لندن - المغرب اليوم
اتهم وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية، هيوغ روبرتسون، الثلاثاء، "السلطات السورية بأنها عمليًّا اغتالت طبيبًّا بريطانيًّا كان محتجزًا في سورية، بعد أن أُلقي القبض عليه، في ما كان يُعالج طوعًا جرحى مدنيين سوريين".
وأكَّد روبرتسون، "المعلومات التي أشارت إلى مقتل الطبيب، عباس خان"، قائلًا،
"لا شيء يمكن أن يبرر المعاملة التي لقيها من جانب السلطات السورية، والتي عمليًّا اغتالتْ مواطنًا بريطانيًّا كان موجودًا في بلدهم لمساعدة مصابين في حربهم الأهلية".
وتابع الوزير البريطاني، "تأكد أنه توجَّه إلى سورية لمساعدة الشعب السوري الذي يعاني من الحرب الأهلية"، مطالبًا السلطات السورية بـ"إيضاحات عاجلة".
وتمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان، من الاتصال بزوجة الطبيب، حنان يحيى، التي قالت، إن "المسؤولين السوريين أبلغوا النائب غالاوي أن زوجها انتحر"، لكن مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، اعتبر، أن "خان قضى جراء التعذيب؛ لأن هناك مئات من الحالات المماثلة، التي يؤكد فيها النظام أن السجين انتحر، في حين أنه قضى تحت التعذيب".
وروت إحدى شقيقات الطبيب، سارة خان، لشبكة "سكاي نيوز"، أن "خان اعتقل في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 في سورية"، مضيفة "لم نتلق معلومات من وزارة الخارجية البريطانية حتى حزيران/يونيو 2013، لكننا كنا نعلم آنذاك أنه سجين، وقالوا لنا؛ سنهتم به، لكن أي شيء لم يحصل، ولم يزره أحد".
وتابعت، "توجهت والدتي إلى دمشق، وبعد بضعة أشهر سمح لها بلقائه في وزارة العدل، التي نقل إليها، حيث لم تتعرف عليه حتى بعدما خسر نحو نصف وزنه، وكان يحمل ندوبًا في كل أنحاء جسمه، وفقد بعض أظافره".
وأشارت إلى أنه "في آب/أغسطس 2013 نُقل الطبيب، الذي له ولدان، إلى سجن مدني، وبدا أنه يتحسن، وأخذ يُعلم الإنكليزية للمعتقلين الآخرين، ومنذ ذاك الحين بدأت أمي تقابله بشكل دوري".
وأوضحت، أنه "منذ أيلول/سبتمبر الماضي، باشرت مجموعة من النواب البريطانيين تحركًا في محاولة للإفراج عن خان"، مضيفة "اعتقدنا أن هذا الأمر سيحصل في 27 كانون الأول/ديسمبر الجاري، واتصل نائب وزير الخارجية السوري بوالدتي، وأبلغها أنهم سيفرجون عنه، وكنا سعداء جدًّا، وبدأنا بتزيين المنزل استعدادًا لعودته".
وأعرب شقيق الضحية أفروز خان، عن "سخطه على الخارجية البريطانية"، متهمًا إياها بـ"المماطلة طوال 13 شهرًا"، لكن الوزارة دافعت عن موقفها مؤكدة أن "كل الطلبات القنصلية التي تقدمت بها لزيارة الطبيب تم تجاهلها.
من جهته، أعلن النائب جورج غالاوي، أنه "تلقى الخبر الرهيب، في ما كان يستعد للتوجه إلى سورية لاستعادة خان"، موضحًا أنه "ينتظر توضيحات للظروف المحددة التي أدت إلى وفاة الطبيب".
يذكر أن طبيب العظام، عباس خان، (32 عامًا)، اعتقل في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 في حلب، وكان شقيقه أفروز خان، مع النائب البريطاني جورج غالاوي، واللذين أكدا موته الثلاثاء.