دمشق ـ جورج الشامي
سقط 17 قتيلاً برصاص الجيش السوري، صباح الإثنين، وأُصيب مدنيون إثر انفجار قوي ناجم عن سيارة مفخخة في حي جوبر، الذي يشهد معارك عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة، في حين اندلعت اشتباكات عنيفة بين "حزب الله" والجيش الحرّ "المعارض" في وادي نحلة في بعلبك، وسط أنباء عن مشاركة
ضباط كوريين شماليين في القتال إلى جانبقوات الأسد في حلب، تزامنًا مع محاولة "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة" فرض هيمنتها المطلقة على التشكيلات المسلحة كافة، باعتماد سياسة الترهيب بحق مسلحي حلب وقادتهم العسكريين.
وأعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، عن سقوط 17 قتيلاً برصاص الجيش السوري الإثنين، في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن سيارة مفخخة انفجرت، قرب قسم للشرطة في دمشق، أدت إلى مقتل 8 على الأقل من عناصر قوات الأمن السورية، وأُصيب مدنيون إثر انفجار قوي ناجم عن سيارة مفخخة في حي جوبر، الذي يشهد معارك عنيفة بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة، والذي كان هدفًا في الأشهر الأخيرة لغارات جوية وهجمات بقذائف الهاون، كما قصفت القوات الحكومية أحياء عدة في جنوب وجنوب غربي العاصمة، ويُشبه الهجوم الذي لم تتبناه أي جهة، العديد من الهجمات التي شنها جهاديو "جبهة النصرة"، التي أعلنت ولاءها لتنظيم "القاعدة"، ولم تشر وسائل الإعلام الرسمية السورية إلى الاعتداء على الفور.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، في حديث صحافي، "مشاركة ضباط كوريين شماليين في القتال إلى جانب القوات الحكومية في حلب"، لافتًا إلى أن "عددًا من مقاتلي قوات الدفاع الوطني، وهي ميليشيات تابعة لدمشق، تحدث إليه عن وجود هؤلاء الضباط، وأن العدد الكلي لعدد هؤلاء الضباط غير معروف، لكن بالتأكيد يوجد في حلب بين 11 و15 ضابطًا كوريًا شماليًا ومعظمهم يتكلم اللغة العربية"، موضحًا أن "هؤلاء ينتشرون على جبهات عدة مثل معامل الدفاع جنوب شرقي حلب، وفي مراكز القوات السورية داخل مدينة حلب".
ولفت عبدالرحمن إلى أن "هؤلاء الضباط لا يشاركون في القتال الميداني، بل يقدمون دعمًا لوجيستيًا، بالإضافة إلى وضع خطط العمليات العسكرية".
وأعلن مصدر أمني رفيع المستوى، لـصحيفة "الجمهورية"، أنّ اشتباكات عنيفة جرت بين "حزب الله" والجيش السوري الحرّ "المعارض" في وادي نحلة في بعلبك، حيث نصب الحزب كمينًا لمجموعة من "الحرّ" مؤلفة من ثلاث سيارات، الأمر الذي أدى إلى مقتل عنصر من "حزب الله" و10 أفراد من هذه المجموعة، مشيرًا إلى أن هذه الجهة التي اشتبك الحزب معها هي "جبهة النصرة"، وأن عناصر هذه المجموعة لم يُقتلوا جميعًا، وإنّما فرّ بعضهم إلى الداخل السوري حاملين جثث القتلى.
وأكّد المصدر ذاته، أن دورية تابعة للجيش اللبناني عاينت مكان الاشتباكات فتبيّنت لها آثار الدماء في منطقة وادي النحلة، على عكس ما ادّعى الجيش الحرّ، وأنّ الاشتباكات وقعت في وادي القلمون، وأنه بعد الاشتباكات، اجتازت عناصر "جبهة النصرة" جرود بعلبك باتجاه وادي الهوا وصولاً إلى الزبداني، ناقلين معهم عددًا من الجرحى، وهم يعالجون حاليًا في مستشفيات الزبداني، وأنّ هذه المجموعة كان بحوزتها صواريخ ومتفجّرات لقصف مدينة بعلبك.
ونقلت "رويتر" عن مصادر أمنية لبنانية قولها، "إن 15 شخصًا قتلوا في الاشتباك شرق بعلبك، وأن العدد الفعلي للقتلى لن يتضح إلا بعد انتشال الجثث من المنطقة الواقعة على بعد نحو كيلو مترين من الحدود".
وأفادت مصادر إعلامية، أن القوات السورية استمرت في تمشيط محيط مدينة حرستا، وتقدمت بحذر نتيجة تفخيخ عدد من الأبنية والطرقات الفرعية، وسط اشتباكات أدت لمقتل عدد من المعارضين، من بينهم قائد المجموعات المقاتلة في حرستا عمار خبية، وتمكن الجيش السوري من إعادة الأمن إلى حرم الطريق الدولي، الذي لم يشهد أي حوادث تذكر من أيام عدة، وفي القصير ومحيطها في ريف حمص، تمكن الجيش الحكومي من قتل ما يقارب 150 عنصرًا من "جبهة النصرة"، ومن بينهم 6 من قادة الكتائب في كمائن عدة نصبت لهم، عرف منهم قائد كتيبة "أحرار بابا عمرو" منهل الفاعوري، الذي قتل السبت، مع كامل مجموعته، وقائد كتيبة "أسود بابا عمرو" نواف العلوين، وقائد كتيبة "البيارق" أنس الشيخ خالد، والرائد الفار أحمد بوظان ومجموعته، ونائب القائد الميداني لـ"لواء فجر الإسلام" محمود جمعة، إضافة إلى اللبناني حسين ضرغام من بعلبك ومجموعته".
وتحدثت مصادر في القصير، لصحيفة "الوطن" السورية المقربة من دمشق، أن "المئات من المقاتلين الأجانب لقوا مصرعهم في اشتباكات مع الجيش خلال الساعات الـ48 الأخيرة، وأن الجيش دخل قرية الضبعة وأعاد إليها الأمن والأمان، في حين لا تزال الاشتباكات مستمرة في الحي الشمالي من القصير"، فيما نفت ما روجه المعارض جورج صبرا من تصريحات بشأن وصول مقاتلين إلى القصير، وأكدت أن "هذا الكلام عار عن الصحة جملة وتفصيلاً، والهدف منه الادعاء بأن (ائتلاف الدوحة) مهتم بما يحصل في القصير".
وذكرت "الوطن" في حلب، أن "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة" باتت تعتمد سياسة الترهيب بحق مسلحي حلب وقادتهم العسكريين، الذين يتبعون مجازًا لقوات "الجيش الحر" وذلك لفرض هيمنتها المطلقة على التشكيلات المسلحة كافة، وهي سلطت سيف "الهيئة الشرعية" باعتبارها ذراعها لتنفيذ أحكام إعدام طالت العديد من قادة فصائل المسلحين، حيث أنزلت عقوبة الإعدام بقائد ما يُسمى "لواء جيش محمد" مع أحد مساعديه، بذريعة تورطهما في أعمال قتل وسرقة وفرض أتاوات على المواطنين في مناطق نفوذهما، أما في حماة، فأعادت وحدات من الجيش بسط السيطرة وفرض حالة الأمن والأمان في منطقة الفان الوسطاني في ناحية صوران، بعد أن نفذت عمليات نوعية ضد المجموعات المسلحة أسفرت عن إيقاع قتلى ومصابين.
وتحدثت المعلومات عن زيارة يقوم بها قائد عسكري بارز في الجيش السوري الحر، إلى بلدة القصير التي تشهد قتالاً ضاريًا بين المعارضة المسلحة والجيش السوري، فيما قال الإعلامي في المعارضة هادي عبدالله، إن العقيد عبدالجبار العكيدي زار القصير لتفقد أحوال المقاتلين على الخطوط الأمامية، وظهر العكيدي وهو قائد المجلس العسكري الثوري في حلب إلى جانب قائد عسكري من دير الزور، ووصل كلاهما معًا في سيارات دفع رباعي، وتعهدا بجلب الرجال والإمدادات إلى البلدة المحاصرة، وتأتي الزيارة في اليوم نفسه الذي خاض فيه مقاتلون من "حزب الله" اللبناني معركة دامية مع مسلحي المعارضة السورية في ساعة مبكرة من صباح الأحد، في منطقة حدودية في شرق لبنان، في أحدث تطور يظهر انتقال الصراع السوري إلى الأراضي اللبنانية، حيث تعهد العكيدي الذي اجتمع مع مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الأميركية، ويعتبر شخصية معتدلة داخل المعارضة المسلحة بالقتال في القصير حتى النهاية، وقال للمقاتلين في البلدة إن عدد المقاتلين زاد وأن الحالة المعنوية ارتفعت بعد لقائه بهم.
إلى ذلك، أشاد رئيس المجلس العسكري في القصير أبو عرب بالزيارة التي قام بها القائد الشمالي، وقال إنه يرحب بالقادمين من حلب الذين جاؤوا لمساعدة مقاتلي القصير.