تونس - أزهار الجربوعي
نظَّم الحزب "الجمهوري" بالتعاون مع عدد من القوى السياسية المعارضة في تونس، وقفة احتجاجية أمام وزارة الداخلية، مساء الجمعة، للتضامن مع رجال الأمن والتنديد بالهجمات الإرهابية المسلحة التي أودت بحياة ضابطين من الحرس، في حين دعا حزب "النهضة الإسلامي" الحاكم إلى التهدئة؛ لضمان استكمال الحوار، وانجاز استحقاقات مرحلة الانتقال الديمقراطي، يأتي ذلك في ما كشفت مصادر أمنية،
"ارتفاع حصيلة القتلى في صفوف المسلحين إلى 5 عناصر، كما تم العثور على نفق بعمق 10 أمتار تحت منزل المجموعة التي قتلت عنصرين أمنيين، إضافةً إلى اكتشاف مخابئ أسلحة وأدوات لصنع المتفجرات".
وانطلقت الوقفة الاحتجاجية من أمام وزارة الداخلية في اتجاه المسرح البلدي، في شارع الحبيب بورقيبة في قلب العاصمة التونسية، وسط حضور عدد من أنصار قوى وتيارات سياسية معارضة، أمثال: حزب "العمل الوطني الديمقراطي"، و"الاشتراكي"، و"الوطنيين الديمقراطي"، إلى جانب عدد من هياكل ومنظمات المجتمع المدني.
ونددت الأحزاب المشاركة في التظاهرة الاحتجاجية بالهجمات المسلحة التي وصفتها بـ"الاعتداءات الإرهابية" التي طالت رجال الأمن، وتسببت في مقتل ضابطين من الحرس أمس الخميس، بينهم رئيس مركز أمن في مدينة قبلاط التابعة لمحافظة باجة، القريبة من خطوط التماس مع الجزائر.
واتهمت قوى المعارضة الحكومة التونسية التي يقودها حزب "النهضة الإسلامي" الحاكم في ائتلاف ثلاثي إلى جانب حزبي "التكتل" و"المؤتمر"، بالفشل في حماية أمن البلاد واستقرارها، والتسبب في تفشي ظواهر العنف والتطرف والإرهاب، وفق وصفهم.
ونظمت الأجهزة الأمنية من شرطة وحرس وطني وسجون وإصلاح وحماية مدنية، وقفة احتجاجية، الجمعة، في محافظة المهدية، وسط تونس، تعبيرًا عن تضامنهم مع زملائهم الذين قُتلوا على يد مجموع مسلحة في جبل التلة، في مدينة قبلاط .
وشاركت جبهة "الإنقاذ الوطني" المعارضة في هذه الوقفة الاحتجاجية، تعبيرًا عن تضامنها مع القوات الأمنية والعسكرية.
ودعا حزب "النهضة الإسلامي" الحاكم إلى التهدئة، معلنا إدانته لما وصفه بـ" الفعل الإجرامي"، كما دعت "النهضة" القوى الوطنية إلى الوحدة في مواجهة المخاطر التي تتهدد تونس؛ لهدف توفير الظروف الملائمة لتيسير عمل القوات المسلحة والأمنية.
وقال الحزب الحاكم، أن "العمليات الجبانة لن تنجح في إفشال الحوار الوطني ومسار الانتقال الديمقراطي وتحقيق الاستقرار وحماية تونس من كل المخاطر".
ودعا نائب رئيس حركة "النهضة"، عبدالحميد الجلاصي، "القوى السياسية إلى التهدئة الشاملة، كما دعا كل الأطراف إلى المشاركة في الحوار الوطني".
وتتواصل عمليات القصف وإطلاق النار في منطقة جبل التلة، من مدينة قبلاط في محافظة باجة، شمال تونس، حيث تتحصن المجموعة المسلحة التي قتلت عنصرين من الأمن التونسي أمس الخميس.
وتُطوِّق الوحدات الأمنية والعسكرية برًّا وجوًّا بالطائرات والمدرعات الثقيلة المنطقة الجبلية المذكورة، المتاخمة للحدود الجزائرية التونسية بحثًا عن المسلحين.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية، العميد توفيق الرحموني، عن "استئناف العمليات العسكرية، الجمعة، في جبل التلة"، مؤكدًا "القضاء على عنصرين، واسترجاع بندقية تابعة لأحد شهداء الحرس الوطني، إلى جانب حجز تجهيزات رؤية وحقائب ممتلئة بالذخيرة.
وأكد المتحدث، على "تواصل عمليات التطويق والتمشيط والملاحقة بالتنسيق بين أفراد القوات المسلحة والأمن الداخلي"، معلنًا "تعيين قائد عسكري للإشراف على سير العمليات والتنسيق الميداني مع السلطات والقيادات الأمنية".
وأكدت مصادر أمنية، أن "العمليات العسكرية في جبل التلة أجبرت المتطرفين على التراجع والتخلي عن أسلحتهم وكميات الذخيرة التي كانت بحوزتهم".
واعتبر المتحدث السابق باسم الجيش التونسي مختار بن نصر، أن "أحداث العنف المسلحة التي راح ضحيتها ضابطي أمن، تعد نصرًا للأمن التونسي ضد الإرهاب"، مشددًا على أن "استهداف العناصر الإرهابية لعناصر الحرس الوطني لم يكن هجومًا بل كانت عملية دفاعية بعد اكتشاف أمرهم من قبل السلطات الأمنية"، على حد قوله.
وأكد القيادي السابق في الجيش التونسي أن "دورية الحرس الوطني أخرجت العناصر الإرهابية من مخابئها، وأحبطت مخططاتهم الإرهابية التي كان يمكن أن تكون كارثية بصفة كبيرة "، وفق تعبيره.