الدار البيضاء ـ أسماء عمري
يقوم المبعوث الأمميّ إلى الصحراء كريستوفر روس، بزيارة مرتقبة إلى المنطقة، بعد أن أنهى جولة أخرى خلال الشهر الماضي، من دون تسجيل أي تقدم في مسلسل التفاوض لإيجاد حل لنزاع الصحراء بين المغرب وجبهة "البوليساريو".
وأكّد مصدر دبلوماسيّ، أن زيارة المبعوث الأمميّ التي لم يتم تحديد تاريخها بعد، وسيحاول من
خلالها تحقيق تقدم في هذه القضية، قبل انعقاد مجلس الأمن في شهر نيسان/أبريل المقبل، والذي سيناقش مرة أخرى مقترح توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الإنسان، وهو الاقتراح الذي احتجّ بشأنه المغرب، واعتبره "مسًا بسيادته".
وأشار المصدر نفسه، إلى أن روس سيحاول حثّ الأطراف على استئناف التفاوض، بعد تسع جولات من المفاوضات السرية في الأعوام السابقة، لم تفض إلى أية نتيجة تُذكر، فيما توقّع صعوبة مباشرة في أية مفاوضات ثنائية بين المغرب وجبهة "البوليساريو"، خصوصًا في ظل العلاقات المغربيّة الجزائرية المتشنّجة، في حين يبقى الحل الأقرب هو أن تكون الجزائر طرفًا مباشرًا في المفاوضات إلى جانب موريتانيا، التي كانت تحضر المفاوضات بصفة مُلاحظ.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار، قد استقبل الشهر الماضي في الرباط، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، في إطار جولته السابقة في المنطقة، كما التقى المبعوث كلاً من ممثلي جبهة "البوليساريو" والجزائر.
ويُعتبر روس أن حل هذا النزاع "أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، انطلاقًا من حالة عدم الاستقرار المتنامية في منطقة الساحل والصحراء، ومن المتوقع أن يقدم كريستوفر روس للأمين العام للامم المتحدة بان كي مون تقريرًا شاملاً عن الزيارات التي قام بها إلى المنطقة، في منتصف نيسان/أبريل المقبل، تزامنًا مع تجديد مهام البعثة الأمميّة.
وتُشرف الأمم المتحدة على المفاوضات بين المغرب وجبهة "البوليساريو"، بمشاركة جزائرية وموريتانية، بحثًا عن حل نهائي للنزاع، وذلك منذ توقيع المغرب والجبهة اتفاق وقف إطلاق النار في العام 1991، وتقدّم المغرب في 2007 بمشروع لمنح الصحراء حكمًا ذاتيًّا واسع الصلاحيات، إلا أن "البوليساريو" ترفض المقترح، وتتشبت بضرورة تحديد مستقبل الصحراء عبر استفتاء شعبيّ.