صنعاء ـ عبد العزيز المعرس
نفّذ الجناح المسلّح للحراك الجنوبي في محافظة الضالع اليمنيّة هجمات مسلّحة عدّة على مواقع تابعة للواء 33 مدرّع مستخدمين قذائف ال(آر بي جي) والهاون والرّشاشات الثقيلة مما أسفر عن مقتل 5 جنود وإصابة آخرين وأضرار بالغة في عدد من الآليات والمدرّعات العسكريّة التابعة للواء.
وتأتي تلك الهجمات إثر توتر شديد في منطقة سناع المعقل الرئيسي للجناح الجناح المسلح
للحراك الجنوبي في محافظة الضالع عقب مواجهات عنيفة شهدتها المنطقة الجمعة بين مسلحين وأفراد اللواء الذي يتمركزون في مواقع عدّة تسبّبت في سقوط قذيفة على إحدى مدارس المنطقة التي قيل إنه كان يقام فيها عزاء مما أسفر عن مقتل 22 شخصا بينهم مدنيون.
وكشف مصدر عسكري في اللواء 33 ، طالب بعدم الإفصاح عن اسمه، في تصريح خاص لـ"العرب اليوم" استشهاد 40 جنديا وإصابة 100 خلال الأيام الأخيرة جراء الهجمات التي نفذها المسلحون.
وفي توضيح لملابسات حادث قصف تجمع العزاء كشف المصدر ملابسات ذلك الحادث قائلا إن عناصر مسلحة تابعة للحراك الانفصالي المسلح وعناصر من تنظيم القاعدة قامت بمهاجمة مواقع عدة للواء 33 بشكل عنيف ومن اتّجاهات عدة مستخدمة قذائف "آر بي جي" ورشاشات ثقيلة مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الجنود وإتلاف عدد من الآليات ودبابة.
وأكد المصدر أن هناك معلومات مؤكدة أفادت بأن مجاميع مسلحة بينها عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة فرّت من سجن الضالع أخيرا كانت تسعى للسيطرة على مواقع اللواء واقتحامه ونهب الأسلحة العسكرية الثقيلة التي توجد في داخله، إلا أن القوات التي كانت في المواقع العسكرية منتشرة في المنطقة استطاعت التصدّي لتلك الهجمات الإرهابية وإفشال مخطط إسقاط اللواء 33 الذي يعد أحد أهم ألوية المنطقة العسكرية الرابعة.
وحمل المصدر تلك المجاميع المسلحة مسؤولية حادث القصف على العزاء كون القذائف التي أطلقت على الموقع الذي كانت توجد فيه إحدى الدبابات العسكرية أطلقت من جوار المدرسة التي يوجد فيها العزاء والتي احتمى فيها مجموعة من المسلحين فيما استمر آخرون في ضرب المواقع العسكرية بالقذائف والأسلحة الرشاشة الثقيلة.
وأضاف أن المدرسة التي كان يقام فيها عزاء كانت تستخدم لتخزين الأسلحة وإيواء العناصر الإرهابية حسب المعلومات ويتم من جوارها إطلاق قذائف الهاون و"آر بي جي".
وفيما جدّد المصدر العسكري عن أسفة وتعازيه لسقوط عدد من الضحايا المدنيين نوه المصدر إلى أنه تم تشكيل لجنة للتحقيق في ذلك الحادث، كما أشار المصدر إلى أن قيادات عسكرية وقيادات في السلطة التنفيذية والمحلية سبق وأن حذّرت المواطنيين من ايواء العناصر المسلحة وخصوصا عناصر تنظيم القاعدة وأصبحت توجد بشكل واضح في المنطقة بمعية مجاميع مسلحة تابعة للحراك الجنوبي وتستخدم المواطنين الأبرياء كدروع بشرية.
وأضاف المصدر "على الرغم من تلك الدعوات إلا أنه لم يتم التجاوب معها وكانت تقابل بالرفض والتعنت والاعتداءات المستمرة التي تعرّض لها منتسبو اللواء 33 مدرع وأسفرت عن مقتل 40 شهيدا ومائة جريح.
وفي تعليق على مطالب إخراج اللواء 33 مدرع من المنطقة أوضح المصدر العسكري أن الهدف من تلك المطالب هو تسليم تلك المواقع الإستراتيجية العسكرية التي يتمركز فيها اللواء لعناصر تنظيم القاعدة والحراك الانفصالي المسلح وإنشاء معسكرات تدريبية لتلك العناصر في تلك المنطقة.
وقال المصدر إن الضغوط السياسية التي تمارسها بعض القوى على القيادة السياسية تكشف مخططا تخريبيا يستهدف الوطن والأمن والاستقرار مستدلّا في ذلك بقيام تلك القوى بمهاجمة إدارة الأمن في الحافظة وعدد من الموسسات الحكومية والمواقع العسكرية ما يكشف أن تلك الحادثة ما هي إلا مبرر يسعي المخربين والانفصاليين إلى استشمارها لتحقيق أهداف أخرى.
ودعي المصدر العسكري القوى السياسية إلى النأي بالمؤسسة العسكرية ومنتسبي الجيش عن المناكفات السياسية والمماحكات الحزبية فالجيش موسسة وطنية مهمتها الدفاع عن الأمن والاستقرار والحفاظ على المصالح الوطنية.
وتطرّق المصدر العسكري إلا أن قيادات بارزة في الحراك الانفصالي المسلح أعلنت خلال اليومين الماضيين أنها ستهاجم اللواء 33 مدرع وتُصفّي كل منتسبية تحت مسمى الكفاح المسلّح.