دمشق - جورج الشامي
أعلنت بريطانيا لديها عينات "فيزيولوجية" تؤكد استخدام غاز السارين في سورية على الأرجح من قبل نظام بشار الأسد، فيما ردت دمشق بأن هذه الادعاءات لا سند لها، واصفةً إياها "بالكذب". بينما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن أية محاولات للتدخل الخارجي في سورية محكوم عليها بالفشل، مؤكدا في الوقت نفسه أن عقود توريد صواريخ "اس-300" إلى سورية لم تنفذ بعد، فيما صرح المبعوث
الأممي الأخضر الإبراهيمي أن مؤتمر جنيف قد يعقد في تموز/يوليو المقبل.
وأعلن متحدث باسم الحكومة البريطانية الأربعاء أن المملكة المتحدة لديها عينات "فيزيولوجية" تؤكد استخدام غاز السارين في سورية على الأرجح من قبل نظام بشار الأسد.
وقال المتحدث "حصلنا على عينات فيزيولوجية من سورية جرى فحصها" في إنكلترا و"أثبتت المواد التي تم الحصول عليها من سورية وجود غاز السارين". وأضاف "حسب تقديراتنا فان استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية يرجح بقوة أن يكون من فعل القوات الحكومية"، مشيرا إلى أن بريطانيا "ليس لديها حتى الآن دليل على استخدام المعارضة" السورية للأسلحة الكيميائية.
وأوضح "توجد كمية متزايدة من المعلومات، المقنعة رغم كونها محدودة، تثبت أن النظام استخدم، وما زال يستخدم، أسلحة كيميائية وبخاصة غاز السارين".
وأكد أن "استخدام الأسلحة الكيميائية جريمة حرب" مذكراً بأن لندن طلبت من الرئيس بشار الأسد السماح "لمحققي الأمم المتحدة بالوصول فورا وبلا قيود" إلى الأرضي السورية. وأضاف أن "الأسد شكل مخزونا من الأسلحة (الكيميائية) ودرب وحدات عسكرية على استخدامها وما زال يسيطر على هذه الوحدات. ومن ثم فإنه يتحمل مسؤولية ملحة في وضع حد لاستخدامها وإتاحة إجراء تحقيق كامل بلا عرقلة".
وبريطانيا هي ثاني دولة بعد فرنسا تؤكد بشكل قاطع على استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، وهي مسألة تطرح بانتظام منذ أشهر ويعتبرها الغربيون وعلى رأسهم الرئيس الأميركي باراك أوباما "خطاً أحمر" يتطلب حزماً أكبر.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن عينات من الدم والبول تم فحصها من ضحايا الهجوم على بلدة سراقب الشمالية أثبتت ذلك. وأضاف فابيوس أن هذه النتائج تم تسليمها إلى الأمم المتحدة عقب اختبارات أُجريت على عينات من الأراضي السورية. وتابع أن بلاده تبحث مع عدد من الدول الإجراءات الواجب اتخاذها في هذا الصدد. وقال فابيوس إن عينات أخذت من مناطق لم يحددها في سورية وفحصت في فرنسا وقد عثر على آثار غاز السارين في بعض تلك العينات.
اتهمت فرنسا النظام السوري باستخدام غاز السارين مرة واحدة على الأقل مؤكدة أن "جميع الخيارات" أصبحت مطروحة بالنسبة للمجتمع الدولي.
والسارين غاز أعصاب قوي لا يمكن شمه أو رؤيته. ويؤدي استنشاقه أو مجرد ملامسة الجسد له إلى وقف انتقال الرسائل عبر الأعصاب ما يقود إلى الموت نتيجة توقف عمل القلب والرئتين. والجرعة القاتلة هي نصف مليغرام للشخص البالغ.
وكان كل من النظام السوري والمعارضة قد اتهم الطرف الآخر باستخدام الأسلحة الكيماوية.
وشكلت الأمم المتحدة فريقا خاصا للتحقيق في موضوع استخدام الأسلحة الكيماوية، واشترطت حرية وصول أفراد الفريق إلى الأماكن كافة.
وأجريت التحاليل بعدما هرب صحافيون من صحيفة لوموند الفرنسية عينات من الدم والبول خارج الحدود السورية، إثر عمليات يعتقدون أنها هجمات بالأسلحة الكيماوية في العاصمة دمشق ومدينة سراقب، شمالي البلاد.
وتقول حكومة الرئيس بشار الأسد إن هذه الادعاءات لا سند لها، واصفة إياها "بالكذب".
وعبر فريق تابع للأمم المتحدة عن استعداده للذهاب إلى سورية للتحقيق في قضية الأسلحة الكيميائية، لكنه اشترط أن يمنح حرية التنقل وحق التحقيق في الادعاءات جميعها.
فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن أية محاولات للتدخل الخارجي في سورية محكوم عليها بالفشل، مؤكدا في الوقت نفسه أن عقود توريد صواريخ "اس-300" إلى سورية لم تنفذ بعد.
وشدد الرئيس الروسي في مؤتمر صحافي عقب قمة روسيا - الاتحاد الأوروبي في مدينة يكاترينبورغ الروسية الأربعاء على أن "كافة العقود الموقعة مع سورية تتفق مع القانون الدولي".
وقال بوتين "فيما يخص صواريخ "إس-300" فإنها من أفضل المنظومات المضادة للجو في العالم. إنها سلاح متطور. نحن لا نريد الاخلال بميزان القوى في المنطقة. لقد تم التوقيع على العقد (بشأن توريد "إس-300") منذ أعوان عدة ولكنه لم ينفذ بعد".
وأعاد الرئيس الروسي إلى الأذهان أن "توريدات الأسلحة الروسية إلى سورية تجري وفق عقود شفافة معترف بها دوليا، ولا تنتهك أية قواعد دولية". وقال بوتين إنه أكد لشركائه الأوروبيين خلال المحادثات أن أية محاولات للتأثير في الوضع بالقوة وعبر التدخل العسكري المباشر محكوم عليها بالفشل، وهي تؤدي حتما إلى عواقب إنسانية وخيمة.
وتسعى الدول الكبرى بما فيها روسيا وأمريكا وفرنسا وبريطانيا لوقف حمام الدم في سوري عبر عقد مجتمع دولي في جنيف، من الممكن أن يتم في تموز/يوليو المقبل كما صرح المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي في مؤتمر صحافي الأربعاء.