رام الله - المغرب اليوم
أثار موقف رئيس فريق الخبراء الروسي فلاديمير اويبا مدير الوكالة الفدرالية للتحاليل البيولوجية بشأن وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بشكل طبيعي، أجواء سلبية لدى الفلسطينيين وسط اصرارٍ منهم على انهم لا يلتفتون لما يقوله ذلك المسؤول الروسي.
فقد اكد وزير العدل الفلسطيني الدكتور
علي مهنا "للمغرب اليوم" الخميس الى انه لم يصل للجانب الفلسطيني بشكل رسمي ما يبطل ما سبق وسلم للسلطة من قبل الخبراء الروس الذين أجروا فحوصات على عينات من رفات الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والتي تؤكد بانهم وجدوا نسباً عالية من مادة "البوليونيوم" في تلك العينات والتي ادت لوفاته، مشيرا الى انه "لم يطلع على التصريحات الصحافية التي ادلى بها رئيس الفريق الروسي بشأن ان وفاة عرفات كانت طبيعية".
وتابع مهنا الذي يعتبر عضواً في فريق التحقيق الفلسطيني في اسباب وفاة عرفات، قائلا : "حتى الان لم نتلقَّ اي شيءٍ رسمي ينقض تقرير الخبراء الروس الذي يؤكد وجود نسبة عالية من مادة البولونيوم المشع في العينات التي اخذت من رفات الراحل ابو عمار".
وانتقد الدكتور جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ذلك المسؤول الروسي قائلا "الاسرائيليون اشتروه" ، مضيفا "ما قاله ذاك المسؤول لا يمثل الموقف الطبي الروسي، وانَّ ما استلمناه من المختبرات التي عملت الفحص على عينات ابو عمار هو الموقف الرسمي بالنسبة الينا" ، متسائلا "كيف تسلمنا النتيجة وبعد ذلك تخرج بتصريحات فارغة".
وشدد محيسن على ان نتائج الفحوصات التي اجرها الخبراء الروس على عينات اخذت من رفات عرفات، تؤكد وفاته مسموماً بمادة البولونيوم المشعة، منتقدا في تصريح لـ"المغرب اليوم" الخميس، ما صرح به فلاديمير اوبيا بشأن اسباب وفاة عرفات ، وقال " هذا لا يمثل النتائج الروسية التي سلمت الينا . وما هو معتمد عندنا هو نتائج الفحوصات المخبرية التي سلمت من الخبراء الروس بشكل رسمي قبل اسابيع، وهي التي تتحدث عن نسبة عالية من مادة البولونيوم المشع والرصاص التي وجدوها في عينات الرئيس ابو عمار، وهذا كان بعد 9 سنوات على وفاته ، ولو كان هذا الفحص قبل 9 سنوات ستكون النسبة اكثر، وبالتالي الذي قدم لنا رسمياً هو الذي قدم سابقا ، فأما ان يخرج تصريح من هنا وهناك فهو يمثل الرأي الشخصي لذاك المسوول ولا يمثل رأي روسيا ".
وشدد محيسن على ان الفلسطينيين متأكدون مئة في المئة وقبل خروج نتائج فحوصات المختبرات الروسية والسويسرية التي تؤكد النسبة العالية لمادة البولونيوم المشع في عينات عرفات، بان اسرائيل هي من تقف وراء اغتياله ، مضيفا "اليهود سمموه لابوعمار، وبالتالي نتائج المختبرات التي سلمت لنا تؤكد المؤكد لدينا ".
وبشأن ما اعلنه فريق التحقيق الفرنسي كذلك بان اسباب وفاة عرفات كانت طبيعية لكبر سنه، فقال محيسن "انا برأيي الرأي الفرنسي هو موقف سياسي وليس طبياً".
هذا واكد السفير الفلسطيني في موسكو الخميس لوكالة الانباء الروسية "نوفوستي" ان التحقيق في وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات متواصل على الرغم من تقرير فريق الخبراء الروس الذي توصل الى ان الوفاة كانت لاسباب طبيعية.
وقال فايد مصطفى في تصريحات نقلتها الوكالة "استطيع ان اقول فقط بانه كان قد تقرر سابقا مواصلة التحقيق. ونحن نحترم موقفهم ونقدر عاليا عملهم. ولكن تقرر مواصلة التحقيق".
وأكدت نتائج التحاليل المعملية فى روسيا أن وفاة عرفات كانت طبيعية ولا تقف وراءها شبه عملية اغتيال، وهو ما يتعارض مع النتائج السويسرية التى أكدت وفاته نتيجة التسمم بالبولونيوم المشع.
وأوضحت صحيفة الديلى تليغراف، أن رئيس هيئة الطب الشرعي في روسيا، التى أجريت التحاليل على عينات من رفات الزعيم الراحل، أكد أن أسباب الموت كانت طبيعية وليس نتيجة للتسمم الإشعاعى. وتتماشى النتائج الروسية مع تقييم العلماء الفرنسيين الذين قالوا فى وقت مبكر من هذا الشهر، إن عرفات لم يقتل بالبولونيوم المشع.
ونقلت وكالة إنترفاكس عن فلاديمير ايوبا، رئيس الوكالة الإتحادية البيولوجية فى روسيا: "ياسر عرفات لم يمت نتيجة لآثار إشعاعية ولكن لأسباب طبيعية".
وتوفي الزعيم الفلسطينى عام 2004، عن عمر يناهز الـ75، فى مستشفى فرنسي، بعد أربعة أسابيع من سقوطه مريضا عقب تناول وجبة فى مقره برام الله الذى كانت تحيط به الدبابات الإسرائيلية.
واستبعد الخبراء الروس المكلفون تحليل عينات اخذت من جثمان عرفات، الخميس تعرضه لتسمم بمادة البولونيوم مؤيدين بذلك نتائج تقرير فرنسي كان موضع انتقاد سهى ارملة ياسر عرفات.
ويتهم الفلسطينيون اسرائيل بانها كانت وراء وفاته ويطالبون بتشكيل لجنة تحقيق دولية في الوفاة.
وكان الخبراء المكلفون من القضاء الفرنسي التحقيق في وفاة ياسر عرفات استبعدوا في تقريرهم فرضية وفاة الزعيم الفلسطيني مسموما مرجحين الموت الطبيعي بحسب مصدر قريب من الملف، مما يثير الجدل مجددا حول هذه القضية البالغة الحساسية.
وقالت النيابة العامة في نانتير قرب باريس في بيان "مع التحاليل التي اجريت والمستندات التي يتضمنها الملف، خلص الخبراء الى غياب تسميم عرفات بالبولونيوم-210″ وهي مادة مشعة على درجة عالية من السمية.
واشار تقرير طبي فرنسي يعود تاريخه الى 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 الى التهاب بالامعاء وتخثر "شديد" للدم لكنه لم يوضح اسباب الوفاة.
وعلى عكس الفرنسيين، اعلن السويسريون مطلع تشرين الثاني/نوفمبر انهم يغلبون فرضية التسميم بعد ان وجدوا البولونيوم- 210 بكميات اكبر بعشرين مرة مما اعتادوا قياسه. لكنهم لم يؤكدوا بشكل قاطع ان هذه المادة كانت سبب الوفاة.
يذكر انه بعد ان فتح القضاء الفرنسي تحقيقا في المسألة، اعيد فتح ضريح عرفات واخذت حوالى 60 عينة من رفاته وزعت لتحليلها على ثلاث فرق من الخبراء من سويسرا وفرنسا وروسيا.
واعلنت سهى عرفات ارملة الرئيس الفلسطيني الراحل لوكالة فرانس برس في السادس من الشهر الحالي انها ستطعن امام القضاء الفرنسي في نتائج التقرير الطبي الفرنسي الخاص بظروف وفاة زوجها.
وقالت سهى عرفات "بعد التشاور مع عدد من الخبراء القانونيين وخبراء المعهد السويسري الذي اجرى فحوصا على عينات من رفات الشهيد عرفات وبعد مقارنة التقرير الفرنسي مع التقرير السويسري قررنا التوجه الى القضاء الفرنسي للطعن بنتائج التقرير الطبي الفرنسي".
واضافت "سنطعن بالتقرير والية عمله والنتائج التي توصل اليها وسنبين الدليل على صحة طعننا" من خلال المحامين الموكلين بالقضية امام القضاء الفرنسي.
واكدت سهى عرفات في الرابع من الشهر الحالي لوكالة فرانس برس انها "مقتنعة تماما" بانه "لم يمت بطريقة طبيعية".
وكانت سهى عرفات رفعت في تموز/يوليو 2012 دعوى ضد مجهول بتهمة القتل في نانتير بعد اكتشاف مادة البولونيوم المشعة والعالية السمية على اغراض شخصية لزوجها.
وهذه المادة اعطيت له كما قالت من احد المحيطين به. ولم تعرف حتى الان اسباب وفاة عرفات الذي توفي عن 75 عاما في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي دو كلامار العسكري الفرنسي قرب باريس بعد تدهور مفاجىء لصحيته، اثر معاناته من الام في الامعاء من دون حمى، من مقره برام الله حيث كان يعيش محاصرا من الجيش الاسرائيلي منذ كانون الاول/ديسمبر 2001.
ولكن ما زال كثير من الفلسطينيين يشتبهون باقدام اسرائيل على تسميمه بتواطؤ افراد من محيطه. ولطالما نفت اسرائيل اي ضلوع لها في القضية.
وبحسب استطلاع نشر الثلاثاء اجراه مركز ابحاث فلسطيني فان غالبية الفلسطينيين (59 بالمئة) يعتقدون ان عرفات تم تسميمه من قبل اسرائيل.