دمشق - جورج الشامي
دمشق - جورج الشامي
أفادت لجان التنسيق المحلية بمقتل 73 سوريًا، الأربعاء، فيما قام "الجيش الحر" بصد محاولة لقوات النظام باقتحام حي برزة في دمشق، في حين شهدت درعا وحلب وحمص اشتباكات عنيفة، في الوقت الذي دانت فيه الجامعة العربية مختلف أشكال التدخل الأجنبي في سورية، خاصة من "حزب الله" اللبناني، الذي دعمت قواتٌ
له القواتِ الحكوميةَ السورية ضد مقاتلي المعارضة، بينما قالت دمشق إن جامعة الدول العربية طرف أساسي في الحرب عليها، ولن تكون طرفًا في الحل، في المقابل أكد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أن "الثورة" ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد مستمرة، والنصر حليف أصحاب الحق، في حين تعهد رئيس أركان الجيش السوري الحر، اللواء سليم إدريس، بمحاربة "حزب الله" داخل لبنان، ونفى أن يكون جيشه قد خسر الحرب.
واستطاعت لجان التنسيق المحلية في سورية، مع انتهاء الأربعاء، توثيق ثلاثة وسبعين قتيلاً بينهم سبعة أطفال، خمس سيدات، وثلاثة تحت التعذيب، ثمانية عشر في دمشق وريفها، ستة عشر في دير الزور، اثني عشر في حمص، ثمانية في درعا، سبعة في حلب، سته في الرقة، ثلاثة في حماه، وثلاثة في إدلب.
وسجلت اللجان 421 نقطة للقصف: غارات الطيران الحربي سجلت في51 نقطة كان أعنفها القصير في حمص، والغوطة الشرقية وحماه، البراميل المتفجرة قصفت كفربسين في حلب، القنابل العنقودية سقطت على حربنفسه في حماه، والقنابل الفراغية سقطت على عقيربات في حماه وزبدين في ريف دمشق، سبعة صواريخ أرض أرض سقطت على القصير في حمص، أما القصف المدفعي فسجل في 149 نقطة، القصف الصاروخي في 111، والقصف بقذائف الهاون في 96 نقطة في مناطق مختلفة من سورية.
فيما اشتبك "الجيش الحر" مع قوات النظام في 142 نقطة كان أعنفها في حلب والقصير، قام من خلالها في حلب بتحرير منطقة البوز المجاورة لقرية أم عامود على طريق معامل الدفاع، وإجبار قوات النظام على الانسحاب في اتجاه قرية الجبين، ودمر دوشكا وقتل خمسة عناصر من قوات النظام في محيط المخابرات الجوية، كما استهدف أكاديمية الشرطة بصواريخ محلية الصنع أدت لمقتل وجرح عدد كبير من جنود النظام، واحتراق مدفع لقوات النظام في حي سليمان الحلبي بعد استهدافه بقذائف عدة، وقتل تسعة عناصر بعد استهدافه لمقر تابع لشبيحة النظام في حي سليمان الحلبي، واستهدف قوات النظام في بلدتي نبل والزهراء بصواريخ محلية الصنع، كما استهدف آلية عسكرية محملة بعناصر عدة لقوات النظام وشبيحته في قرية رسم النقل على طريق حناصر، وأوقع عددًا منهم بين قتيل وجريح، وفي حمص قتل العشرات من قوات "حزب الله" باشتباكات في القصير.
وفي درعا حرر أبنية عدة تُعد مركزًا للشبيحة في بصرى الشام، وصد عد محاولات لاقتحام النعيمة، وأعاد السيطرة على حاجز السنتر واجبرهم على التراجع، في دمشق وريفها صد "الجيش الحر" محاولات عدة لقوات النظام لاقتحام حي برزة ودمر دبابتين أثناء محاولتهم التسلل للحي، واستهدف دورية تابعة لقوات النظام بالقرب من المدينة الجامعية أدت لمقتل وجرح جميع أفراد الدورية، واستهدف متاريس لقوات النظام على المتحلق الجنوبي بالقرب من عبارة القابون، ودمر آليات ومدرعات عدة تابعة لقوات النظام في مدن وبلدات من سورية.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن الجامعة تدين مختلف أشكال التدخل الأجنبي في سورية، خاصة من حزب "الله اللبناني" الذي دعمت قوات له القوات الحكومية السورية ضد مقاتلي المعارضة.
وقال العربي في مؤتمر صحافي عقب اجتماع لمجلس وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة "المفروض وقف كل التدخلات".
وأضاف أن الاجتماع وافق على بيان يدين كل أشكال التدخل الأجنبي.
وقالت دمشق: إن جامعة الدول العربية طرف أساسي في الحرب عليها ولن تكون طرفًا في الحل.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية قوله تعقيباً على اجتماع المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية، إن "جامعة الدول العربية طرف أساسي في الحرب على سورية، وما يصدر عنها وعن اجتماعاتها المتكررة سواء على مستوى القمة أو على مستوى وزراء الخارجية لا يعني سورية من قريب ولا من بعيد".
وأكد أن "جامعة الدول العربية لم ولن تكون طرفًا في الحل لأنها طرف أساسي في الأزمة، وما كل هذه الاجتماعات واللقاءات على أي مستوى كان إلّا محاولة من الجامعة العربية لشرعنة وجودها الذي سقط لدى الرأي العام العربي، بعد أن أصبحت أداة في أيدي بعض الدول العربية التي تنفذ مخططات الغرب".
وتوعد الجيش الحكومي السوري، الأربعاء، بـ"ضرب المسلحين أينما كانوا وفي أي شبر" في سورية، وذلك في بيان أصدرته القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة.
وأورد البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، أن "قواتنا المسلحة، وعلى إثر الانتصارات المتلاحقة والمتتالية في حربها ضد الإرهاب المنظم والممنهج، تشدد على أنها لن تتوانى في ضرب المسلحين".
واعتبر البيان أن ما وصفه "النصر الذي تحقق هو رسالة واضحة إلى جميع الذين يشاركون بالعدوان على سورية".
وقال بيان الجيش إنه حصل على وثائق تثبت تورط جهات إقليمية وعربية وأجنبية في ما يحدث في سورية.
وأكدت القيادة العسكرية أن "معركتها ضد الإرهاب مستمرة لإعادة الأمن والاستقرار لكل شبر من تراب الوطن"، في إشارة إلى المعارك مع المقاتلين المعارضين الذين يعدهم نظام الرئيس بشار الأسد "إرهابيين".
وفي المقابل أكد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أن "الثورة" ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد مستمرة، رغم سقوط مدينة القصير الاستراتيجية في أيدي قوات النظام وحزب الله صباح الأربعاء، 5 حزيران/ يونيو.
وجاء في بيان صادر عن الائتلاف "ستستمر الثورة المباركة، والنصر حليف أصحاب الحق، في أنهم صمدوا في مواجهة الظلم والاستبداد، ودافعوا عن أبناء وطنهم بأروع الصور الممكن تخيلها".
وقال البيان "بعد المعارك المحتدمة على جبهة القصير، وبعد ملاحم بطولية قدمها أبطال "الجيش الحر" في الدفاع عن المدنيين، فرض الاختلال الهائل في ميزان القوى نفسه، وتمكن نظام الأسد والميليشيات الإيرانية الداعمة له من التوغل في المدينة والسيطرة على أحياء جديدة فيها".
وجدد الائتلاف الوطني السوري "تحذيره من وقوع مجازر مروعة وجماعية في حال وقف المجتمع الدولي متفرجاً على عصابات الإرهاب والتطرف تقتص من الأبرياء"، واضعًا "الأمم المتحدة والدول الكبرى أمام مسؤولياتهم في التدخل السريع لحماية المدنيين".
في حين تعهد رئيس أركان الجيش السوري الحر، اللواء سليم إدريس، بمحاربة "حزب الله" داخل لبنان، ونفى أن يكون جيشه قد خسر الحرب، على الرغم من الانتكاسات الأخيرة وسيطرة الجيش السوري على مدينة القصير.
وقال اللواء إدريس لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن "مقاتلي حزب الله يغزون سورية ولا تفعل الحكومة اللبنانية شيئًا لوقفهم".
وأضاف اللواء إدريس أن المعارضة السورية "لن تقبل بأي دور للرئيس بشار الأسد في سورية ما بعد الأزمة، وإذا كان ثمن السلام يعني بقاءه في السلطة، فنحن لا نحتاج إلى هذا النوع من السلام".
وقال إنه "طلب من قادة الجيش السوري الحر، بمن فيهم الموجودون بالقرب من مدينة القصير، محاربة مقاتلي حزب الله داخل سورية فقط، لكن هناك أعدادًا كبيرة جدًا منهم داخل سورية في القصير وإدلب وحلب ودمشق، وفي كل مكان في البلاد".
وأضاف أن مقاتلي حزب الله "يغزون الأراضي السورية، وعندما يستمرون في القيام بذلك والسلطات اللبنانية لا تتخذ أي إجراء لمنعهم من القدوم إلى سورية، أعتقد أن ذلك سيسمح لنا بمحاربتهم داخل الأراضي اللبنانية".
وفيما أبدى ثقته في أن قوات المعارضة المسلحة "ستكسب المعركة ضد القوات الحكومية"، أقرّ إدريس بأن المعركة "ستستمر لأعوام عدة ستشهد سقوط المزيد من الشهداء والدمار من دون دعم أصدقائنا في الدول الغربية والولايات المتحدة".
وكان اللواء إدريس حذّر من فشل ما وصفها بالثورة ضد نظام الرئيس الأسد ما لم يتم تزويد مقاتليه بالأسلحة من قبل بريطانيا ودول غربية أخرى، وقال لصحيفة "ديلي تلغراف"، الثلاثاء، إن بريطانيا "لم توافق حتى الآن على توفير قوة النيران المطلوبة رغم قيامها بتنسيق جهود رفع حظر الأسلحة الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على سورية".