واشنطن - يوسف مكي
تصاعدت الضغوط الدولية على قطر لمنع استغلال العمال المهاجرين في الاستعدادات لاستضافة كأس العالم 2022، الأربعاء، بحيث حثت مجموعات الضحايا والأمم المتحدة الهيئة الإدارية للعبة إلى التحرك لوضع حد لعدد القتلى الذي وصل إلى المئات.
بينما تنعقد اللجنة التنفيذية للفيفا في زيوريخ لمدة يومين، لعقد محادثات بما في ذلك جلسة بشأن الاستعدادات القطرية لأكبر حدث رياضي
على الإطلاق سيعقد في الشرق الأوسط، وقال رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم Uefa ميشيل بلاتيني: إنه هناك قلق متزايد بشأن مزاعم بشأن معاملة العمال المهاجرين في الدولة الخليجية، وهناك مناقشات بشأن ما إذا كان سيتم تأجيل البطولة إلى فصل الشتاء.
وجددت الحكومة البريطانية أيضًا الضغوط على قطر من خلال وزير الرياضة هيو روبرتسون، قائلا: إنه يجب أن يكون هناك شرطًا مسبقًا قبل تقديم جميع الأحداث الرياضية الكبرى، بحيث يجب تطبيق المعايير الأعلى الصحة والسلامة.
وحذرت نقابات من أن "ظروف العمل في البلاد يمكن أن تؤدي إلى ما لا يقل عن 4 ألاف حالة وفاة، قبل أن يتم إطلاق البطولة.
ودعا ممثلي أسر العمال المهاجرين، الذين قتلوا وأصيبوا بالفعل في مواقع البناء في الدولة الخليجية الفيفا لتسليم البطولة إلى بلد آخر، إلا إذا قامت الدوحة بضمان سلامة العمال بسرعة.
وطالب راميش بادال، وهو محام في كاتماندو، والذي يمثل العمال والضحايا النيباليين في قطر، بما في ذلك أولئك الذين فقدوا اليدين والساقين في حوادث البناء، إنه على الفيفا وضع مهلة لقطر لمنع الوفيات والانتهاكات التي تحدث في أماكن العمل. وقال: إنه إذا فشلت في ذلك، يجب سحب حقها في استضافة نهائيات كأس العالم. وقال: إذا قامت الفيفا بالضغط على قطر الآن، سوف تتغير بالتأكيد هذا الأمر الآن في يد الفيفا.
صوت بلاتيني لقطر لاستضافة كأس العالم 2022. وقال: إنه على قطر الاستعانة بأكثر من مليون عامل مهاجر لإقامة 9 استادات جديدة، وطرق سريعة، وأنظمة المترو والسكك الحديدية وعدة مئات من آلاف الغرف الفندقية الجديدة. وتم الاتصال بـ 25 عضوًا قاموا بالتصويت في اللجنة التنفيذية للفيفا، لعقد مناقشة للقضية الخميس والجمعة، لتوعيتهم بالنتائج التي توصلت إليها صحيفة الغارديان. وتمت إضافة معاملة عمال البناء في قطر إلى جدول الأعمال الجمعة في أعقاب تقارير صحيفة "الغارديان"، والتي وجدت أن 44 عاملا نيباليًا قتلوا في قطر بين 4 و 8 حزيران/ يونيو، وآب/ أغسطس من هذا العام. وقد كشفت الحكومة النيبالية هذا الأسبوع أن 70 مواطنًا، لقوا مصرعهم في مواقع البناء في قطر، منذ بداية العام 2012. ويعتقد أن مئات آخرين أصيبوا بجروح في حوادث السقوط ومع الماكينات والمركبات.
وقال جيم بويس من أيرلندا الشمالية: إنه صدم وأصيب بالفزع، بعد الكشف عن طريقة معاملة العمال المهاجرين، ولم يدلي أيًا من ممثلي الفيفا، الذين اتصلت بهم الصحيفة بتعليق قبل الاجتماع.
وقال وزير الرياضة البريطاني روبرتسون لصحيفة "الغارديان": أعتقد أنه ينبغي نشر الأحداث الرياضية في جميع أنحاء العالم، ولكن إحدى النتائج المهمة لتحقيق ذلك هو أن تلك البلدان التي تستقبلهم يجب أن تتوافق مع المعايير الأساسية للرعاية.
منظمة الأمم المتحدة الدولية للعمل (ILO) دعت الفيفا إلى الضغط بالرياضة الأكثر شعبية في العالم، للمطالبة بتحسينات في ممارسات العمل في قطر.
وتنفق قطر أكثر من 100 مليار جنيه استرليني على المرافق والبنية التحتية، قبل البطولة في العام 2022، ومن المتوقع أن يحضر ما لا يقل عن 500 ألف عامل على رأس القائمة التي تضم 1.2 مليون عامل، بما في ذلك 340 ألف نيبالي وأكثر الباقين من الهند.
كتب اتحاد نقابات العمال الدولية إلى رئيس الفيفا سيب بلاتر، الأربعاء، على اقتراح عقد لسلسلة من الجولات المشتركة بين "ITUC" والفيفا، للتفتيش في أماكن العمل وأماكن المعيشة في قطر، لمراقبة مستوى المعاملة وحقوق العمال.
وقال الأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات شاران بورو: لقد فشل نظام التفتيش على العمل في قطر، وسيكون إعلان الحكومة ببساطة إضافة بعض المفتشين إلى النظام الذي لا يعمل، وهو ما لن يحدث فرقا. إن العمال ليسوا قادرين على التحدث بحرية، بسبب النظام الصارم على التأشيرة، بحيث يقوم أرباب العمل بالاحتفاظ بجوازات سفرهم وعدم السماح لهم بتغيير الوظيفة أو مغادرة البلاد دون إذن صاحب العمل.
وقال أحد العمال النيباليين بوبندرا الملا ثاكوري لـ "الغارديان": إنه كان في المستشفى لمدة 3 أشهر، بعدما سحقت شاحنة ساقه ولم يكن يتقاضى أجرًا عن كل هذا الوقت، وقد ترك دون دعم طبي وأجبر على رفع لدعوى على صاحب العمل في المحكمة، حتى يتحمل تذكرة الطائرة التي تعيده إلى بلاده.
وقال وزير العمل في نيبال سوريش مان شريستا: إن الحكومة طلبت من السلطات القطرية النظر في أوضاع العمال المهاجرين ويرجى التوقف عن أي سلوك غير إنساني.
وتتأثر قدرة البلدان النامية على التفاوض مع قطر بشأن رفاهية العمال، من خلال حقيقة أن المال الذي تحوله العمالة المهاجرة جزءًا متزايد الأهمية من اقتصاداتها.
وكشفت بيانات نشرت الأربعاء من البنك الدولي أن "25٪ من الاقتصاد في نيبال قائم على التحويلات المالية، التي تقدر قيمتها بالنسبة للبلدان النامية 540 مليار بحلول العام 2016، وهو الزيادة المتوقعة بنسبة 30٪ على المستويات الحالية. الهند، التي توفر مئات الآلاف من العمال إلى قطر، تكسب المزيد من المال حاليًا من وراء هذه التحويلات أكثر من أي بلد آخر وتقدر مكاسبها 71 مليار دولار سنويًا.