الدار البيضاء - جميلة عمر
دعا الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العتيق، إدريس لشكر إلى منع تعدد الزوجات في مدونة الأحوال الشخصية المغربية، إضافة إلى مناقشة مبدأ المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة، ويبدو أن ما طلبه الكاتب العام للاتحاد الاشتراكي سيجر الحزب في معركة خاسرة مليئة بالأنغام، لاسيما وأن الظرفية غير مواتية لطرح مثل هذه المواضع ، التي سيعتبرها المغاربة زعزعة لعقيدتهم الإسلامية
، ربما لشكر ركب على ظرفية الشعارات التي رفعتها وزارة بسيمة الحقاوي في مناهضة تعذيب المرأة والكف من تزويج القاصرات باعتباره جريمة في حق الطفولة، مما جعل صاحب البذلة السوداء يعتبر إقرار المساواة في الإرث، ومنع تعدد الزوجات يدخل في قالب المطالبة بضمان حقوق المرأة، أو ربما أن السيد لشكر ينوي الدخول في معركة مع الحزب الإسلامي، مع العلم أن هذه المعركة خاسرة مند البداية، لأن حزب العدالة سيجعله يرفع راية الخسارة من الوهلة الأولى، لاسيما وأن الحزب الإسلامي لا يتطلب في مواجهة الحزب الاشتراكي أي مجهود فكري ولا سياسي من أجل ربح المعركة، لأن المغرب لا يحتاج إصلاح الورش الديني.
واعتبر رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، عبد الباري الزمزمي، أن المطالبة بالمساواة في الإرث بين الجنسين مس بأصل راسخ من أصول القرآن الكريم، كما مشدد على أن مثل ما دعا به لشكر هو ردة وإنكار لشريعة الإسلام.
وفي الوقت نفس، شن رئيس حركة التوحيد والإصلاح، الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية، محمد الحمداوي، هجوما لاذعا على الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، وذلك على خلفية دعوة هذا الأخير إلى تجريم تعدد الزوجات ومراجعة أحكام الإرث التي تنص عليها الشريعة الإسلامية. ووصف الحمداوي، دعوة لشكر بالشاذة والبئيسة واليائسة، بالنسبة للشعب المغربي، الذي حسم في ثوابته واختياراته الكبرى بمختلف المحطات وعلى مر السنين، كما أوضح أن الشعب المغربي سبق وأن قال كلمته الأخيرة في ذلك من خلال دستور 2011، وقبله بالتدافع الشعبي من خلال المسيرتين والذي توج بلجنة أشرفت على وضع مدونة الأسرة والتي عكست التنوع والتعدد وعبرت عن مختلف الحساسيات المغربية، وهي التي كان ملك البلاد قد أطرها بمقولته الشهيرة "إنه لا يمكنه أن يحل حراما أو يحرم حلال"، متسائلا: "فكيف بمن يريد تجريم الحلال لا تحريمه؟".
من جهة أخرى، يرى الفاعلون في مجال المرأة أن"المزايدة السياسية" على المرأة قضية استنفذها كل السياسيين العاجزين عن تحقيق أي إنجاز حقيقي للمرأة بعيدا عن الشعارات، وهو ما يجعل من تصريح لشكر مجرد شعار سيختفي مع مرور الأيام.