الجزائر ـ نورالدين رحماني
كشفت تلميحات زعيم حزب "جبهة التغيير" الجزائريّ عبدالمجيد مناصرة، ذو التوجّه الإسلاميّ الإخوانيّ، الإثنين، عن نية حزبه مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، أن الأحزاب الإسلاميّة بمختلف أطيافها قد أجمعت، ولو من دون اتفاق مشترك بينها، على مقاطعة انتخابات الرئاسة المُقرّرة في 17 نيسان/أبريل المقبل، مما يجعل
حكومة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أمام خيار صعب، في تحقيق الوفاق داخليًّا وخارجيًّا بشأن نزاهة ومصداقية هذه الانتخابات حتى قبل إجرائها.
وقد لحق حزب "التنمية والعدالة" برئاسة عبدالله جاب الله، أحد أشرس المُعارضين لبوتفليقة، بركب المقاطعين للانتخابات الرئاسية، وسبقه إلى ذلك حزب حركة "مجتمع السلم" وحركة "النهضة" و"جبهة التغيير"، وهو الثلاثيّ الذي شكّل في الانتخابات البرلمانية السابقة ما سُمي وقتها بـ"تحالف الجزائر الخضراء".
وأجمعت مختلف التبريريات التي أطلقتها قيادات الحركات الإسلاميّة في الجزائر، على أن سبب العزوف عن المشاركة في الانتخابات المقبلة راجع إلى كونها "محسومة مسبقًا" لصالح الرئيس بوتفليقة إذا ترشّح أو أي مرشح آخر يقدمه النظام الحالي، وأنها أقرب إلى "المسرحية الانتخابيّة المعروف بطلها مسبقًا".
وأكّد الأمين العام لحركة "النهضة" الأستاذ محمد ذويبي، أن قرار المقاطعة "قرار مستقل"، وهو رسالة دقّ ناقوس الخطر لنقول للشعب الجزائريّ، "إن البلاد في خطر، والتصريحات المتضاربة والمضادة هي نتيجة حتمية لسياسات فاشلة من نظام بوتفليقة، والتي لن تغيّرها مجرد انتخابات محسومة مسبقة".
وأشار زعيم حركة "مجتمع السلم" (حمس) عبدالرزاق مقري، إلى عزم مناضلي حزبه إلى النزول إلى الشارع والدعوة إلى المقاطعة، مؤكدًا أن "قرار مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة لا رجعة فيه، باعتباره مبنيًّا على دراسة ورؤية سياسيّة، و هي مقاطعة شاملة، حيث لن تدعم الحركة أي مرشح، ولن تجمع توقيعات لأي كان، باعتبار أن الوعاء الانتخابيّ سيلتزم بقرار مجلس الشورى، وأن قرار المقاطعة تحمّل للمسؤولية، حيث ستعمل الحركة حسب المتحدث على تثمين هذا القرار، حيث تتوجه الحركة نحو مقاطعة إيجابيّة من خلال التحرك الميدانيّ، ولم نتخذ هذا الموقف لنعود إلى بيوتنا"، في إشارة واضحة إلى التحرّك من أجل إقناع الرأي العام لمقاطعة الاستحقاق المقبل، خصوصًا أن رئيس "حمس" اعتبر أن هذه الانتخابات "تُهدّد استقرار الجزائر".
وأعلن عبدالله جاب الله، أقدم المُعارضين الإسلاميّين في الجزائر، تحديه وزارة الداخليّة، بأن تمنع حملة المقاطعة النشطة التي سيُباشرها حزبه، لحضّ الجزائريين على عدم التصويت في ما أسماه "انتخابات من دون جدوى"، فيما عدّد أسباب لجوء حزبه إلى خيار المقاطعة، معتبـرًا أن "الأجواء المُسيطرة في الجزائر غير مُشجّعة على المشاركة، وأن المجموعة التي أشرفت على الانتخابات في البلاد منذ سنوات طويلة، وزوّرتها في كل مرة، هي ذاتها المستمرة على مستوى الإدارة".