دمشق ـ جورج الشامي
حصدت أعمال العنف في سورية، الثلاثاء، 76 قتيلاً، منهم 14 في تفجير قنبلتين وسط دمشق، في الوقت الذي بدأت قوات الجيش السوري انتشارًا كبيرًا في ريف حلب وصعدت من هجماتها في حمص، بينما أعلن الجيش الحر "المعارض" سيطرته بشكل كامل على "الفرقة 17" في الرقة، وسط أنباء عن وقوع مجزرة في الغوطة الشرقية على طريق
الضمير راح ضحيتها 27 سوريًا.
ونقل التلفزيون السوري عن مصدر في الشرطة قوله، "إن قنبلتين انفجرتا كانتا مخبأتين في حقيبتين وتركتا أمام متجرين في ساحة المرجة وسط دمشق، الثلاثاء، مما أسفر عن سقوط 14 قتيلاً على الأقل، وإصابة 31 آخرين"، فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا"، أن إصابات الجرحى متفاوتة الخطورة، ونقلوا على إثرها إلى المسشفى، وهناك أضرار مادية في المكان، في حين أذاعت قناة "الإخبارية" صورًا لواجهات محال مدمرة، وسيارات محترقة في موقع الحادث، فيما أكدت لجان التنسيق المحلية، أن حصيلة قتلى الثلاثاء ارتفعت حتى اللحظة إلى 76 قتيلاً، بينهم امرأتان وطفلان وقتيل تحت التعذيب، منهم 47 في دمشق وريفها، و6 في حلب، و5 في كل من إدلب ودير الزور ودرعا، وثلاثة في الحسكة، وقتيلين في كل من حمص والرقة، وقتيل في حماه.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الطيران الحربي قصف حي برزة في دمشق، بالتزامن مع قصف بالمدفعية الثقيلة على أحياء برزة والقابون، وسط اشتباكات عنيفة في بساتين حي برزة، وفي الريف جرى قصف مدن يبرود وداريا ومعضمية الشام والزبداني والذيابية ومخيم الحسينية ودوما وزملكا وبساتين رنكوس وحرستا ومناطق عدة في الغوطة الشرقية، في حين شنت القوات الحكومية حملة دهم واعتقالات في مدينة قطنا، فيما ارتكب الجيش السوري مجزرة جماعية بحق المدنيين، حيث تعرضوا لكمين في الغوطة الشرقية على طريق ضمير، وسقط منهم 27 قتيلاً، وتم دفنهم في مقبرة جماعية، كما دارت اشتباكات قرب طريق مطار دمشق الدولي في محيط بلدة بيت سحم، وأخرى في منطقة الضهرة في عرطوز ومناطق عدة في خان الشيح رافقها سقوط قذائف، وفي محافظة دير الزور تدور اشتباكات عنيفة في حي الصناعة، وسط أنباء عن تقدم مقاتلي المعارضة وسيطرتهم على أبنية في الحي كانت تتمركز فيها القوات الحكومية، في حين يتعرض حيي الصناعة والحميدية للقصف من قبل الجيش الحكومي، كما قتل رجل من حي الشيخ ياسين برصاص قناص حاجز السياسية عند أطراف المدينة، ودارت اشتباكات في حي الموظفين عند منتصف الليل، وفي درعا، تجدد القصف صباح الثلاثاء من قبل القوات الحكومية على بلدات كفر شمس وانخل والنعيمة في الريف، واندلعت اشتباكات فجرًا في محيط حاجز السنتر في بلدة النعيمة، كما تعرضت مناطق في وادي اليرموك وقرية الشجرة للقصف، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، في الوقت الذي احتدمت فيه المواجهات بين الجيش السوري وقوات المعارضة المسلحة، قرب منطقتي نبل والزهراء، وهما منطقتان ريفيتان خارج حلب، وذلك وسط توقعات باتساع نطاق المواجهات، مع الكشف عن استعدادات حكومية لعمليات واسعة.
وأعلن أحد قادة المعارضة اللواء مصطفى الشيخ، أن خطط الجيش الحكومي هي استخدام القريتين كقاعدتين أماميتين لتحقيق تقدم في حلب وريفها، في محاولة للسيطرة على جبل معارة الأرتيق، لهدف الوصول إلى مناطق الإمداد بالسلاح، فيما قالت قوات المعارضة إنها عززت مواقعها داخل مطار "منغ" العسكري في حلب، وأنها دمرت برج المراقبة داخل المطار ودبابتين، كما سيلطرت على كمية من الأسلحة والذخائر داخل الرحبة، و تصاعدت سحب الدخان من مواقع عدة داخل المطار، جراء الاشتباكات قرب مباني الضباط،، وبث ناشطون صورًا لاقتحام "جيش المهاجرين والأنصار" و"لواء الفتح" من الجيش الحر للمطار، في حين أكد الجيش الحر مقتل 40 من جنديًا من القوات الحكومية وعناصر "حزب الله" في هجوم في ريف حلب.
وأكد مصدر سوري، لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه من المرجح أن تبدأ معركة حلب خلال أيام أو ساعات، لاستعادة القرى والمدن التي تسيطر عليها المعارضة، وأن الجيش السوري مدفوعًا بسيطرته على القصير، سيحاول استعادة مناطق أخرى خارجة عن سيطرته، في حين ذكرت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطات، أن القوات السورية بدأت انتشارًا كبيرًا في ريف حلب، استعدادًا لمعركة ستدور رحاها داخل المدينة وفي محيطها.
وأعلن الجيش الحر، سيطرته بشكل كامل على "الفرقة 17" في الرقة، بعد أن أفاد ناشطون بأن مسلحي المعارضة حققوا تقدمًا في جبهة الرقة شرق البلاد، بسيطرتهم على أجزاء من "الفرقة 17" من الجيش الحكومي، فيما أكّدت مصادر معارضة مقتل قائد مطار "منّغ" العسكري على يد المعارضة، العميد علي سليم محمود، في حين قصف مقاتلو المعارضة مطار "الطبقة" العسكري في ريف الرقة بصواريخ عدة محلية الصنع، ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر في صفوف القوات الحكومية.
وذكرت شبكة "شام" الإخبارية، أن القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة تجدد على حي القرابيص وبقية أحياء حمص المحاصرة، وجرى قصف من الطيران الحربي على مدينة الرستن، كما صعدت القوات الحكومية مدعومة بعناصر "حزب الله" اللبناني من هجماتها في حمص وسط البلاد، بعد أيام من استعادتها منطقة القصير الإستراتيجية، فيما أشارت الهيئة العامة للثورة، إلى سقوط سبعة قتلى من الجيش الحر في الاشتباكات مع قوات النظام في منطقة وادي السايح وحي الخالدية في حمص، وتعرضت أحياء حمص القديمة لقصف عنيف براجمات الصواريخ، أسوة ببلدات في ريف المدينة، منها الحولة والغنطو، وفي حماة جرى قصف بالمدفعية الثقيلة على المزارع والطرقات الزراعية المحيطة في مدينة كفرزيتا، فيما أكد مصدر عسكري حكومي أن الجيش السوري استعاد سيطرته اليوم على 5 من القرى في الريف الشرقي لحماة، وهي قرى مسعدة وأبو حنايا ومسعود وصلبة وكليب الثور، وأن العملية تمت عبر سلسلة عمليات اتسمت بالدقة وسرعة التنفيذ، وانتهت بالقضاء على آخر تجمعات "جبهة النصرة" وما يُسمى "كتائب الفاروق"، وتدمير مراكزهم وأسلحتهم وذخيرتهم، ومن بينها راجمتا صواريخ ورشاشات ثقيلة ورشاشات وقواذف "آر بي جي"، كما أحكمت وحدة من الجيش الحكومي السيطرة على محطة صلبة النفطية، بعد أن قضت على قوات المعارضة المتحصنة فيها.
يُشار إلى أن الحرب الدائرة في سورية منذ نحو 27 شهرًا بين قوات الحكومة والمعارضة المسلحة، أسفرت عن مقتل أكثر من 80 ألف شخص، وفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة.