دمشق ـ جورج الشامي
أعلن أحمد طعمة رئيس الحكومة السوريّة الموقّتة التي شكّلتها المُعارضة، مناطق الشمال منكوبة، بفعل العاصفة الثلجيّة التي تسبّبت في موت أكثر من عشرين شخصًا، وسط دعوات لتقديم مُساعدات عاجلة للمتضرّرين.
وأكد طعمة، أن مناطق الشمال وحماة ودير الزور ومخيمات النازحين كافة، مناطق منكوبة
بسبب الأحوال الجويّة، مناشدًا الهيئات والمؤسسات الدوليّة والدول العربيّة كافة تقديم مساعدات عاجلة إلى المُحتاجين.
وكشفت المفوضيّة العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن موجة الثلوج والصقيع قد زادت من معاناة 2.3 مليون لاجئ سوريّ في دول الجوار، خصوصًا الأردن ولبنان وتركيا، وفاقم البرد القارس من أزمة 6.5 ملايين نازح داخل الأراضي السوريّة، تشرّدوا جرّاء القصف والمعارك في مناطقهم، وارتفعت حصيلة الوفيات نتيجة للعاصفة إلى أكثر من عشرين داخل البلاد وفي دول الجوار.
وأوردت الشبكة السوريّة لحقوق الإنسان، أن ستة أطفال حديثي الولادة وسيدة مُسنّة توفوا في مخيمات النزوح واللجوء في سوريّة وتركيا، منهم أربعة أطفال قضوا في مخيم للنازحين في بلدة جرابلس قرب مدينة منبج في محافظة حلب قرب الحدود مع تركيا، وتُوفي طفلان آخران في مخيم "أورفة1" في تركيا جرّاء البرد واستمرار انقطاع الكهرباء، كما قضت سيدة مُسنّة في مخيم الجولان في إدلب، إثر انهيار خيام تحت الثلج.
وأعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوريّة، وفاة طفل رضيع في حلب بسبب البرد، إلى جانب وفاة طفلة في الرستن في حمص، وأن لاجئيْن سوريين تُوفيا في لبنان بسبب البرد أيضًا.
وعبّرت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانيّة فاليري آموس، عن قلقها على مصير ملايين اللاجئين السوريين والنازحين الذين يُعانون من الطقس القارس، موضحة أنها عقدت محادثات مع المسؤولين السوريين، في دمشق، تهدف إلى بحث سبل تخفيف حدّة الأزمة المتفاقمة في سوريّة وفي دول الجوار.
وقد تعهّدت إيطاليا والولايات المتحدة بدعم اللاجئين السوريين بملايين الدولارات، وأكدت مساعدة وزير الخارجيّة الأميركيّ لشؤون اللاجئين والسكان والهجرة آن ريتشارد، أثناء تفقدها مخيم كوركوسك للاجئين في أربيل، أن حكومة بلادها خصصت 70 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين في عموم العراق.
ودعت منظمة التعاون الإسلاميّ، المُنظّمات الإغاثيّة إلى سرعة التحرّك، لمواجهة موجة البرد في المخيمات السوريّة، حيث أكد الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية في المنظمة عطاء المنان بخيت، أن الأزمة السوريّة تزداد تعقيدًا، وأن الجهود الدوليّة المبذولة لاحتواء الأزمة الإنسانيّة في داخل سوريّة وخارجها بدأت تتقلص عما كانت عليه في السابق في ظل تزايد عدد اللاجئين.
واتهمت منظمة العفو الدوليّة، الجمعة، الدول الأوروبيّة بتحصين نفسها تجنبًا لتدفق لاجئي سوريّة، الذين لن تستقبل منهم "إلا أعدادًا قليلة جدًا"، واعتبر الأمين العام للمنظمة سليل شتي، في بيان له، أن "الاتحاد الأوروبيّ فشل فشلاً ذريعًا في القيام بدوره في استقبال اللاجئين السوريين الذين فقدوا كل شيء".
وأفاد المرصد السوريّ لحقوق الإنسان، السبت، وفاة قائد ميدانيّ في إحدى الكتائب السوريّة المعارضة، بسبب البرد القارس الذي ضرب البلاد خلال الأيام الأخيرة، حيث عُثر على جثمانه خلال توجّهه من محافظة إدلب (شمال غرب) إلى حمص (وسط)، وقد فُقد خلال العاصفة الثلجيّة".
واوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن، أن القائد المذكور، في الأربعينات من العمر، وعُثر على جثته وقد بدت عليها آثار التجمّد، وأنه أحد القادة الميدانيين في "ألوية صقور الشام"، وكان متجهًا إلى حمص "لمساندة المقاتلين هناك".
وأكد المرصد، أنه تم العثور على جثماني شابين كان قد فقدا خلال العاصفة الثلجية لدى توجههما من منطقة الحولة (في ريف حمص) إلى قرية حربنفسه في ريف حماة الجنوبيّ، ومن غير المعروف ما إذا كان الشابان، وكلاهما في العقد الثالث من العمر، من المقاتلين أو المدنيين.
وقد جدّد الطيران الحربيّ السوريّ، فجرًا، القصف على آخر معاقل المعارضة السورية المسلحة في مدينة يبرود في القلمون، في ريف العاصمة الشمالي، فيما شهدت حدّة المعارك بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية تراجعًا، بسبب كثافة الثلوج التي هطلت على البلاد على مدار الأيام الأخيرة، إلا أن ذلك لم يمنع الجيش السوريّ من شنّ هجمات بالمدفعية على مواقع المعارضة المسلحة في مخيم اليرموك وحي القدم في العاصمة دمشق، في حين نفّذ الطيران الحربيّ غارة جوية على قرية سرجة في جبل الزاوية في ريف إدلب.
وأعلن ناشطون من المعارضة، أن قوات حكوميّة قصفت بالمدفعية الثقيلة بلدة داعل في ريف درعا، في حين شنّت قصفًا بالمدفعية الثقيلة على بلدة المريعية في ريف دير الزور الشرقي.