دمشق ـ جورج الشامي
انفجرت قنبلتان في دمشق، صباح الثلاثاء، مما أسفر عن سقوط 45 قتيلاً وجريحًا على الأقل، في الوقت الذي بدأت قوات الجيش السوري انتشارًا كبيرًا في ريف حلب، استعدادًا المعارضة المسلحة، بينما عززت عناصر الجيش الحر "المعارض مواقعها داخل مطار "منغ" العسكري ودمرت برج المراقبة داخل المطار.
ونقل التلفزيون السوري عن مصدر في الشرطة قوله، "إن قنبلتين انفجرتا كانتا مخبأتين في حقيبتين وتركتا أمام متجرين في ساحة المرجة وسط دمشق، الثلاثاء، مما أسفر عن سقوط 14 قتيلاً على الأقل، وإصابة 31 آخرين"، فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا"، أن إصابات الجرحى متفاوتة الخطورة، ونقلوا على إثرها إلى المسشفى، وهناك أضرار مادية في المكان، في حين أذاعت قناة "الإخبارية" صورًا لواجهات محال مدمرة، وسيارات محترقة في موقع الحادث.
وتكرر في الأشهر الأخيرة وقوع التفجيرات الانتحارية وانفجار السيارات المفخخة في دمشق، ويوم السبت، نسف انتحاري سيارته المحملة بالمتفجرات في مدينة حمص، فقتلت 7 أشخاص في منطقة ذات غالبية علوية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مناطق في مدينتي معضمية الشام ويبرود ومزارع الريحان في ريف دمشق تعرضت للقصف من قبل القوات الحكومية عند منتصف ليل الإثنين الثلاثاء، كما دارت اشتباكات قرب طريق مطار دمشق الدولي في محيط بلدة بيت سحم، وأخرى في منطقة الضهرة في عرطوز ومناطق عدة في خان الشيح رافقها سقوط قذائف،فيما قصف مقاتلو المعارضة مطار "الطبقة" العسكري في ريف الرقة بصواريخ عدة محلية الصنع، ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر في صفوف القوات الحكومية، ولا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة في "الفرقة 17" تترافق مع قصف من قبل الجيش السوري على مناطق تتمركز فيها الكتائب المعارضة، وفي محافظة دير الزور تدور اشتباكات عنيفة في حي الصناعة، وسط أنباء عن تقدم مقاتلي المعارضة وسيطرتهم على أبنية في الحي كانت تتمركز فيها القوات الحكومية، في حين يتعرض حيي الصناعة والحميدية للقصف من قبل الجيش الحكومي، كما قتل رجل من حي الشيخ ياسين برصاص قناص حاجز السياسية عند أطراف المدينة، ودارت اشتباكات في حي الموظفين عند منتصف الليل، وفي درعا، تجدد القصف صباح الثلاثاء من قبل القوات الحكومية على بلدات كفر شمس وانخل والنعيمة في الريف، واندلعت اشتباكات فجرًا في محيط حاجز السنتر في بلدة النعيمة، كما تعرضت مناطق في وادي اليرموك وقرية الشجرة للقصف، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، في الوقت الذي احتدمت فيه المواجهات بين الجيش السوري وقوات المعارضة المسلحة، قرب منطقتي نبل والزهراء، وهما منطقتان ريفيتان خارج حلب، وذلك وسط توقعات باتساع نطاق المواجهات، مع الكشف عن استعدادات حكومية لعمليات واسعة.
وأعلن أحد قادة المعارضة اللواء مصطفى الشيخ، أن خطط الجيش الحكومي هي استخدام القريتين كقاعدتين أماميتين لتحقيق تقدم في حلب وريفها، في محاولة للسيطرة على جبل معارة الأرتيق، لهدف الوصول إلى مناطق الإمداد بالسلاح، فيما قالت قوات المعارضة إنها عززت مواقعها داخل مطار "منغ" العسكري في حلب، وأنها دمرت برج المراقبة داخل المطار ودبابتين، كما سيلطرت على كمية من الأسلحة والذخائر داخل الرحبة، و تصاعدت سحب الدخان من مواقع عدة داخل المطار، جراء الاشتباكات قرب مباني الضباط،، وبث ناشطون صورًا لاقتحام "جيش المهاجرين والأنصار" و"لواء الفتح" من الجيش الحر للمطار.
وأكد مصدر سوري، لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه من المرجح أن تبدأ معركة حلب خلال أيام أو ساعات، لاستعادة القرى والمدن التي تسيطر عليها المعارضة، وأن الجيش السوري مدفوعًا بسيطرته على القصير، سيحاول استعادة مناطق أخرى خارجة عن سيطرته، في حين ذكرت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطات، أن القوات السورية بدأت انتشارًا كبيرًا في ريف حلب، استعدادًا لمعركة ستدور رحاها داخل المدينة وفي محيطها.
يُشار إلى أن الحرب الدائرة في سورية منذ نحو 27 شهرًا بين قوات الحكومة والمعارضة المسلحة، أسفرت عن مقتل أكثر من 80 ألف شخص، وفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة.