جاكرتا - رياض أحمد
أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو، ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الإسلامية، في إطار منظمة التعاون الإسلامي، لحشد الدعم الدولي من أجل التوصل إلى سلام عادل وشامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وزيادة التعاون في المجالات الاقتصادية بما يعود
بالفائدة على شعوب هذه الدول.
جاء ذلك خلال المباحثات التي أجراها الزعيمان أمس الاربعاء في العاصمة جاكرتا التي يزورها ضمن جولة العمل الآسيوية التي شملت سنغافورة. وحسب بيان الديوان الملكي، فقد بحث الزعيمان، في لقاء ثنائي تبعه آخر موسع حضره كبار المسؤولين من الجانبين، الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، بما فيها جهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومستجدات الأزمة السورية وتداعياتها على أمن واستقرار المنطقة.
وشدد الملك عبد الله الثاني، في هذا الإطار، على دعم الأردن المفاوضات الحالية استنادا إلى حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
وفي ما يتصل بمستجدات الأزمة السورية، جدد الملك عبد الله الثاني التأكيد على موقف الأردن الداعم للجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة، ينهي معاناة الشعب السوري الشقيق ويحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا.
وحول العلاقات الثنائية بين البلدين، أكد العاهل الأردني انفتاح الأردن اقتصاديا على جميع دول المنطقة والاقتصادات الكبرى في العالم، التي ترتبط معها المملكة باتفاقيات تجارة حرة واتفاقيات شراكة اقتصادية، مما يجعلها تشكل حلقة وصل اقتصادية مع أبرز التجمعات التي تضم نحو مليار مستهلك حول العالم.
بدوره، أكد الرئيس يودويونو حرص بلاده على بناء جسور الصداقة والتفاهم والتعاون مع المملكة، مثمنا استضافة الجامعات الأردنية العديد من الطلبة الإندونيسيين ومساعدة الأردن في تعليمهم العلوم الإسلامية واللغة العربية وأهمية ذلك للمجتمع الإندونيسي المسلم.
وفي خطاب أمام مؤتمر نهضة الأمة بعنوان " حوار الأديان.. والإسلام من أجل السلام والحضارة"، الذي بدأ اعماله في جاكرتا، أكد العاهل الأردني أن العالم مدعو إلى الجدية في السعي لتعزيز الحوار والتفاهم العالمي، خصوصا أننا نجد اليوم قوى تسعى لدفع المستقبل العالمي إلى الخلف، من خلال إثارة النعرات الدينية والعرقية.
ونوه الملك خلال المؤتمر، الذي نظمته "جمعية نهضة العلماء"، وهي أكبر جمعية إسلامية رسمية على مستوى العالم، بما تشهده الأزمة السورية من استغلال للانقسامات الطائفية لتبرير العنف.
ودعا منظمة التعاون الإسلامي إلى العمل جنبا إلى جنب مع المجتمع الدولي لـ"تقديم الإغاثة الإنسانية، ووضع حد لإراقة الدماء، ومساعدة الأطراف على التوصل إلى حل سياسي سلمي، والحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق". وقال إنه "يتحتم علينا أيضا أن نجد حلا لأزمة المنطقة الأطول أمدا، وهي الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، مشيرا إلى تبني العالم الإسلامي بالإجماع مبادرة السلام العربية، من أجل تسوية نهائية، وحل جميع قضايا الوضع النهائي، على أساس حل الدولتين".
كما التقى العاهل الأردني في جاكرتا قيادات اقتصادية تمثل أبرز أعضاء غرفة الصناعة والتجارة في مجتمع الأعمال الإندونيسي، بمشاركة ممثلين للمؤسسات الاقتصادية والقطاع الخاص الأردني.
وعلى هامش الزيارة، وقع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة ونظيره الإندونيسي مارتي ناتاليجاوي مذكرة تفاهم في التشاور السياسي الثنائي، بما يسهم في تعزيز روابط الصداقة والتعاون بين البلدين.
كما جرى توقيع اتفاقية لإنشاء مصنع مشترك في إندونيسيا برأسمال أردني - إندونيسي، تقيمه شركة مناجم الفوسفات الأردنية وشركة «بتروكيميا غريسيك» برأسمال يقدر بنحو 300 مليون دولار، لإنتاج الأسمدة اعتمادا على خامات الفوسفات الأردنية.
ويميل الميزان التجاري بين الأردن وإندونيسيا إلى صالح المملكة، حيث بلغت قيمة الصادرات الأردنية نحو 228 مليون دولار في عام 2013، فيما بلغت قيمة المستوردات من إندونيسيا نحو 118 مليون دولار.