الدار البيضاء ـ أسماء عمري
اعترف وزير الداخلية الإسباني، خورخي فرنانديز دياز، الخميس، أمام مجلس النواب الإسباني، باستعمال الحرس المدني معدات مكافحة الشغب ضد مهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء كرد على ما وصفه “السلوك العدواني” الذي أبداه هؤلاء المهاجرون خلال محاولتهم العبور إلى مدينة سبتة قادمين من المغرب الخميس الماضي،
بينما اتهمه المهاجرون الأفارقة ومنظمات غير حكومية ا بإعطاء تعليمات باستخدام معدات مكافحة الشغب ضدهم، وطالبوه بإعداد تقرير مفصل حول هذه المأساة التي قتلت عددًا من المهاجرين غرقا أثناء محاولتهم الوصول إلى سبتة المحتلة.
وأكد الوزير، لدى مثوله أمام لجنة الداخلية في مجلس النواب لتقديم توضيحات بشأن مأساة الخميس الماضي قرب سبتة ، والتي أثارت جدلا وسط الاوساط الحقوقية في إسبانيا، إستنادا إلى تقرير مفصل أعده الحرس المدني، أن المهاجرين السريين رشقوا عناصر الحرس المدني على معبر تراخال في سبتة المحتلة بالحجارة، وأبدوا "سلوكا غير عادي وعدواني".
وكشف الوزير أثناء رده على أسئلة الفرق البرلمانية بهذا الخصوص، بأن الحرس المدني استعمل الرصاص المطاطي لصد و”ردع” هؤلاء المهاجرين، مشيرا إلى أن هذه المعدات لم تصب أيا من المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء. ومشددا على أنه “لا توجد أية علاقة سببية” بين وفاة هؤلاء المهاجرين واستعمال معدات مكافحة الشغب.
ويتهم المهاجرون الأفارقة ومنظمات غير حكومية الوزير بإعطاء تعليمات باستخدام معدات مكافحة الشغب ضدهم، وطالبوه بإعداد تقرير مفصل حول هذه المأساة التي قتلت عددًا من المهاجرين غرقا أثناء محاولتهم الوصول إلى سبتة المحتلة.
وقد طالب الحزب "الاشتراكي العمالي" الإسباني، على إثر الحادث، بمثول وزير الداخلية أمام البرلمان، فيما طالب حزب اليسار الموحد باستقالته.
ووضع تجمع من 20 منظمة غير حكومية بداية الأسبوع شكاية لدى المدعي العام طالب فيها بفتح تحقيق حول هذه المأساة، و"تقصي الحقائق في أقرب الآجال" خوفا من "اختفاء الأدلة التي تثبت تورط قوات الأمن".
وكانت السلطات المحلية في مدينة الفنيدق قد انتشلت جثث تسعة مهاجرين في وضعية غير قانونية، بينهم امرأة حامل، من طرف فرق الإنقاذ بعرض سواحل عمالة المضيق الفنيدق، وذلك بعد محاولة 200 مهاجر الوصول إلى مدينة سبتة.