رام الله - وليد ابوسرحان
استعرض كبير المفاوضين الفلسطينيين، الدكتور صائب عريقات، الثلاثاء، "أهم الإنجازات الفلسطينية خلال العام 2013"، مشيرًا إلى أن "أبرزها اعتراف العالم بحق الشعب الفلسطيني في الدولة، والذي أكده قرار الأمم المتحدة أخيرًا، بالسماح لفلسطين بالمساهمة في الموازنة المالية للأمم المتحدة بصفتها دولة غير
عضو في المنظمة الأممية".
وأضاف عريقات، أن "القضية الفلسطينية زادت توهجًا بالرغم من الكوارث والحروب والدمار الذي يشهده العالم العربي، وشهدنا دعمًا عربيًّا غير مسبوق من الدول العربية؛ لترسيخ الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني".
وأوضح عريقات، أن "العام 2013، كان عام الأسرى بامتياز، وكانت هناك تحركات كبيرة على مختلف المستويات من أجل إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين كافة، وتم الاتفاق على إطلاق سراح الأسرى قبل اتفاق أوسلو، وسنواصل تحركاتنا للإفراج عن باقي المعتقلين، فهذه قضية كل الشعب، وتظل على رأس الأولويات والاهتمامات".
واعتبر، "عدم إنجاز المصالحة الفلسطينية الجانب المؤلم والحزين في هذا العام"، داعيًا إلى "ضرورة تحقيق هذه المصالحة بأسرع وقت لأن فلسطين أكبر من كل الفصائل والتنظيمات، ويجب أن نعمل جميعًا لإعادتها إلى خريطة الجغرافيا".
وأوضح عريقات، أن "قرارًا من الجمعية العامة للأمم المتحدة تضمن أن تدفع دولة فلسطين وللمرة الأولى في التاريخ ما يترتب عليها من رسوم في الجمعية العامة في الأمم المتحدة، وهذا يعني أننا أصبحنا في نظر العالم دولة لها حدود وعاصمة، ولها شعب، واعتراف من الدول الأخرى، وتعامل قانونيًّا أسوة بباقي دول العالم، ولكن دولة تحت الاحتلال".
وأضاف، "وشهدنا أيضًا في هذا العام 2013، قرار الاتحاد الأوروبي الذي سيدخل حيز التنفيذ في كانون الثاني/يناير 2014، والذي ينص على مقاطعة جميع منتجات المستوطنات، كما شهدنا عددًا من الدول تعترف بدولة فلسطين، والتي وصلت إلى 138 دولة مع، و9 دول ضد، و41 امتنعت، والتي لا تعتبر ضد القرار، وقبل ذلك قرارات من الأمم المتحدة تصل إلى 17 قرارًا في صالح دولة فلسطين"، مشيرًا إلى الجهد العربي غير المسبوق مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وبالرغم من كل ما يشهده العالم العربي من دمار وكوارث وأزمات، تحدثت الدول العربية بصوت مرتفع، وأكدت وقوفها بجانب دولة فلسطين ومع القضية الفلسطينية".
وتابع عريقات، أنه "في العام 2013 شهدنا استئناف مفاوضات الوضع النهائي ما بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية أميركية، وشهد العالم معنا أننا ذهبنا إلى تحقيق السلام لدولتين، ولكن منذ 29 تموز/يوليو وحتى الآن قامت إسرائيل بقتل 33 فلسطينيًّا بدم بارد، وطرحت عطاءات لبناء 5992 وحدة استيطانية، غير المتوقع تشييدها، وهدمت 214 بيتًا ومنشأةً، وفي تلك الفترة قامت إسرائيل أيضًا باعتداءات على المسجد الأقصى، وتكثيف الحصار على قطاع غزة، وأمس الأول، قامت إسرائيل بتشكيل لجنة قانونية وزارية لتقديم مشروع لضم الأغوار الفلسطينية، والتي تبلغ مساحتها 29% من الضفة الغربية، وهي الحدود بين الأردن وفلسطين، والمطلوب من العالم في ظل هذه الاعتداءات أن يعترف بدولة فلسطين، وبحدودها وعاصمتها، وأن يجففوا المستنقع الإسرائيلي بمقاطعة منتجات المستوطنات وكل ما ينتجه الاحتلال، كما أن المطلوب من الفلسطينيين أن تتقدم بطلبات العضوية إلى 63 منظمة دولية للحصول على عضويتها".
وأشار عريقات إلى أن "العام 2013 شهد كذلك استمرار بناء المؤسسات الفلسطينية في كل مجالات الحياة، وتواصل التأكيد على أن دولة فلسطين مستمرة وقادرة، وستبقى صامدة، وستكون دولة مساءلة ومحاسبة شفافة، ودولة قانون، وهذه الحقيقة التي شهدتها تقارير البنوك الدولية، كما شهد أيضًا استمرار النهضة الفكرية الفلسطينية وطرح الكثير من المؤلفات لكُتَّاب فلسطينيين في مختلف أنحاء العالم".
وأضاف عريقات بتأثر، "وفي هذا العام 2013، وللأسف استمر الانقسام الفلسطيني والانقلاب في قطاع غزة، ونأمل في العام 2014 أن نطوي هذه الصفحة الحزينة المؤلمة من تاريخنا وإعادة وحدتنا الوطنية".
وتابع عريقات، "ونحن على عتبة العام الجديد نقول لشعبنا في كل مكان أننا 11 مليون فلسطيني في القارات الخمس، لا فرق بين فلسطيني وآخر سواء في البقعة الجغرافية أو الهوية الورقية، فنحن ولدنا لإعادة فلسطين بعاصمتها القدس إلى خريطة الجغرافيا، ويجب أن يكون شعارنا التواضع، وكل ما نقوم به لا يصل إلى نقطة دم من شهيد أو تضحيات أسير، وهذه هي أخلاقنا ومبادؤنا، لأننا أبناء فلسطين،
وما كان في العام 2013 سنستمر عليه لنواصل طريقنا بثبات في العام 2014 نحو تحقيق تطلعاتنا المشروعة، وعلينا أن نصحو كل يوم ونسأل أنفسنا، ما الذي سنقدمه لإعادة فلسطين إلى خريطة الجغرافيا".