الجزائر - نور الدين رحماني
حَمَلت التصريحات التي أدلى بها الأمين العام لحزب "جبهة التحرير الوطني" الحزب الحاكم في الجزائر، عمار سعيداني، الإثنين، إلى أحد المواقع الإخبارية الجزائرية ضد مدير المخابرات الجزائرية الجنرال توفيق عاصفة من الردود التي صبَّت كلها في خانة أن الصراع الذي تعرفه الجزائر منذ الاستقلال بين مؤسسة الرئاسة والمؤسسة
العسكرية ممثلة في جهاز المخابرات خرج للمرة الأولى إلى العلن، وبات واضحًا بين أعلى القيادات في هرم السلطة الجزائرية، والسبب في ذلك العهدة الرابعة والتجديد للرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة.
في حواره الساخن المشار إليه، سعيداني الذي يتهمه خصومه بأنه يتحرك بإيعاز من سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، اتهم الجنرال توفيق الرجل القوي في الجزائر، والذي ينسب إليه أنه وراء تنصيب كل الرؤساء في الجزائر والرافض للتجديد للرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة بأنه "وراء الصراع الذي يعرفه حزب جبهة التحرير الوطني وكل الاحزاب السياسية في الجزائر، كما أنه المهندس لكل الملفات التي راح ضحيتها إطارات ومسؤولون بارزون في الجزائر على غرار الوزير السابق للطاقة في الجزائر، شكيب خليل، واتهمه بأنه تخلَّى عن مسؤوليته في حماية أمن الجزائر وتفرغ لمصالحه الشخصية والجماعة المحيطة به، بدليل الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها المواقع البترولية في جنوب الجزائر وغيرها، وحمَّله مسؤولية اغتيال الرئيس الراحل بوضياف والفشل في حمايته".
وأكَّد من جهة أخرى، في تصريح ناري تؤكد الجهات المتابعة لملف سعيداني توفيق "أنه لا يتكلم من فراغ، وأنه مدعوم من سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس، ما مكنه من تجرؤ على الرجل القوي في الجزائر، حيث أكد "أنه يحمل الجنرال توفيق كل المسؤولية في حالة إصابته بأي مكروه".
وفي هذا الصدد، دعا عبد الرحمان بلعياط المنافس لسعيداني على رئاسة حزب "جبهة التحرير" سعيداني إلى الاستقالة، ومعتبرًا التصريحات التي أدلى ضد الجنرال توفيق منافية لكل الأخلاق السياسية وطعن في مؤسسة جزائرية ذات سيادة لها الفضل الكبير في ما وصلت إليه الجزائر متسائلاً عن السبب في التهجم على المؤسسة العسكرية وجهاز المخابرات في هذا التوقيت بالذات.
وأكدت رئيس حزب "العدل والبيان" نعيمة صالحي على صفتحها الرسمية على "فيسبوك" "أنه لا يمكن لأي دولة أن تستمر من دون جهاز مخابرات، لذا نحن نرفض تسفيهه كمؤسسة من مؤسسات الدولة من طرف شخص أو حتى جماعة".
بدوره أشار رئيس حزب "جديد"، الجيلالي سفيان، على موقعه الرسمي على "تويتر" أن "الجزائر تعيش انقلابًا عسكريًا حقيقيًا يتصارع فيه جناح السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس بوتفليقة، وجناح المخابرات بقيادة توفيق، والذي سيضر حتمًا بالجزائر لأنه صراع على الكرسي والرئاسة، وليس مصلحة الجزائر".
بدوره، وصف رئيس حزب حركة "مجتمع السلم" عبد العزيز مقري التصريحات التي أدلى بها سعيداني ضد الجنرال توفيق بأنه تندرج في خانة "الأمر بمهمة، فهو مكلف من جماعة الرئيس للرد على المؤسسة العسكرية، التي تعارض ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة".