بيروت - رياض شومان
بدأ "الجيش السوري الحر" مرحلة جديدة إثر عزل رئيس هيئة الأركان العميد سليم إدريس من منصبه، وتعيين رئيس المجلس العسكري في القنيطرة العميد الركن عبد الإله البشير محله والعقيد هيثم عفيسة نائبا له. وقد تزامن هذا مع تراجع وزير الدفاع في حكومة المعارضة المؤقتة أسعد مصطفى عن استقالته التي تقدم بها قبل
أيام بعد أنباء عن رفضه العدول عن قرار الاستقالة ما لم يعزل إدريس من منصبه.وجاءت هذه التطورات مع زيارة مفاجئة قام بها رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا إلى شمال سوريا، هدفت إلى ترتيب أوراق "الجيش الحر" وإعطاء دعم مباشر للعمل العسكري الميداني عموما ولقائد "جبهة ثوار سوريا" جمال معروف، الذي رافقه في جولته. وتعهد الجربا أمام مقاتليه بتدفق السلاح النوعي في وقت قريب. وقال عضو هيئة الأركان وقائد "جبهة ثوار سوريا" جمال معروف أمس الاثنين، إنه من المتوقع في المرحلة المقبلة أن يصار إلى تنظيم التمويل العسكري الذي يصل إلى الكتائب العسكرية، إضافة إلى تفعيل غرف العمليات في الداخل والتنسيق بينها.
وأوضح معروف في الوقت ذاته أن أي تعديل على أداء هيئة الأركان يتطلب دعما بالسلاح من الدول الصديقة للشعب السوري، مؤكدا أن وعود الجربا بالتسليح النوعي في وقت قريب جاءت بناء على وعود تلقاها من الدول الصديقة للشعب السوري، لا سيما أن مخازن هيئة الأركان خاوية من السلاح منذ سنة وشهرين.
وفي حين رفض معروف شرح الأسباب التي دفعت المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر إلى إقالة إدريس من منصبه، وامتناع الأخير عن التعليق، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد المعارضين قوله إن المآخذ على إدريس تتمثل في أخطاء وإهمال في المعارك وابتعاد عن هموم الثوار. كما أشار إلى أن المأخذ الأساسي يكمن في سوء توزيع السلاح الذي كان يصل إلى الأركان، على المجموعات المقاتلة على الأرض.
وقلل معروف، قائد "جبهة ثوار سوريا"، من أهمية تبديل المواقع بين إدريس وخلفه، مشيرا إلى أن الجيش الحر ليس جيش أشخاص وإنما هو مؤسسة لها قوانينها وقواعدها.
ونفى معروف وجود أي رابط بين قرار عزل إدريس وزيارة الجربا إلى ريف إدلب، لافتا إلى أن زيارة الجربا كانت مقررة سلفا، وحاولنا في جبهة ثوار سوريا تسهيلها قدر الإمكان لا سيما من الناحية اللوجستية.
وكان أحمد الجربا أثنى على دور اللواء إدريس في رئاسة هيئة أركان الجيش السوري الحر، مؤكدا في بيان أن الأخير لعب دورا فعالا وإيجابيا في ظروف صعبة تعيشها ثورتنا السورية، وأن مكانته وكرامته محفوظة وجهده يضاف إلى جهود كثير من الضباط الذين لعبوا دورا إيجابيا ومهما في هيئة الأركان.