كييف - رياض أحمد
عشية قمة اوروبية مقررة اليوم الخميس تخصص لبحث مستجدات الازمة الاوكرانية وتفاعلاتها والتي من الممكن ان تفرض فيها عقوبات على موسكو اذا لم تظهر ليونة في معالجة الملف الاوكراني، بدا ان روسيا لن تستجيب للضغوطات الغربية عليها، فهي لا تزال تبقي على قواتها في شبه الجزيرة الاستراتيجية ، كما أفادت مصادر ديبلوماسية ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف
رفض لقاء نظيره الاوكراني اندري ديشتشيتسا في العاصمة الفرنسية، مما دفع الاخير الى مغادرة باريس، قبل ان يغير رأيه ويبقى فيها.
وأفادت السفارة الاوكرانية في باريس انه على رغم الضغوط البريطانية والاميركية "رفض سيرغي لافروف لقاء" ديشتشيتسا، فقرر الاخير مغادرة باريس والعودة الى اوكرانيا، ولكن حصل لاحقا "تعديل في البرنامج".
وعصراً، عقد اجتماع ثان بين كيري ولافروف في باريس استناداً الى مصادر ديبلوماسية. وكان الوزيران التقيا في وقت سابق في قصر الاليزيه على هامش مؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان الذي نظمه الرئيس فرنسوا هولاند.
وخلال لقائهما الثاني الذي انعقد في منزل السفير الروسي في باريس، تبادل لافروف وكيري النكات امام بعض الصحافيين. فقال الروسي لنظيره الاميركي: "انه ملف هائل" عندما هم بفتح ملفه من الوثائق الرسمية، فأجابه الاخير: "لست معنياً بكل شيء".
وبعدما نقلت وكالات للأنباء عن لافروف أنه اتفق مع كيري على ضرورة مساعدة أوكرانيا في تنفيذ اتفاق تسوية الأزمة الأوكرانية الذي وقّع في 21 شباط/فبراير الماضي، نفى ديبلوماسي اميركي مساء الاربعاء ان تكون واشنطن قد توصلت الى اتفاق مع روسيا على معالجة الازمة في اوكرانيا.
وفي مؤتمر صحافي عقده كيري في وقت متقدم، اعلن التوافق على مواصلة "المشاورات المكثفة" مع كييف وموسكو. وقال انه لم يكن لديه "أي طموح" الى لقاء روسي – اوكراني.
ويكثف الغربيون ضغوطهم على روسيا لاحتواء التوتر في أوكرانيا عشية قمة طارئة للاتحاد الاوروبي يمكن ان تفرض فيها عقوبات على موسكو اذا لم تظهر ليونة في الملف الاوكراني.
وعشية القمة، اعلن الكرملين ان الرئيس فلاديمير بوتين والمستشارة الالمانية أنغيلا ميركل بحثا في "سيناريوات" يمكن ان تتيح اعادة الوضع الى طبيعته في اوكرانيا.
في غضون ذلك، كثفت ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما جهودها لدعم دفاعات حلفائها في أوروبا رداً على سيطرة روسيا على القرم. وصرح وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل بان بلاده قررت تكثيف التدريبات الجوية المشتركة مع بولونيا وزيادة مشاركتها في حماية المجال الجوي لدول البلطيق.
وفي بروكسيل، اعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ان الحلف قرر تعزيز تعاونه مع اوكرانيا واعادة النظر في تعاونه مع روسيا، بتعليق بعض المبادرات المشتركة في اطار مجلس الاطلسي وروسيا.
وقال اثر اجتماع لمجلس الاطلسي وروسيا ان هذه الاجراءات "توجه رسالة واضحة جدا الى روسيا مفادها ان عليها المساعدة في نزع فتيل التصعيد" في اوكرانيا.
وفي فيينا، اتهمت روسيا أوكرانيا بـ"الهلوسة"، بعدما حذرت كييف اجتماعا للوكالة الدولية للطاقة الذرية من المخاطر على سلامة محطاتها للطاقة النووية، إذا حصل غزو روسي.