دمشق - جورج الشامي
شدد الائتلاف السوري المعارض على أن ما يجري حالياً في البلاد لاسيما سيطرة قوات النظام وحزب الله على منطقة القصير وسط البلاد، يغلق الأبواب كلياً على أي مبادرات لحل الأزمة، فيما أعلن رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس، أن المعارضة لن تشارك في مؤتمر "جنيف-2" الدولي بشأن سورية المرتقب في حال لم يحصل مقاتلو المعارضة على توريدات جديدة من السلاح
والعتاد، وأفادت لجان التنسيق المحلية عن مقتل 86 سورياً السبت بينهم خمسه سيدات، وثلاثة أطفال.
وأكد رئيس الائتلاف السوري المعارض بالإنابة جورج صبرا أن ما يجري حالياً في البلاد لاسيما سيطرة قوات النظام وحزب الله على منطقة القصير وسط البلاد، يغلق الأبواب كلياً على أي مبادرات لحل الأزمة.
يأتي ذلك بعد أن سيطرت القوات السورية بشكل كامل على آخر معاقل المقاتلين المعارضين في ريف القصير، ووسط تحضيرات لمؤتمر دولي اصطلح على تسميته "جنيف 2" سعيا للتوصل إلى حل للازمة السورية، دون أن يحدد موعداً نهائياً له بعد.
وقال صبرا في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول أن "ما يجري في سورية يغلق الأبواب كليا أمام أي حديث عن المؤتمرات الدولية والمبادرات السياسية لأن الحرب التي يعلنها النظام وحلفاؤه في المنطقة بلغت حدا لا يجوز تجاهله".
وأضاف في المؤتمر الذي بثته قنوات فضائية مباشرة على الهواء أن الشعب السوري "يفكر فقط بشيء واحد، رفع الموت عن أطفالنا".
وكانت القوات النظامية السورية سيطرت السبت على بلدة البويضة الشرقية، آخر معاقل مقاتلي المعارضة شمال مدينة القصير التي سيطرت عليها، الأربعاء، بعد عملية عسكرية استمرت أكثر من أسبوعين، بمشاركة حزب الله الشيعي حليف نظام الرئيس بشار الأسد.
وحذر صبرا من أن "ما يفعله حزب الله وحلفاؤه في سورية هو تخريب البنى السياسية والاجتماعية والثقافية والإنسانية في المنطقة التي بنيت خلال آلاف السنوات".
وأشار إلى أن "الفعل الطائفي الذي يقوم به مقاتلو حزب الله والسياسية الإيرانية والعراقية (الداعمتان للنظام السوري) يتبعه ردود أفعال من نفس النوع، هذه الردود لا نريدها ولا نقبلها لأنها تحول حياتنا في المنطقة إلى جحيم".
وحمّل صبرا السلطات اللبنانية "المسؤولية عن التفاعلات التي تترتب على هذا الغزو"، مشددا على أنه "من حقنا أن ندافع عن أبنائنا، من حقنا أن لا نتحمل جور الموت فقط، نعم للسوريين يد طويلة، وسيعرفون ذلك".
وشهد لبنان المنقسم بين مؤيدين للنظام السوري ومتعاطفين مع المعارضة، تصعيداً في الخطاب السياسي على خلفية مشاركة حزب الله في المعارك داخل سورية، وسقطت خلال الفترة الماضية صواريخ مصدرها الأراضي السورية على معاقل للحزب في شرق لبنان.
وجدد الأمين العام للائتلاف مصطفى الصباغ دعوة الدول الداعمة للمعارضة لتزويدها بالسلاح لمواجهة القوة النارية الضخمة للقوات النظامية.
وأحجمت الدول الغربية عن تزويد المعارضين السوريين بالسلاح خوفاً من وقوعه في أيدي مقاتلي إسلاميين متطرفين يقاتلون في سورية.
وشدد الصباغ على "إننا تعاملنا مع كل هواجس الأصدقاء، لكن كل ما حصل بالمقابل يقتصر على وعود لم يتم الوفاء إلا بجزء صغير منها في وجه آلة حرب إيران وحزب الشيطان واستمرار تسليح روسيا للنظام البائد".
وأعلن رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس، أن المعارضة لن تشارك في مؤتمر "جنيف-2" الدولي بشأن سورية المرتقب في حال لم يحصل مقاتلو المعارضة على مساعدات جديدة من السلاح والعتاد.
وقال إدريس"إن لم نحصل على العتاد والسلاح لتغيير الوضع على الأرض، يمكن أن أقول بصراحة أننا لن نذهب إلى جنيف"، مضيفا أنه كان يؤيد فكرة عقد مؤتمر جنيف من حيث المبدأ، ولكن قلق من تداعياته السلبية لو تم عقده قبل تعزيز مواقع المعارضة.
وأضاف أن "عقد مؤتمر جنيف هو فكرة غربية، ولكن يجب أن نكون أقوياء على الأرض كـ(جيش سوري حر)، و(معارضة) ".
وأعلنت لجان التنسيق المحلية في سورية أن حصيلة قتلى ، السبت،بلغت 86 قتيلاً بينهم خمسه سيدات، وثلاثة أطفال، وأربعه تحت التعذيب، و27 في دمشق وريفها، و29 في حلب، و17 في درعا، و12 في حمص، وثلاثة في كل من القنيطرة والرقة، واثنين في حماه، وواحد في أدلب.
ووثقت اللجان 496 نقطة للقصف في سورية، منها غارات بالطيران الحربي على 37نقطة، والبراميل المتفجرة سقطت على الطبقة وحي المشحر بالرقة، ودهش بحماة، وتم تسجيل خمسه سكود من اللواء 155 في القطيفة أحدهم على الهورة وآخر على المنصورة في الرقة، وصواريخ أرض أرض سقطت معارة الأتريق بحلب، وشحيل بدير الزور، والقنابل الفراغية قصف تلفيتا بريف دمشق، ومحيط مطار منغ العسكري في حلب، أما القصف المدفعي فسجل في 167نقطة، والقصف الصاروخي في148 والقصف بقذائف الهاون في 132نقطة في مناطق مختلفة من سورية.
فيما اشتبك الجيش السوري الحر مع قوات النظام في 147 نقطة، في دمشق و ريفها في الزبداني، وقام الحر باستهداف فرع الأمن العسكري وقتل الكثير من قوات النظام، وفي القلمون قام الحر بقتل ستة عناصر من قوات النظام على اتوستراد دمشق حمص و في العاصمة استهدف الحر تجمعات الشبيحة بالقرب من قصر الشعب بخمسة صواريخ غراد. وفي درعا استهدف الجيش الحر قوات النظام في حاجز المستشفى الوطني في جاسم بالمدفعية و في كفر شمس قام الحر بتدمير دبابة تي 72 و عربة مدرعة عند حاجز الكازية. في حماة، وحرر الجيش الحر حاجز العمية في الريف الشرقي للمدينة و تمكن من قتل العديد من قوات النظام في الرقة، واستهدف الفرقة 17 ما أدى إلى نشوب حرائق هائلة فيها، أما الحسكة قام الجيش الحر باستهداف ناقلة للجند في منطقة غويران وتمكن من قتل أكثر من عشرة عناصر من قوات النظام وفي حمص قام الجيش السوري الحر بتدمير حاجزي الحمرات و الصقور قرب بلدة جوسيه في ريف القصير.