردة" إلى الدرجة الأولي في ختام الموسم الرياضي الكروي صدمة لعشاق النادي وأنصاره، كما كانت أبرز أحداث العام الرياضية استضافة مدينتي الفاشر وكادقلي في الثامن عشر من حزيران/يونيو لبطولة أنديّة شرق ووسط أفريقيا "سيكافا".
وفنيًا، عمت مظاهر الحزن أرجاء السودان بوفاة الفنان محمود عبدالعزيز في مستشفى ابن الهيثم في السابع عشر من كانون الأول/يناير في العاصمة الأردنية عمان بعد صراع طويل مع المرض، وتسببت الحشود التي انتظرت وصول جثمانه في توقف حركة الطيران من وإلى مطار الخرطوم.